وافقت نقابتان للعمال في نيجيريا على إلغاء إضراب للاحتجاج على ارتفاع تكاليف المعيشة، بعدما استعرضت الحكومة حزمة إجراءات تهدف للتخفيف من تداعيات إصلاحاتها الاقتصادية.
منذ وصوله إلى السلطة في مايو، رفع الرئيس بولا أحمد تينوبو الدعم عن الوقود وحرر عملة النايرا في إصلاحات يشير مسؤولون إلى أنها تضغط على السكان لكنها ضرورية للمساعدة على إنعاش أكبر اقتصاد في أفريقيا، بحسب «فرانس برس».
وأدت الإجراءات إلى تضاعف أسعار الوقود بثلاث مرّات فيما بات معدل التضخم حاليًا عند 25%، ما دفع «مؤتمر العمل النيجيري» و«مؤتمر النقابات العمالية» للدعوة إلى إضراب مفتوح اعتبارًا من الثلاثاء. لكن بعد عدة جولات محادثات، توصلت النقابتان والحكومة في وقت متأخر الإثنين إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة لتعليق التحرّك النقابي.
تعليق الإضراب المفتوح
وقالت النقابتان والحكومة في بيان مشترك إنهما «وافقتا على تعليق الإضراب المفتوح الذي كان مقررًا على مستوى البلاد لمدة 30 يومًا». والأحد، ناشد تينوبو النيجيريين الصبر إذ أن إصلاحاته مصممة لتعود بفوائد بعيدة الأمد. وأشاد المستثمرون بشكل عام بقراراته.
- 18 قتيلا جراء حريق في مصفاة غير قانونية لتكرير النفط في نيجيريا
- حكم نهائي برفض الطعون في نتائج انتخابات الرئاسة النيجيرية
وكجزء من حزمتها، عرضت الحكومة رفع الأجور بمبلغ 35 ألف نايرا (45 دولارًا) شهريًا لمدة ستة أشهر للموظفين الفدراليين وتعليق الضريبة المضافة على الديزل وتخصيص مبالغ نقدية كضمان اجتماعي للسكان الأفقر. كما يشجّع الاتفاق على تقديم مزايا مشابهة للموظفين الحكوميين المحليين وعلى مستوى الولايات والعاملين في القطاع الخاص.
«ستخفف المعاناة»
وقال رئيس «مؤتمر النقابات العمالية» فيستوس أوسيفو للصحفيين «نعتقد بأن الحكومة ستتصرّف بحسن نية تمامًا». وأضاف «نعتقد أن (الإجراءات).. ستخفف معاناة النيجيريين».
تشمل مقترحات الحكومة أيضًا إدخال حافلات تعمل بالغاز في قطاع النقل العام على أمل خفض تكاليف النقل التي تعد من أبرز شكاوى النيجيريين. ويمثل «مؤتمر العمل النيجيري» و«مؤتمر النقابات العمالية» الحركات العمالية التابعة لقطاعات تشمل العاملين في مجال الطيران مرورًا بالممرضين والمعلمين ووصولًا إلى المصرفيين.
نيجيريا تستورد معظم احتياجاتها من الوقود
وتعهّد تينوبو الذي كان حاكمًا للاغوس انتُخب في فبراير جلب المزيد من الاستثمارات وإنعاش الاقتصاد. وعيّن حاكمًا جديدًا للمصرف المركزي يتوقع محللون بأن يتبع نهجًا أكثر تشددًا.
لطالما اعتبر العديد من النيجيريين أن دعم الوقود المطبق منذ عقود والذي أبقى أسعار البنزين منخفضة بشكل لا يعكس الواقع من بين المزايا التي توفرها الحكومة. لكن الإجراء كلّف الدولة المليارات سنويا نظرًا إلى أنه على الرغم من كونها منتجًا رئيسيًا للنفط، فإن نيجيريا تستورد معظم احتياجاتها من الوقود بسبب افتقارها للمصافي.
ونفّذت النقابتان إضرابًا في أغسطس إذ أغلقت الأعمال التجارية والمكاتب الحكومية ولأسواق ليوم كامل في العاصمة أبوجا، لكن الإضراب قوبل بردود فعل متباينة من قبل الأعمال التجارية في العاصمة الاقتصادية لاغوس.
تعليقات