أظهرت مؤشرات بسوق الطاقة اتجاه أسعار النفط إلى الهبوط خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد تحقيق مكاسب تقدر بنحو 30% خلال الربع الثالث من العام الجاري، ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها تراجع استهلاك كبار الدول المستوردة للخام، وأيضا تخفيف إجراءات تقليل الإمدادات المتخذة من جانب السعودية.

وانخفضت واردات الهند من النفط السعودي في سبتمبر الماضي إلى أقل من 500 ألف برميل يوميا، وهو أدنى مستوى شهري لها منذ نحو عقد من الزمن، كما قد يضطر السعوديون إلى تخفيف إجراءات خفض الإنتاج خلال أكتوبر الجاري بدلا من تشديدها كي تفي بالتزاماتها التعاقدية، حسب تقرير موقع «إنفستنغ» لرصد أسواق المال والسلع

ارتفاع واردات النفط السعودي
وأظهرت بيانات حديثة لموقع «أويل برايس» ارتفاع شحنات النفط الخام من الموانئ السعودية بنحو 300 إلى 400 ألف برميل يوميا الشهر الماضي مقارنة بأغسطس، على الرغم من قرارها خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا، وقد يستمر هذا الاتجاه وفق ما لاحظه موقع «إنفستنغ» في تقرير معلومات السوق التي جمعها من مصادر مختلفة.

ولم يستفد السعوديون من صعود سعر خام «برنت» القياسي العالمي إلى ذروته الأسبوع الماضي مسجلا 98 دولارا للبرميل، وذلك من أدنى مستوى له في مارس الماضي، حين بلغ سعر البرميل ما يزيد قليلا على 70 دولارا.

ولم ترتفع أسعار الخام السعودي متوسط الكبريت سوى 0.10 دولار للبرميل، ما رفع سعر الخام العربي الخفيف إلى 3.60 دولار للبرميل، ويعلق «أويل برايس» أنه كان متوقعا أن ترفع شركة النفط الوطنية السعودية «أرامكو» الأسعار في السوق الآسيوية بـ«هامش قوي»، لكن تلك الزيادة لم تحدث.

مخاوف بشأن الطلب في الصين
وأرجع تقرير «إنفستنغ» عدم رفع السعودية الأسعار في السوق الآسيوية إلى المخاوف بشأن حجم الطلب الصيني خلال الشهور المتبقية من العام 2023، فضلا عن انخفاض الصادرات الهندية من النفط السعودي بشكل كبير أخيرا.

وبدأت الهند في شراء خام الأورال الروسي بنحو 80 دولارًا للبرميل، وهو أعلى بشكل ملحوظ من الحد الأقصى للسعر الذي حددته مجموعة السبع للخام الروسي وهو 60 دولارًا، لكنه لا يزال أقل من السعر الثابت لخام «برنت».

ضغوطات على روسيا لزيادة الإنتاج
والتزمت روسيا بخطة خفض الإنتاج التي اتفقت عليها مع السعودية، وذلك بتقليل إنتاجها بنحو 300 ألف برميل يوميًا، لكنها «تتعرض أيضًا لضغوط لمواكبة عمليات التسليم الموعودة للعملاء».

وخففت موسكو أخيرا الحظر الذي فرضته على صادرات الوقود، ولا يتوقع المحللون أن تستمر هذه القيود لفترة طويلة لأنها قد تؤثر على تشغيل محطات التكرير وتؤثر على العلاقات مع العملاء.

مستوردو الخام الروسي
وصرح بنك «جيه بي مورغان» في مذكرة أن تركيا والبرازيل والمغرب وتونس والسعودية من بين الوجهات الرئيسية لـ«الديزل» الروسي هذا العام.

-أسعار النفط ترتفع بعد تجنب إغلاق الحكومة الأميركية
- روسيا تقيّد صادراتها من الوقود لتفادي نقصه في أسواقها
- رئيس «أرامكو» السعودية يحذِّر من أزمة طاقة «أكثر خطورة»

ووفقا للبنك فإن قرار موسكو تقليل الإنتاج «يؤثر سلبا على العلاقة مع العملاء الجدد التي بنتها شركات النفط الروسية بشق الأنفس على مدار عام ونصف العام»، لكن على الرغم من ذلك صرح الكرملين بأن روسيا لم تناقش زيادة محتملة في إمدادات النفط الخام، وقد يجري اتصال مباشر بين الروس والسعوديون حول الأمر في اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» في الرابع من أكتوبر، وفق «إنفستنغ».

تراجع خام «غرب تكساس»
وفي سياق متصل، توقع كبير الخبراء الاقتصاديين في «إس كيه شارتنغ» سونيل كومارديكسيت، انخفاض خام «غرب تكساس» الوسيط إلى أقل من 90 دولارًا هذا الأسبوع إذا تواصل اتجاهه الهبوطي منذ الأسبوع الماضي.

وأشار ديكسيت إلى تسبب «المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة (الأميركية) في تراجع الخام بنحو أربعة دولارات ليهبط من أعلى مستوياته خلال 13 شهرا» مع أنه ما زال مرتفعا عند الحساب على أساس ربع سنوي.

ورجح الخبير الاقتصادي أن يتعرض سعر الخام إلى موجة تصحيحية قصيرة المدى ليصل بعدها إلى 86 دولارا للبرميل على الرغم من احتمالية استمراره حاليا في نطاق أعلى من 95 دولارا للبرميل.