Atwasat

«حرب اقتصادية» تنغّص على اليمنيين فرحة عيد الأضحى

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 26 يونيو 2023, 08:15 مساء
WTV_Frequency

سلط تقرير لوكالة «فرانس برس» الضوء على سوق الماشية في عدن مع اقتراب عيد الأضحى، وذكر أن الأجواء تبدو حزينةً في كبرى مدن جنوب اليمن الذي يشهد «حربًا اقتصادية» بين طرفي النزاع الدائر منذ 2014 تضيّق الخناق على سكان أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

يأكل عشرات الماعز التبن في حين يغطي الرعاة الحظائر لحماية الماشية من أشعة الشمس الحارقة، لكن لا يأتي سوى عدد قليل من الزبائن لشرائها، يقول أحدهم، وفق تقرير «فرانس برس»، ويُدعى عامر محمد وهو مدرّس في عدن، «من كان يعيّد برأس (ماشية)، بات هذه السنة يعيّد بنصف (رأس)، يشترك شخصان برأس واحدة وفقًا للظروف المعيشية».

«للأسف كل شيء غال»
جاء الراعي إياد العليمي لبيع ماشيته في عدن، المقرّ الموقت للحكومة منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في العام 2014. ويؤكد «توقعنا كثيرًا أن تتحسن الأوضاع وأن تصبح معيشة المواطن بخير وأن يتوفّر له كل شيء وأن تصبح الأسعار أرخص، للأسف كل شيء غال».

-  أطفال اليمن يخوضون «سباق المياه».. طوابير العطش تسبق الذهاب إلى المدرسة
-  تبادل رفات مقاتلين بين الحكومة اليمنية والحوثيين
-  الأمم المتحدة تعلن إمكانية بدء عمليات الإنقاذ لناقلة النفط العالقة قبالة اليمن

منذ أكثر من ثماني سنوات، يعيش اليمنيون شبه المعزولين عن العالم، في ظل حرب أهلية اتخذت منحى إقليميًا، بين الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وجرى التوصل إلى هدنة في أبريل 2022. ورغم انتهاء مدّتها في أكتوبر الماضي، سُجّل تراجع كبير في القتال، مما أنعش آمال التوصل لسلام.

«شبه أموات»
وقال المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ في منتدى اليمن الدولي الذي عُقد في لاهاي منتصف الشهر الحالي، إن «الحرب الاقتصادية اشتدّت». وأضاف «اتخذ الطرفان تدابير تصعيدية وتدابير مضادة اقتصادية، مما زاد من وقع الضرر على اقتصاد اليمن الذي يعاني أصلاً من التحديات، وكان لذلك كما نعلم جميعًا أثر مدمر على الشعب اليمني في نهاية المطاف».

وأغرق النزاع اليمن وهو أصلًا أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وتسبب بتراجع ناتجه المحلي الإجمالي إلى النصف، بحسب البنك الدولي.

وأعطت الهدنة والجهود الدبلوماسية الأخيرة التي تلت التقارب السعودي الإيراني وهدفت إلى وضع الحرب على طريق الحل، متنفّسًا لليمنيين البالغ عددهم 30 مليونًا، لكن الارتياح والأمل لم يستمرا طويلًا.

ففي أواخر العام 2022، تسببت هجمات بمسيّرات شنّها الحوثيون على منشآت نفطية بحرمان الحكومة من تصدير النفط، مصدر عائداتها الرئيسي، مما فاقم تدهور قيمة العملة الوطنية.

صعوبات في تمويل الخدمات الأساسية
وتواجه الحكومة صعوبات في تمويل الخدمات الأساسية ورواتب الموظفين الحكوميين، في حين أن الموظفين الذين يعيشون في مناطق سيطرة الحوثيين لم يتقاضوا أجورهم منذ سنوات. ويقول وهيب داوود وهو أحد سكان عدن، «نحن في وضع سيء جدًا.. لا كهرباء لا ماء لا رواتب غلاء فاحش لا تربية لا صحة.. نحن شبه أموات، لا نعيش». 

ويشير البنك الدولي في تقرير نُشر في أبريل إلى أن القطاع الخاص في اليمن الذي يواجه أصلًا نقصًا في المواد الأولية وتهالك البنى التحتية، يعاني من «ضرائب مزدوجة (تفرضها الحكومة والمتمردون) ومن فساد معمّم»، متوقّعًا تسجيل ركود هذا العام وبلوغ التضخم نسبة 16,8%.

في مناطق شمال البلاد وغربها الخاضعة لسيطرة المتمردين، حيث يعيش قرابة 80% من الشعب، الوضع أيضًا مأسوي رغم تخفيف الحصار البحري والجوي الذي تفرضه السعودية. ويؤكد رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر، وهي منظمة يمنية غير حكومية، أن «هناك هدنة حدثت على المستوى العسكري والسياسي ولكن بالمقابل فقد تصاعدت حدة المواجهات والحرب الاقتصادية».

 قرار بمنع دخول البضائع المستوردة
ويشير إلى أنه «رغم فتح الخطوط الملاحية إلى ميناء الحديدة فقد جرى اتخاذ قرار بمنع دخول البضائع المستوردة من الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية».

في هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة في غرب البلاد، فتح الموظف الحكومي السابق حسن الذي لم يرغب بالكشف عن اسم عائلته، متجرًا صغيرًا لبيع المثلّجات لتأمين لقمة عيش عائلته.

لكن مع ذلك يقول إنه سيضطر لبيع سيارته لتوفير احتياجات أسرته للعيد. ويؤكد «أنا أصلًا توقفتُ عن استخدام سيارتي منذ فترة طويلة بسبب عدم قدرتي على توفير الوقود».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«مجموعة السبع» تقترب من اتفاق للتخلي عن الفحم
«مجموعة السبع» تقترب من اتفاق للتخلي عن الفحم
صعود الأسهم الآسيوية.. والين يتذبذب بعد بداية أسبوع متقلبة
صعود الأسهم الآسيوية.. والين يتذبذب بعد بداية أسبوع متقلبة
أسعار النفط تعاود الارتفاع: خام برنت بـ88.45 دولار
أسعار النفط تعاود الارتفاع: خام برنت بـ88.45 دولار
على غرار التحرك الأميركي.. حظر أوروبي محتمل لـ«تيك توك»
على غرار التحرك الأميركي.. حظر أوروبي محتمل لـ«تيك توك»
تحالف «أميركي - إماراتي» يتخلى عن الاستحواذ على مجموعة «تلغراف»
تحالف «أميركي - إماراتي» يتخلى عن الاستحواذ على مجموعة «تلغراف»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم