قال وزير شؤون مجلس الوزراء في الحكومة البريطانية ناظم الزهاوي، الأحد، إنه من «المستبعد جدا» أن تشهد بريطانيا انقطاعات مقررة سلفا في التيار الكهربائي خلال الشتاء، تعقيبا منه على تحذير من الشبكة الوطنية من أن البلاد قد تواجه انقطاعات للتيار إذا لم تستطع استيراد ما يكفي من الطاقة.
وقال الزهاوي لشبكة سكاي نيوز «هذا مستبعد جدا، لكن الواقع هو أننا نخطط لكافة السيناريوهات. وكل ما يمكنني قوله هو إن لدينا مخزونا احتياطيا... ولذلك فأنا واثق من أنه عندما يأتي عيد الميلاد ويحل الطقس البارد، سنظل على أرضية صلبة».
قالت الوكالة الدولية للطاقة، في تقريرها الفصلي الإثنين الماضي، إن تدابير ترشيد استهلاك الغاز في أوروبا ستكون «حاسمة» هذا الشتاء للحفاظ على المخزون بكميات تكفي في حال الانقطاع التام للغاز الروسي ووقوع «موجة برد متأخرة».
وأدى تراجع تدفق الغاز الروسي ردًا على العقوبات ضد موسكو منذ غزو أوكرانيا، إلى ارتفاع شديد للأسعار في الأسواق العالمية، ودفع الأوروبيين للتزود بالغاز من مصادر أخرى، عبر استيراد الغاز الطبيعي السائل بشكل كبير، لا سيما الغاز الأميركي والغاز النرويجي، وفق «فرانس برس».
- خبراء الطاقة في بريطانيا يحذرون من ارتفاع «كارثي» في أسعار الكهرباء الشتاء المقبل
- المجلس الأوروبي: فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الروسي ضروري عاجلا أم آجلا
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى أنه بفضل استراتيجية التنويع هذه فإن «خزين الغاز كان ممتلئًا بنسبة 90% حتى أواخر سبتمبر»، محذرة في الوقت نفسه أوروبا من عواقب انقطاع كامل محتمل للغاز الروسي، اعتبارًا من هذا الشتاء وفي العام المقبل.
الانقطاع الكامل للإمدادات الروسية اعتبارًا من الأول من نوفمبر
وحددت الوكالة في تقريرها توقعاتها لفصل الشتاء للمخزونات «في حال الانقطاع الكامل للامدادات الروسية اعتبارًا من الأول من نوفمبر»، واعتمادًا على إمدادات الغاز المسال، المورد الذي بات الآن مصدر «منافسة عالمية».
وحذرت الوكالة من أنه «دون تخفيض للطلب على الغاز، وفي حال انقطعت الإمدادات الروسية تمامًا، فإن المخزون سيكون أقل من 20% في فبراير، وذلك في حال وجود مستوى عالٍ من الإمدادات بالغاز السائل». في المقابل سيكون المخزون «بحدود 5% في حال كانت إمدادات الغاز السائل ضعيفة».
وذكرت الوكالة التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن انخفاض المخزونات إلى تلك المستويات «يزيد من خطر الانقطاع التام للامدادات في حال حصول موجة برد متأخرة».
اتخاذ اجراءات اقتصاد «حاسمة»
ولتفادي هذا السيناريو، رأت الوكالة الدولية للطاقة أن على أوروبا اتخاذ إجراءات اقتصادية «حاسمة» من أجل «الحفاظ على المخزونات عند مستويات تكفي حتى نهاية موسم الحاجة إلى التدفئة».
ووفق هذه التوقعات، فإن خفضًا للطلب الأوروبي على الغاز بنسبة 9% قياسًا بالسنوات الخمس الماضية، «سيكون ضروريًا للحفاظ على مستويات الخزين فوق نسبة 25%» في حال لم تكن تدفقات الغاز السائل عند مستوى مرتفع. وينبغي أن يكون الطلب أقل بنسبة 13% قياسًا بمعدّ الخمس سنوات «للحفاظ على مستويات خزين تفوق نسبة 33%»، في حال كانت تدفقات الغاز السائل ضعيفة».
تعليقات