Atwasat

استمرار أزمة المودعين فى لبنان ومخاوف من تدهور الأوضاع

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 19 سبتمبر 2022, 05:11 مساء
WTV_Frequency

ما زالت أزمة المودعين فى لبنان تشهد تفاقمًا، عقب توترات ومواجهات مع المصارف، شهدها لبنان الأسبوع الماضي، خلال تسجيل سبع عمليات اقتحام لفروع هذه المصارف، طالب خلالها مودعون بالحصول على ودائعهم. وحصلت خمس منها خلال يوم واحد.

واحتجاجًا على ذلك، أعلنت المصارف إغلاقًا لمدة ثلاثة أيام، بدءًا من اليوم الإثنين. وتظاهر عشرات اللبنانيين الإثنين أمام مقر وزارة العدل في بيروت، مطالبين بإطلاق شابين تم توقيفهما على هامش مشاركتهما في اقتحام مصرف الأسبوع الماضي، بحسب «فرانس برس».

وقال خالد الديك، أحد المحتجين، «هما موقوفان لأنهما قالا كلمة حق»، مطالبًا بالإفراج عنهما تحت طائلة التصعيد في أنحاء لبنان. إلا أن مصدرًا قضائيًا أفاد بأن مواصلة احتجازهما مرتبطة بمذكرات توقيف سابقة صادرة بحقهما في قضايا أخرى.

تحذير من تدهور الأوضاع
وحذر حسن مغنية، رئيس جمعية المودعين بلبنان، من تزايد تدهور الأوضاع إن لم تكن هناك خطة حل شاملة للوضع الاقتصادي والمالي بشكل عام، وأزمة المودعين بشكل خاص.

وأضاف، أن الأزمة ممتدة منذ نحو ثلاث سنوات دون تحرك من الجهات المسئولة أو الحكومة، ولم تتخذ أي خطوات لحماية حقوق المودعين، هناك مودعون فقدوا أرواحهم بسبب تلك الأزمة، خاصة أن القطاع الطبي والصحي في لبنان في حالة تدهور، ولا تقبل المستشفيات استقبال المرضى إلا من حاملي الدولار وليس العملة المحلية.

وأكد مغنية أن عمليات الاقتحام من قبل المودعين للمصارف ستتضاعف خلال الأيام المقبلة. وأشار مغنية، إلى أن العجز في أموال المودعين بالمصارف اللبنانية نحو 84 مليار دولار، موضحًا أن المودعين لهم نحو 94 مليار دولار والموجود في مصرف لبنان 10 مليارات دولار فقط، بمعنى أن العجز 84 مليار دولار والسلطات اللبنانية لم تفعل أي شيء.

لبنان يحتاج إلى خطة إنقاذ
من جانبه قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إن لبنان يحتاج لإنقاذ لا يتحقق إلا بالتعاون بين الحكومة ومجلس النواب بعيدًا عن الشعبوية والإنكار، مع تغليب الوطنية والواقعية، داعيًا أعضاء مجلس النواب للتصرف بروح التعاون.

في السياق ذاته سجلت الليرة اللبنانية أدنى مستوياتها مقابل الدولار في السوق الموازية، تزامنًا مع بدء المصارف الإثنين إغلاقًا لمدة ثلاثة أيام احتجاجًا على عمليات اقتحام طالت عددًا من فروعها خلال الأسبوع الماضي.

ولامس سعر الصرف الإثنين عتبة 38600 ليرة مقابل الدولار الإثنين، وفق تطبيقات عبر الإنترنت وصرافين، في مستوى هو الأدنى منذ بدء الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ قرابة ثلاثة أعوام، ويصنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم، بحسب «فرانس برس».

الليرة تخسر قرابة 95% من قيمتها أمام الدولار
ومنذ صيف العام 2019، خسرت الليرة قرابة 95% من قيمتها أمام الدولار، فيما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتًا عند 1507 ليرات. ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وتوقف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.

ويربط محللون بين تدهور قيمة الليرة وازدياد الطلب على الدولار، خصوصًا مع رفع المصرف المركزي الدعم تدريجيًا عن استيراد سلع رئيسية آخرها المحروقات الأسبوع الماضي. ويدفع ذلك كبار التجار إلى شراء الدولار من السوق الموازية لتأمين كلفة الاستيراد.

- الليرة اللبنانية في أدنى مستوياتها مقابل الدولار وسط إقفال المصارف
- بعد احتجازها رهائن بـ«مسدس بلاستيك».. مودعة لبنانية تحصل على 13 ألف دولار من بنك (فيديو)

وقال الخبير المصرفي صائب الزين، إن تدهور الليرة «يتواصل منذ فترة، منذ رفع الدعم، وهو ما يخلق طلبًا إضافيًا على الدولار (...) وفوق ذلك كله لا توجد إصلاحات» يشترط المجتمع الدولي تنفيذها من أجل تقديم الدعم للبنان.

الأزمة الاقتصادية المتمادية الأسوأ في تاريخ لبنان
وتعتبر الأزمة الاقتصادية المتمادية الأسوأ في تاريخ لبنان. وتترافق مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحد من التدهور وتحسن من نوعية حياة السكان الذين يعيش أكثر من ثمانين في المئة منهم تحت خط الفقر. ولم تنجح السلطات بعد في تنفيذ إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لتقديم الدعم من أجل وقف النزيف الحاصل.

ويزور وفد من صندوق النقد الدولي الإثنين لبنان، حيث يلتقي عددًا من المسؤولين، للاطلاع منهم على مسار تنفيذ الخطوات الإصلاحية المطلوبة.

وأعلن الصندوق في أبريل، توصله إلى اتفاق مبدئي مع لبنان على خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات. لكن تطبيقها مرتبط أيضًا بالتزام الحكومة بتنفيذ إصلاحات مسبقة وإقرار مشاريع قوانين بينها قانون «كابيتال كونترول» الذي يقيد عمليات السحب وتحويل العملات الأجنبية من المصارف، ومشروع قانون موازنة 2022، إضافة إلى إقرار تشريعات تتعلق بإعادة هيكلة القطاع المصرفي وتعديل قانون السرية المصرفية.

وقال الناطق باسم الصندوق جيري رايس، لصحفيين الأسبوع الماضي، «كان هناك تقدم بطيء في تنفيذ بعض الإجراءات الملحة التي نعتقد أنها مطلوبة للمضي قدمًا في برنامج» دعم للبنان.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أسعار النفط ترتفع مع مؤشرات بنمو الاقتصاد الأميركي
أسعار النفط ترتفع مع مؤشرات بنمو الاقتصاد الأميركي
السودان.. الموسم الزراعي مهدد وخطر المجاعة يخيم على الأجواء
السودان.. الموسم الزراعي مهدد وخطر المجاعة يخيم على الأجواء
ارتفاع التضخم في أميركا قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفدرالي
ارتفاع التضخم في أميركا قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفدرالي
بعد «تيك توك».. واشنطن تتجه لحظر منصات تجارية صينية
بعد «تيك توك».. واشنطن تتجه لحظر منصات تجارية صينية
تقرير أميركي: عراقيل اقتصادية وجيوسياسية تمنع واشنطن من تقييد صناعة النفط الإيرانية
تقرير أميركي: عراقيل اقتصادية وجيوسياسية تمنع واشنطن من تقييد ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم