بعض من سيرة الشيخ الليبي الجليل محمود المبروك دهيميش أحد أبرز علماء ورجال الدين في ليبيا، وأول مقرئ ليبي بالإذاعة الليبية، عرف أيضًا كشاعر صوفي وراشد وواعظ وخطيب.

ولد الشيخ دهيميش في بنغازي سنة 1911 وترعرع بين أسرة بسيطة مكوّنة من والدين وأخ وأخت، وحفظ القرآن الكريم منذ السنة الرابعة من عمره ليتم حفظه في العاشرة في جامع «الوحيشي»، وأجاد تجويد آيات الذكر الحكيم ببراعة متأثرًا بقراءة الشيخ محمد رفعت.

كان دهيميش مثابرًا بجدية في أوقات الطفولة والشباب التي شاهدت الفقر والاحتلال إبان الحرب العالمية الأولى، وفي أربعينات القرن الماضي درس الشيخ بالقاهرة في الأزهر الشريف وحصل بعد ذلك على إجازة التجويد سنة 1952.

عين بعدها مقرئًا بالديوان الملكي الليبي، ثم كلف بتأسيس مدرسة لتدريس علوم القرآن الكريم بمدينة طبرق، ومن التأسيس أصبح بعد ذلك مديرًا للتغذية المدرسية، ومديرًا لقسم البرامج الدينية بالإذاعة الليبية.

كان العطاء العلمي لدى الشيخ مقدسًا كدينه ليسهم في تعليم جيل من المثقفين والمعروفين من بينهم «منصور محمد الكيخيا وحسن وصالح بن دردف وحسن عريبي والصادق النيهوم وخليفة الفاخري وعبدالرحيم فايد الجازوي وطاهر بوقعيقيص وحسين الشريف وعبد المولى دغمان» وغيرهم

عرف الشيخ دهيميش بين أوساط العلماء والمثقفين وكبار المشايخ في مصر والمغرب العربي، وكان بيته مقصدًا لهم حين يزورون ليبيا، كان لصوته وتلاوته أثر كبير على أصدقائه؛ لذا كانت زيارته والاستماع إليه من أهم معالم ليبيا الصوتية؛ حيث إن دهيميش وجد في الفن طريقًا للإنشاد والتجويد.

ظل الشيخ الجليل محمود دهيميش واعظًا وخطيبًا حتى توفي في السابع والعشرين من شهر مارس سنة 2009 عن عمر يناهز الثامنة والتسعين، وهذه بعض من سيرته مختصرة نقتطفها من بين سطور الكاتب والمؤرخ سالم الكبتي والكاتب محمود سالم.