عندما أخذت والدة الفنان التشكيلي الروسي (جورجي كوراسوف) نجلها وهو طفل في الثالثة عشرة من عمره إلى مدرسة الفنون، وبعد مقابلة القبول من عدمه، وضحوا لها بأدب أنه لا ينفع في قسم الرسم لأنه كان يفتقر ملكة الإحساس بالألوان! واقترحوا أن ينضم إلى قسم النحت ولكنه لم يلتحق به إلا بعد ست سنوات، حينها، سنة 1977 كان عمره 19 سنة.

خدمته العسكرية  ساعدت في توظيفه للألوان |
ولد (جورجي كوراسوف) العام 1958 آنذاك بمدينة لينينغراد، في روسيا، مواصلا العيش بها حتى جرى استدعاؤه للخدمة العسكرية، إلى أن سرح منها سنة 1984 من دون أن يكون جنديا متمرسا لأنه كان قد تعين مسؤولا عن الطلاء في البلاط؛ وهكذا لم يكن بعيدا عن الألوان وتشكيلها! ومنذ ذلك التاريخ وهو مشارك، في جميع المعارض والمسابقات الفنية ليكتسب الخبرة مسجلا سنواتها اللازمة للحصول على عضوية اتحاد الفنانين إذ كان ذلك الانتماء إلى هذا الاتحاد هو وسيلته الوحيدة تقريبًا ليتخصص له (استوديو) منفصل ليمارس فيه إبداعه.

انظم إلى أتحاد الفنانين السعداء
لقد انضم بالفعل إلى اتحاد الفنانين السعداء، وخُصص له مرسم صغير غمر حياته بسعادة بالغة، تزامنت مع تداعيات ذروة (البريسترويكا) التي أطلقها جورباتشوف، وما صاحبها من العطش الشديد للحصول على المعلومات، ونقص الغذاء. لم يكن بيع اللوحات أمرا يسيرا، إن لم يكن مستحيلا، بسبب حالة البلاد الاقتصادية. ولذلك أخذ ينتج ويبيع الهدايا التذكارية للسياح الأجانب، من بعد انفتاح روسيا على العالم وزيارات الوفود السياحية إليها.

العام 1993 عُرضت أعماله للمرة الأولى في الولايات المتحدة، من بعد أن هاجر إليها. ومنذ ذلك الحين بدأت شهرته كرسام عالمي. وإن لم يكن يُعرف تماما في الوطن العربي إلا بعد تداعيات قضية رسومات له وظفت في مترو الأنفاق بالقاهرة.

فنان محير ، هل هو نحات أم رسام ؟ 
وفي العموم يظل الفنان (جورجي كوراسوف) لغزا محيرا، إذ لم يتحدد إلى أي فن ينتمي؟ نحات أم رسام؟ فلوحاته تبدو كأنها.. «قطع مركبة بزوايا متباينة، تشبه المرايا المكسرة، تحتاج من الناظر إليها تركيزا لاستيعاب أنه ينظر لعمل متكمل وغالبا ما يسهل النظر إليها إذا اعتبرت أنك تنظر إلى قطع من المرايا متجاورة جنبا إلى جنب».