شهدت دار الفرجاني بشارع ميزران، الخميس، حفل توقيع المجموعة القصصية «مناكفات الربع الأخير» الصادرة عن الدار للكاتب والروائي جمعة بوكليب.

وتحلق المجموعة في عدة مناطق، طاف بوكليب خلالها عواصم وبلدان وشوارع ومعالم، مجدفا بخياله إلى حيث تلتقي المسافات عند تخوم الرؤى والأفكار انطلاقا من طرابلس ورجوعا إليها.

ليست مدينة خفية
وأوضح الكاتب منصور بوشناف أن مناكفات بوكليب لا تبدو إلا مرآة للذات، يقف أمامها الكاتب مواجها تجربته في الحياة، ليس في طرابلس فقط بل في كل الأمكنة، فرغم كل ما يظهر من تبرم وضيق ورغبة في المغادرة من طرابلس إلا إنه لا يغادرها ولا يرى المدن إلا صورة أخرى قد تكون نقيضا لها، لكنها ليست إلا حالة من الحالات الطرابلسية.

- توقيع «مناكفات الربع الأخير» للروائي الكبير جمعة بوكليب في معرض القاهرة للكتاب (صور وحوار)
- «نهارات لندنية».. عندما يتحول الهروب إلى طقس حياتي
- جمعة بوكليب يوقع «مناكفات الربع الأخير» في دار الفرجاني غدًا

وأضاف بو شناف: طرابلس في هذه المجموعة ليست مدينة خفية كمدن ايثاروا كالبينو، بل ظاهرة مرئية شديدة الحضور بنسيمها البحري وغبار صحرائها ورطوبتها المزعجة، وانكفائها على ذاتها، وخصوصيتها كاضمومة ياسمين.

وواصل بوشناف: تبدو طرابلس في المناكفات متربعة في المكان.. جاثمة في الروح، وهي أيضا ذات الكاتب ووجدانه، وتجربته الروحية الناجزة، لتبدو هذه المجموعة جلسة ليس لتحضير الروح فحسب بل حضرة صوفية وجودية لطرد الأرواح والأطياف.

محدودية الساحة التعبيرية
ومن جانبه أشار الكاتب يونس الفنادي في ورقة له أن المناكفات تنسب بعض قصصها إلى أدب السيرة الذاتية الذي يتقمص فيها الكاتب دور البطل، متخفيا أحيانا وراء شخصية السارد، كما تضم نصوصا تندرج تحت منهج القص الوصفي النثري، وفي عمومها ترسخ وتؤكد حالة الحب للحياة، وإيمان الكاتب بضرورة توثيق الواقع الراهن وتسجيله.

وأردف الفنادي أن بوكليب لا يكتفي بأسلوب الوصف النثري الثابت بطريقة مجردة من الحكي، بل يستثمره لتفريغ شحنات أسئلته الفكرية وبثها بين ثنايا الوصف وإطلاقها في النص بلا إجابات محددة، وتركها مفتوحة أمام القارئ لإشراكه في التفكير والبحث.

ويرى الفنادي من الناحية الأسلوبية أن الكاتب لم يعتمد كثيرا على تقنية الحوار بين شخصياته، واعتمد في بعض قصصه على صوت المتكلم وضمير الغائب أو المونولوج الداخلي أحيانا، ويرجع ذلك كما يقول إلى محدودية الساحة التعبيرية القصيرة للنصوص بعد أن اختار تجزئتها وتقسيمها إلى مقاطع قصيرة مرقمة عدديا.

وعلى المستوى الفني أوضح الفنادي إلى تعالق المجموعة مع الميثولوجيا الشعبية حيث اقتطف الكاتب من تراثها بعض التعبيرات القصيرة لتعزيز مضامين نصوصه، وربما يكون وفاء لتلك المناهل التي استقى منها نصوصه ومن ضمنها والدته.

الكاتب يونس الفنادي. (بوابة الوسط)

جانب من حضور توقيع المجموعة القصصية «مناكفات الربع الأخير» بدار الفرجاني. (بوابة الوسط)

جانب من حضور توقيع المجموعة القصصية «مناكفات الربع الأخير» بدار الفرجاني. (بوابة الوسط)

الكاتب منصور بوشناف. (بوابة الوسط)