Atwasat

رواية «سنوات التيه» للروائية المصرية شاهيناز الفقي على شاشات التلفزيون قريباً (حوار للوسط)

القاهرة – بوابة الوسط: فتحي محمود السبت 23 ديسمبر 2023, 09:00 مساء
WTV_Frequency

نجحت السينما المصرية والعربية، وبعدها التلفزيون في عصرهما الذهبي، في صناعة أعمال ناجحة فنيا وجماهيريا مع استمرارية هذا النجاح لعقود، وذلك لكونها استندت في مواضيعها إلى أعمال روائية لكبار الأدباء، وحققت الدراما من وراء الاستعانة بالأعمال الأدبية جماهيرية عريضة ونجاحات كبيرة ولعل أبرزها أعمال توفيق الحكيم وطه حسين ونجيب محفوظ، وغيرهم.

وعلى النهج نفسه، تعاقدت الروائية المصرية شاهيناز الفقي، مع شركة «ديفرنت آرت» للإنتاج على تحويل روايتها «سنوات التيه» الصادرة عن دار زهراء الشرق للنشر العام 2018، إلى مسلسل تلفزيوني من عشر حلقات بعنوان «الذنب» من إخراج رضا عبدالرازق، ويقوم ببطولته الممثل المصري هاني سلامة والتونسية درة، ويعرض في شهر رمضان المقبل.

قالت الروائية شاهيناز الفقي في تصريح إلى «بوابة الوسط» عن الرواية إنها «تدور في قالب سيكولوجي تشويقي اجتماعي يجسد فكرة «الهروب بمعناها الواسع الذي نمارسه يوميًا مع صدماتنا ومشاكلنا، والذي يدفعنا إليه شعورنا بالعجز، وهنا في الرواية أصيبت البطلة بمرض نادر غيبها عن الوعي لمدة ثلاث سنوات نتيجة لصدمة تعرضت لها، وحين أفاقت لجأت إلى طبيب النفسي لمساعدتها».

وأضافت «شخصية سميرة المحامية في رواية سنوات التيه والتي تجسدها مريهان حسين في مسلسل الذنب المأخوذ عن الرواية هي من الشخصيات القريبة إلى قلبي بشكل كبير حتى أثناء كتابتها كنت سعيدة بها، تحمل بداخلها تناقض كبير في المشاعر وفي السلوك، المخرج موفق جداً في اختيار ميرهان للدور، وفي انتظار المسلسل على أحر من الجمر».

رغم أن الكاتبة لديها خبرة في كتابة السيناريو، لكنها «سلّمت» فكرتها لكاتب آخر وهو في الوقت نفسه مخرج العمل، لماذا صيغت الرواية دراميًا بقلم آخر؟
أجابت الفقي «حين عرض المخرج رضا عبدالرازق تحويل الرواية لعمل درامي، كان فد أعدّ بالفعل السيناريو منذ سنوات وله رؤيته في الكتابة بالإضافة للإخراج، وهو أيضا مَن قام بعرض العمل على شركة الإنتاج، واتصل بي بعد موافقة شركة الانتاج ليحصل على موافقتي، ولم أتدخل سوى ببعض الملاحظات البسيطة، لكن بالتأكيد لو كنت أنا من تقدم لشركة الإنتاج كنت سأكتب السيناريو بنفسي.

هل شعرت بأي تحفظ من المساس بالأفكار الرئيسية المطروحة في العمل، خصوصا وأنه عمل يغلب عليه الطابع السيكولوجي؟
حين أكتب السيناريو يلقي الأدب بظلاله على الحوار والشخصيات، وكذلك كتابة السيناريو أفادتني بشكل كبير في الكتابة الإبداعية، ولكن حين أكتب عملاً إبداعياً لا أفكر في الدراما نهائيا، فالأدب له لغة خاصة به والشاشة لها لغة مختلفة تماما. ولكن هذا لا يتعارض، مع سعادتي برؤية كل أبطال رواياتي في أعمال درامية تلفزيونية وسينمائية.
وبصفتي كاتبة سيناريو أدرك أن العمل الأدبي شيء والعمل الدرامي والفني شيء مختلف ولكن أثق تماما ان المخرج وهو الذي كتب السيناريو للحلقات لن يقوم بتغيير الأفكار الرئيسية للعمل لأن هذه الأفكار هي أصل الرواية وإذا جرى تغييرها فلن يكون للعمل علاقة بالرواية من الأساس.

- روائيون: الكتابة في مجال الإثارة والغموض أكثر تعقيدًا من غيرها
«رحيل آريس».. كتاب الذاكرة وأسئلة اليوم والأمس
انتهاء تصوير فيلم «أنف وثلاث عيون».. معالجة سينمائية معاصرة لرواية إحسان عبدالقدوس

من خلال متابعتك هل تعتقدين أن سبب تأخر الاعمال الدرامية العربية هو خلو الأفكار من العمق والخيال الذي يتيحه العمل الروائي؟ وهل تعتقدين أن هناك روايات حديثة تستحق أن تنتقل إلى الشاشة؟
 ضعف المستوى الفني لبعض الأعمال الدرامية من أهم أسبابه ضعف السيناريو المكتوب لهذه الأعمال، وهذا الضعف ناتج عن عوامل عديدة، منها السيناريوهات التي يجري تفصيلها للنجم أو النجمة، مثل العديد من الأعمال التي نرى فيها النجوم والنجمات حاليًا، فيأتي العمل مهلهلاً خاليًا من الفكرة، ولكنه يخدم نجومية الفنان فقط، والأعمال التي تقتبس من الغرب أو التي يجري تمصيرها دون مراعاة الأبعاد الاجتماعية والعادات والتقاليد المجتمعية وظروف كل مجتمع، أيضا الشللية التي تتحكم في اختيار كتاب السيناريو بغض النظر عن الموهبة أو الجودة في الكتابة، أما الأعمال المأخوذة عن أعمال أدبية فهي أيضا تتوقف على جودة العمل الأدبي، ولدينا الكثير من الأعمال الأدبية المتميزة التي تصلح لأن تتحول لأعمال درامية.

 ما هي وجهة نظرك في الأعمال الروائية الحديثة المنقولة عن أعمال أدبية، مثل أعمال الراحل أحمد خالد توفيق، وأعمال الروائي أحمد مراد، الفيل الأزرق نموذجا؟
روايات الكاتب أحمد خالد توفيق متميزة وتنال إعجاب قطاع كبيرمن الشباب، وجرى تحويل بعض رواياته لأعمال فنية منها ما هو جيد وحقق نجاحا كبيرا ومنها ما لم يحقق نفس النجاح، ولكن الكاتب أحمد مراد لي تحفظ على أعماله الروائية الأخيرة، وعلى الأعمال الفنية التي استندت لرواياته، ولكن جماهيريا أفلامه تحقق نجاحا كبيرا ربما لعناصر أخرى تتضافر مع بعضها، منها الإخراج واختيار الأبطال والدعاية.

 هل هناك أسماء عربية استوقفتك؟ وهل ساهمت الجوائز العربية، في دعم المشروع الأدبي العربي أم العكس؟ 
الكاتب الذي يرغب في التميز لابد أن يحلق بقراءاته خارج حدود وطنه، ينفتح على العالم العربي والغربي، وبالتأكيد هناك العديد من الأسماء العربية المتميزة التي تستحق التقدير والاحترام منهم الكاتب السوداني طارق الطيب، والكاتب الكويتي سعود السنعوسي، والكاتبة السعودية أثير النشمي، وغيرهم.

 وعالمنا العربي معين لا ينضب من الإبداع، أما فيما يخص الجوائز العربية فهي تحفز المبدع للكتابة وتتوج جهده، وإذا اتسمت الجوائز بالنزاهة والشفافية والحياد فهي من الأمور الجيدة التي تدعم الكاتب وتعينه لاستكمال مشواره الإبداعي.

تعريف بالكاتبة المصرية شاهيناز الفقي 
روائية وقاصة مصرية، عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو نادي القصة المصري، حاصلة على بكالوريوس تجارة، ودبلوم الكتابة الإبداعية وكتابة السيناريو من الأكاديمية الدولية الأميركية للفنون والإبداع.

صدر لها «سعيدة.. ملحمة العشق والحرية» رواية (طبعتان 2017 - 2019)، و«سنوات التيه» رواية 2018، «الدبلة والمحبس» مجموعة قصصية 2019، «يا شمس أيوب» رواية.

إضافة إلى قصص قصيرة مترجمة للإنجليزية في كتاب «حكايات النيل»، كما شاركت بقصص رعب في كتاب بعنوان «الأرض الملعونة»، ودراسات نقدية في كتاب «تمظهر التجديد في بنية السرد في القصة القصيرة» للدكتورة نجاة الجشعمي من العراق.

نالت عددًا من التكريمات والجوائز ومنها جائزة إحسان عبدالقدوس عن روايتها «يا شمس أيوب».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«غسوف.. غدامس القديمة» يشارك في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي الدولي
«غسوف.. غدامس القديمة» يشارك في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي ...
مأساة غزة تهيمن على «عنابة للفيلم المتوسطي» (فيديو)
مأساة غزة تهيمن على «عنابة للفيلم المتوسطي» (فيديو)
إيران تحظر بث مسلسل الحشاشين المصري منددة بـ«تشويهات تاريخية»
إيران تحظر بث مسلسل الحشاشين المصري منددة بـ«تشويهات تاريخية»
أسير فلسطيني يفوز بجائزة «البوكر» للرواية العربية
أسير فلسطيني يفوز بجائزة «البوكر» للرواية العربية
«صانعة ثوب بابا الفاتيكان».. وفاة مصممة فساتين الزفاف اليابانية يومي كاتسورا
«صانعة ثوب بابا الفاتيكان».. وفاة مصممة فساتين الزفاف اليابانية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم