الصمود الثقافي البصري في لوحات فنان الانتفاضة الفلسطينية

الصمود الثقافي البصري في لوحات فنان الانتفاضة الفلسطينية

لوحات الفنان سليمان منصور. (موسوعة متحف للفن الحديث والعالم العربي)

كثيرون هم الذين كتبوا عن لوحة عنوان حلقة هذا الفنان الفلسطيني الكبير سليمان منصور، التي أسموها «جمل المحامل»، يعني مثلما نقول نحن في ليبيا: «الجمل وما حمل» والرمز واضح في اللوحة، وفي عنوانها أيضا، فنحن نعرف أنه للجمل قدرة خارقة وصبرا بالغا على التحمل والمشاق، ولنعرف، أيضا، أنه لا أحد يتوقع رد فعله عندما ينفذ صبره.

لقد تحولت هذه اللوحة إلى رمزية عالية فأصبحت بمثابة أيقونة فلسطينية بالغة التأثير. وتجدر الإشارة إلى أنه يعتقد أن هذه اللوحة دمرت في طرابلس، من بعد الغارة الجوية الأميركية على ليبيا سنة 1986، فأعاد الفنان رسمها سنة 2005 وأضاف إليها رموزا أخرى.

فنان الانتفاضة الفلسطينية
وكثيرا ما يتناول النقاد قدرة هذا الفنان الفلسطيني المعاصر الواضحة في مفهوم الصمود الثقافي البصري، حتى أنه يعد جزءا من حركة نضال الفلسطينيين الفني التحريري. ولذلك يعد الفنان سليمان منصور، أحد فناني الانتفاضة الفلسطينية المعاصرين الذين يعتبر أحد الرسامين الفلسطينيين المعاصرين وأحد فناني الانتفاضة، ناهيك عن تجسيد المرأة وإبراز دورها في لوحاته الفنية. الفنان سليمان منصور ولد العام 1947 في (بيرزيت) شمال رام الله، الضفة الغربية، فلسطين؛ حيث يعيش ويعمل في مدينة القدس بفلسطين المحتلة.

المرأة الفلسطينية رمزا لمعظم أعماله
درس الفنون التشكيلية في أكاديمية (بتساليل) للفنون في القدس، وتعد شجرة البرتقال، التي تعتبر رمزاً لنكبة 1948، وأيضا شجرة الزيتون، التي ترمز إلى حرب 1967، وبالإضافة إلى نقوش التطريز الفلسطيني التقليدي، ناهيك عن الحياة اليومية في القرى، وشخصية المرأة الفلسطينية باعتبارها الأم فلسطين التي تولد وتحمي شعبها الفلسطيني، هي القواسم المشتركة كرموز لمعظم أعماله.

لوحة «جمل المحامل».. رمز نضال الشعب الفلسطيني
من أعمال منصور الأكثر شهرة لوحته «جمل المحامل»، التي أشرنا إليها بعاليه، وتمثل هذه الصورة عتالاً يعاني تحت ثقل حمله الذي يتخذ شكل عين كبيرة تضم مدينة القدس، والتي يمكن التعرف عليها من خلال قبة الصخرة. بالرمز إلى فلسطين من خلال صورة رجل عجوز، مرهق ومعزول، جسّد منصور مفهوم الصمود واستمرارية النضال الشاق رغم المعاناة. قبل انتشارها على الصعيد العالمي، لاقت هذه اللوحة ترحيباً محلياً حتى أنها طبعت سنة 1975 كملصقات، وأصبحت أيقونة عُلّقت في المنازل والأماكن العامة في أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة.

«الفيلم الفلسطيني» أبرز فعاليات مهرجان الجونة السينمائي
90 فنانًا يعيدون سرد «حكاية فلسطين» بالألوان

الفنان منصور سليمان، أيضا، رسام كاريكاتير نشر أعماله من 1981 حتى 1993 في (الفجر الأسبوعية الأسبوعية ) وتصدر، في القدس، باللغة الإنجليزية. شارك تأليف كتاب «Both Sides of Peace: Israeli and Palestinian Political Poster Art» (جانبا السلام: الملصق السياسي في الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني). أسهم أيضا، وباقتدار، وعلى نطاق واسع بتطوير بنية تحتية للفنون الجميلة في الضفة الغربية. كما ترأس رابطة الفنانين الفلسطينيين من العام 1986 إلى 1990، وفي 1994، شارك في تأسيس مركز الواسطي للفنون في القدس الشرقية كما تولى إدارته خلال العامين 1995 و1996.

تأسيس الأكاديمية الدولية للفنون في فلسطين
أسهم كذلك في تأسيس الأكاديمية الدولية للفنون في فلسطين التي أنشئت العام 2004 في رام الله وهو عضو في مجلس إدارتها. درّس الفن في عديد الهيئات الثقافية والجامعات في أنحاء الضفة الغربية كافة بما فيها جامعة القدس. والفنان سليمان منصور، أيضاً رسام كاريكاتير محترف وقد نشر رسومه من 1981 حتى 1993 في الفجر الأسبوعية، تصدر باللغة الإنجليزية كانت تصدر في القدس سابقا. شارك كذلك في تأليف كتاب (جانبا السلام: الملصق السياسي في الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني).

عرض منصور أعماله في معارض جماعية وفردية في عدة أنحاء من العالم العربي والولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. شارك باقتدار في معرض (ربيع فلسطين) في فرنسا سنة 1997 الذي أقيم في معهد العالم العربي في باريس. نال في العام 1998 «جائزة النيل الكبرى» خلال بينالي القاهرة، تقديراً لعمله «أنا إسماعيل»، كما حصل على جائزة فلسطين للفنون البصرية.