صدر حديثًا عن دار تشكيل للنشر، سبع طبعات جديدة لروايات الروائي والقاص المصري الراحل عبدالوهاب الأسواني، بتصميمات أغلفة جديدة للفنان التشكيلي أحمد اللباد.

وأعلنت دار «تشكيل» للنشر أنها حصلت على حقوق إعادة طبع أعمال الروائي الكبير من نجله الصحفي سامح الأسواني، وأنها أصدرت سبعة أعمال روائية فيما يصدر الباقي تباعًا.

والكاتب الراحل عبدالوهاب الأسواني روائي ينتمي لجيل الستينات، وكانت جزيرة المنصورية التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان جنوب مصر والتي ولد فيها العام 1934، ضيفا شبه دائم في رواياته وقصصه، وشكّلت ملمحًا أساسيًا من ملامح كتابته.

حصل الأسواني على عديد الجوائز عن أعماله الإبداعية، وسبق أن حصد المركز الأول في ثلاث جوائز دفعة واحدة، تسلمهم من وزير الثقافة الأسبق يوسف السباعي في يوم واحد.

والأسواني متعدد الروافد الإبداعية حيث عمل بالصحافة، وكتب الرواية والقصة القصيرة والكتاب الفكري والسيرة، ومنها سلسلة من الكتب عن القادة في التاريخ الإسلامي ومنهم خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح، وبلال بن رباح، وعمرو بن العاص.

اختلط الأسواني في مدينة الإسكندرية بمجتمع الأدباء والمثقفين، واهتم بقراءة الآداب ومتابعة الفنون، حتى أصبح أحد أهم المثقفين الموسوعيين خصوصا في مجال التاريخ، ولكنه اهتم أكثر بالرواية، وأخلص لها.

- ثلاثة إصدارات جديدة للكاتبة غالية الذرعاني
- هيئة الثقافة تزود المراكز والمكتبات بالإصدارات الجديدة
- الاحتفاء باليوم العالمي للرواية العربية 12 أكتوبر

صدرت له عديد الإصدارات في الرواية والقصة والسيرة، منها مملكة المطارحات العائلية، وللقمر وجهان، وشال من القطيفة الصفراء، وهبت العاصفة، وابتسامة غير مفهومة، وأخبار الدراويش، والنمل الأبيض، وكرم العنب، ومواقف درامية من التاريخ العربي، وخالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح، والحسين بن علي، وبلال مؤذن الرسول، وعمرو بن العاص، وغيرها.

جرى تحويل بعض مؤلفاته إلى مسلسلات وسهرات تلفزيونية وإذاعية منها النمل الأبيض، واللسان المر، ونجع العجايب، وسلمى الأسوانية.

حصل الروائي الراحل على 11 جائزة مصرية وعربية، منها المركز الأول في خمس مسابقات للقصة، وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب العام 2011.

ويذكر أن وزارة الثقافة المصرية نعت الأسواني إبان وفاته قائلة: «إن الأوساط الأدبية في مصر والوطن العربي فقدت أحد فرسان الرواية الذين نجحوا في خلق عوالم فكرية ساحرة من خلال مؤلفاته التي شكلت جزءا من ملامح ثقافة المجتمع المصري».

دار نشر خاصة.. لماذا.
ورغم الأثر الأدبي إلا أن الأعمال الكاملة صدرت عن دار نشر خاصة، وليس كما هو معتاد مع مثل هذه الأعمال الأدبية المتميزة.

قال الصحفي سامح الأسواني نجل الأديب الراحل عن ظروف صدور الأعمال الكاملة، وعن أسباب عدم نشرها في هيئة ثقافية حكومية، في تصريح إلى «بوابة الوسط»، إنه «بعد وفاة الوالد في يناير 2019، ونظرا لأن كثيرا من الأدباء والمثقفين كان يجد معاناة في إيجاد نسخا من الأعمال، حتى قبل وفاته بفترة كبيرة، إذ أنه لم يقدم على إعادة طباعة أي منها، أو بالأحرى لم تعرض عليه دور النشر مثل هذا الأمر، وكنت في كثير من الأحيان أوفر نسخا من هذه الأعمال للأصدقاء من الأدباء للتعرف على عالمه الروائي والقصصي، وكنت أفاجأ بردود أفعالهم تجاه هذه الأعمال، إذ بادر كثير منهم بالكتابة عن بعضها أو عن مشروع عبدالوهاب الأسواني، كأنها صدرت في اللحظة التي قرأوها فيها، لا قبل عقد أو أكثر من الزمان» 

ويتابع الأسواني الإبن «فكرت في إعادة طباعة أعماله الروائية والقصصية، وبطبيعة الحال لم أفكر إلا في هيئات النشر الحكومية، اتساقا مع مبدأ الوالد في النشر، إذ أنه آمن بأن النشر الحكومي أفضل وسيلة للوصول إلى القارئ، ليس لأنه أوسع انتشارا فقط، ولكنه كان مؤمنا بأهمية أن يصل الكتاب إلى القارئ، خاصة المثقف، دون تحميله أعباء مادية، فتكفيه المعاناة اليومية في بحثه عن لقمة العيش».

ويضيف «تجاهل هيئات النشر استمر بعد وفاة الوالد، ولم أجد أحدا متحمسا، إلا الشاعر سيد شعبان، صاحب دار (تشكيل للنشر والتوزيع) الذي اعتذرت له وقتها، حرصا على طباعتها في دور نشر حكومية، وبالفعل اتجهت إلى الهيئة العامة للكتاب، لكني لم أجد تحمّسًا من القائمين عليها، فعزمت على نشرها إلكترونيا «بي دي إف» وإتاحتها مجانا للقراء على الشبكة العنكبوتية، وأعاد شعبان عرضه بعد نحو ثلاث سنوات من عرضه الأول، مضافا إليه نشر الأعمال التاريخية التي كان نشرها الوالد في دار نشر لبنانية».

وعن الأعمال الصادرة حديثا، والأعمال التي تنتظر الطباعة، قال : «المجموعة الأولى من الأعمال الكاملة الصادرة حديثا تتضمن الأعمال الروائية، وهي سلمى الأسوانية، واللسان المر(كتاب يجمع روايتين قصيرتين، هما اللسان، المر وابتسامة غير مفهومة)، ووهبّت العاصفة، وأخبار الدراويش، والنمل الأبيض، وكرم العنب، وامبراطورية حمدان، أي ثماني روايات في سبعة كتب».

القصص والسير التاريخية في طرقها إلى القارئ
أما باقي الأعمال التي ينتظر طباعتها في الفترة المقبلة، فهي المجموعات القصصية: للقمر وجهان، ومملكة المطارحات العائلية، وشال من القطيفة الأصفر، والأعمال التاريخية: خالد بن الوليد، جزءان، والحسين بن علي، وأبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، ووقائع درامية من التاريخ العربي، وهناك أعمال غير مطبوعة، بعضها رفض الوالد نشرها لأنه لم يقتنع بها، والبعض الآخر غير مكتمل، معظمه مشروعات لروايات.

وفي الختام وإجابة على سؤال «بوابة الوسط» عن ردود أفعال الأوساط الأدبية في مصر 
قال الأسواني «لا يمكن رصدها (ردود الأفعال) الآن، لحداثة طباعة الأعمال الروائية، كما أنها صدرت في ظرف سياسي إقليمي شديد التعقيد، انشغل فيه الجميع بحرب الإبادة الصهيونية ضد أهالينا في قطاع غزة والضفة الغربية».