«المطر، يفضح الشوارع الرطبة، والمقاول الغشاش، والدولة الفاشلة»، كانت هذه آخر كلمات مصطفى الطرابلسي ابن مدينة «درنة» أبرز ضحايا العاصفة التى ضربت درنة.

جاءت في سياق نصه المنشور على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الذي يقول فيه «المطر يغسلُ كلَّ شيء، أجنحةَ العصافير ووَبَر القطط، يُذكّرُ الفقير بسقفه النحيل وردائهِ الهزيل، يوقظُ الأودية من تثاؤب الأتربة ووسن اليباس»، ويختمها بنبوءته «المطرُ شارةُ خير بشارةُ رفد وناقوسُ خطر»

والطرابلسي واحد من أبرز وجوه المدينة الذين ولدوا فيها، وله قصيدة شهيرة العام 2006 يشدّ فيها من أزر المدينة التي طغى عليها الظلم والإهمال من قِبل الحكومات والجماعات المتطرفة على السواء، قال فيها: «درنة كانت طفلة جميلة بالدلال ازدانت، من ظلم ياما ومن مصائب عانت، التاريخ يفخر وين مايطريها، ما عمرها للغزو ليلة لانت، جيوش عاتيه انهزمن علي شاطيها».

- المثقفون يبكون درنة «زهرة الياسمين»
- الإفراج عن الشاعر مصطفى الطرابلسي في مدينة درنة
- الدبيبة: اكتشفنا أن عقود صيانة سدي درنة لم تستكمل

تداول الناشطون القصيدة خاصة بعد الكارثة التي حلّت على «درنة» الأحد الماضي،. 

وتعرض الطرابلسي للخطف على يد مسلحين العام 2016، لساعات معدودة قبل إطلاق سراحه، وهو نجل رئيس محكمة استئناف الجبل الأخضر السابق عبدالعزيز الطرابلسي، الذي تعرض لمحاولة اغتيال العام 2014، وحفيد أحد أعلام المدينة الشيخ مصطفى الطرابلسي الذي سُمي على اسمه.

 فإن كان الحفيد عشق «درنة» وكتب قصائده يتغنى بها، فالجد صنّف كتابًا يستعرض فيه تاريخ درنة سماه «كتاب درنة الزاهرة».

«لنتساند كي لا نغرق»
كتب الطرابلسي في منشور آخر، الأحد: «ليس لنا في هذه الشدة إلا بعض، لنتساند حتى لا نغرق». 

ووصف مثقفون وناشطون الطرابلسي بـ«شاعر درنة»، بعد أن رحل وترك منشورًا يشيد فيه بالوحدة بين الليبيين تجاه الكارثة التي حلّت ببلادهم، حيث قال «لا أحد يستطيع إلا أن يُعجب بهذا النسيج الليبي المتوائم، وهذه النخوة الليبية التي تبانُ عند كل شدة، ومن قال: إنَّ ليبيا ليست واحدة؟».