صدر للكاتب المسرحي البوصيري عبدالله الجزء الثاني من كتابه «من وحي الأساطير» الواقع في 280 صفحة شاملا ثلاث مسرحيات وهي «تحولات»، «آلهة العرب»، و«أوريست».
تعنى مسرحية «تحولات» كما يذكر البوصيري في مقدمة الكتاب بالانعطافات الفكرية والمصيرية لا الوجودية، وهي تطمح إلى معالجة مسألة «التسيير والتخيير» عند الإنسان، وهنا جاء استدعاء شخصية أسطورية وهي «بجماليون» وتطرح أمامه في المقابل جملة من الأسئلة: ما هي المعطيات التي تجعل من ملك يهمل شؤون بلاده وينشغل بفن النحت؟ ثم لماذا تخصص في نحت نماذج النساء تحديدا؟
إعادة ترتيب
إضافة إلى أن الملوك تحيط بهم الجواري والقيان فما الذي يجعل ملكا مثل «بجماليون» يهيم حبا في تمثال أنثوي من صنع يديه وأزميله؟ اضطرب «بجماليون» وحاول أن يحطم التمثال ليتخلص من سطوة العاطفة لكنه يفشل في كل مرة.
وأشار البوصيري إلى أن مسرحية «بجماليون» معالجة جديدة لمسرحية «سجينة الجدران» كتبها منذ 40 عاما ونشرت في مجلة «البيت» على عدة حلقات ثم صدرت في كتاب عن الدار العربية للكتاب 1986. والمسرحية وإن كانت تستند في فكرتها إلى الأسطورة فإن بناءها الفني والمعالجة الدرامية لا صلة لها بالأسطورة، حيث عمد البوصيري إلى إعادة ترتيب إحداثها، وإضافة شخصيات ومواقف جديدة وإضفاء أبعاد معاصرة.
- في ختام مؤتمر القاهرة.. إصدار كتاب «أنطولوجيا قصيدة النثر في ليبيا»
وتطل مسرحية «آلهة العرب» المتحصلة على المركز الثاني في مسابقة التأليف المسرحي لفئة الكبار الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح العام 2016 على شذرات الأولين وسير المحدثين وفق ما ذيل في العنوان، وتعالج هي الأخرى أسئلة الحاضر على وقع أحداث الماضي البعيد كالطوفان وغيرها، فيما تبحر عوالم مسرحية «أوريست» إلى زمن ما بعد حرب طروادة بعشرين عاما.
تعليقات