اعتبر الفنان القدير عبدالسيد آدم أن «غياب المعاهد المتخصصة والمتخصصين شكل عائقا أمام مسيرة المسرح» في ليبيا، مشيرا إلى أن «ما حدث للمسرح الليبي من ضعف في خشبته جاء بسبب إسقاط المشهد المسرحي في أوروبا على المسرح الشعبي المحلي، والابتعاد عن أداء تكنيك المسرح الشعبي وغياب فكر المخرج الليبي عن المسرح».

حديث الفنان القدير عبدالسيد آدم، جاء خلال مشاركته، الخميس، في ندوة «المشهد المسرحي في ليبيا» التي أقيمت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض بنغازي الدولي للكتاب، بمشاركة الدكتور خالد الزغيبي، والفنان فرج بوفاخرة، والمخرج محمد الصادق، والمؤلف عبدالحميد المغربي.

- ندوة «تحديات النشر ودور المكتبات» ضمن برنامج «بنغازي للكتاب» الأربعاء

وقال آدم إن «الحافز المادي والمكافآت ليست ضرورية، فالمبدع لا يعمل من أجل زيادة دخله، بل هي فطرة وموهبة تكبر وترتفع كلما زاد الممثل في تنمية، وزيادة معرفته وثقافته المسرحية ومطابقتها على الواقع الليبي»، وفقا للصفحة الرسمية للمعرض بـ«فيسبوك».

من جانبه رأى الدكتور خالد الزغيبي أن «انتظار العطايا أو المنح من الدولة لن يعود على المسرح بنتائج إيجابية، حيث المسرحي كان يرمي اللوم على الدولة وقيودها على المسرح، ونحن اليوم ننعم بنوع من الحرية في ممارسة فن المسرح للهواة، ولكن للأسف حتى المسرحيين لم يستغلوا هذا البراح الذي اتيح لهم، وأصبحوا ينتظرون دعم الهيئات والجهات الحكومية وهذا أمر صعب للغاية».

بعيد عن الواقع
بينما لفت الفنان فرج بوفاخرة إلى أن «المسرح وما يجري فيه لم يعد يصور الواقع والتجريب بعكس ما يقول الكثيرون، وأن المسرح في حاجة إلى الانتقال إلى الواقعية أو تصوير التجارب بما يجعل دور المسرح يحقق رسالته».

أما المخرج محمد الصادق، فاعتبر أن «تراجع الإنتاج المسرحي حدثت في السنوات الأخيرة بسبب توجه خشبة المسرح إلى متابعة الشأن العام وتناوله بشكل فني على المسرح، مما أدى إلى عدم رضا النظام السابق على أداء المسرح وإبعاده عن المشهد الفني، حيث بدأ التلفزيون يسيطر على الفن المرئي، وهذا سبب تعمد الحكومة والجهات المسؤولة في عدم دعم المسرح وجعل المسرح يواجه نقص الإمكانات والاحتياجات الخاصة بخشبة المسرح».

وقال الكاتب والمؤلف عبدالحميد المغربي: «لاحظت أن مسرح ليبيا يعمل بشكل موسمي بل في شهر رمضان الكريم فقط، وهذا أمر غير محمود فكل المسارح الشعبية في دول الجوار تعمل مسارحها على مدار العام، وتتابع الواقع وترسم ملامحه بشكل مباشر، وهذا ما يعاني منه المسرح الليبي رغم وجود عدد لا بأس به من نجوم المسرح الليبي».