Atwasat

الثقافة الشعبية تكسر الصور النمطية للاضطرابات النفسية

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 11 أكتوبر 2022, 10:13 صباحا
WTV_Frequency

من أفلام ومسلسلات تضمّ شخصيات تعاني اضطرابات ثنائية القطب إلى فنانين يتحدثون علانية عن إصابتهم بالاكتئاب، تساعد الثقافة الشعبية بدرجة متزايدة على فهم الاضطرابات النفسية، رغم استمرار وجود أحكام مسبقة كثيرة في هذا المجال.

على مدى السنوات العشر الماضية، صدر عدد كبير من الأعمال التي تسلط الضوء على قضايا الصحة العقلية. من «هوملاند» إلى «13 ريزنز واي» مروراً بـ«هابينس ثيرابي»... إنتاجات كثيرة قدمت على الشاشة شخصيات رئيسية تعاني من القطبية الثنائية أو من اضطرابات القلق، وفق «فرانس برس».

كذلك، تجرّأ فنانون ورياضيون كثر على البوح بمكنوناتهم في هذا المجال... من بين هؤلاء، ماريا كاري وكانييه ويست اللذان كشفا عن معاناتهما من اضطراب ثنائي القطب. وفي عام 2021، كشف المغني البلجيكي ستروماي عن معاناته الاكتئاب، وكسر المحرّمات من خلال أغنيته «هل»، بعد موجة ألبومات سجلها أصحابها كنوع من العلاج النفسي لهم، بينهم نجوم مثل أديل أو بيلي ايليش.

- التحرر من الاضطرابات النفسية بالتحدث عنها 

وانسحبت رياضيات مثل ناومي أوساكا أو سيمون بيلز من مسابقات رياضية، بهدف معلن يتمثل في الحفاظ على صحتهنّ العقلية.

ويقول الطبيب النفسي في مستشفى سانت أنطوان في باريس جان فيكتور بلان «إننا نشهد على سيل من الشهادات حول هذا الموضوع، وكل القطاعات معنية وهذا يتيح تغيير التصورات التي كانت لدينا عن المشاكل النفسية».

وأطلق بلان، مؤلف كتاب «Pop & Psy» الصادر عام 2019، مهرجاناً يحمل العنوان عينه استضافته العاصمة الفرنسية نهاية الأسبوع الفائت.

 الحفلات الموسيقية الحية
من خلال الجمع بين الطاولات المستديرة والمناقشات وورش العمل والحفلات الموسيقية الحية، يهدف الحدث إلى «نفض الغبار عن الأفكار المتوارثة حول الطب النفسي».

ويوضح جان فيكتور بلان «لفترة طويلة، ارتبطت الاضطرابات النفسية بشكل منهجي بالعنف، أو بأعراض لا علاقة لها بالاعتلال النفسي».

ويتابع قائلاً «على الرغم من كل قيمتها الفنية، إلا أن أفلاماً مثل Flight over the Cuckoo's Nest ساهمت في نقل صورة سلبية عن مستشفى الأمراض النفسية».

لكن الأحوال تغيرت، «وبتنا نشعر اليوم أن إنتاج مسلسل مع شخصية متأثرة باضطراب عقلي أصبح أمراً لا مفر منه»، وفق بلان.

وتشير التقديرات إلى أن شخصاً من كل أربعة أشخاص سيواجه خلال حياته مشكلة في الصحة الذهنية من قريب أو من بعيد.

محظورات كثيرة
لم تساعد أزمة كوفيد في حل الأمور، إذ أثرت على الروح المعنوية لكثير من الناس، وخصوصاً الأصغر منهم.

تشرح المديرة العامة لجمعية «لوفر فالريه» المعنية بمواكبة الأشخاص ذوي الاضطرابات النفسية، ساندرين بروتين «مع هذه الأزمة (كوفيد)، لمس الجميع حقيقة أن الصحة العقلية يمكن أن تترنح».

وتضيف «بات يتم الحديث عنها أكثر، لكن لا يزال هناك الكثير من المحظورات»، وفق «فرانس برس».

كليشيهات
وتقول من ناحيتها الطبيبة النفسية فاني جاك «في ما يتعلق بالأشكال الجدية، تبقى هناك كليشيهات، والحديث عنها ليس دائماً عنصراً مساعداً»، مستشهدة بمثال بريتني سبيرز التي حلقت رأسها بصورة مفاجئة بعد معاناة من حالات إدمان واكتئاب.

وأكثر المغالطات ترتبط خصوصاً بالفصام، وهو مرض نفسي مزمن معقد، إذ يُتهم الأشخاص المصابون به - زوراً - بالعنف.

ويوضح الطبيب النفسي جيل مارتينيز، مدير فرع الصحة العقلية في المجموعة الاستشفائية الجامعية في باريس «نحن نعلم أنه كلما تم تقديم العلاج مبكراً، كانت النتائج أفضل، لذلك من الضروري العمل على إزالة النبذ المرافق لهذه الأمراض لتسهيل الوصول إلى الرعاية».

ويستذكر قائلاً «قبل خمس أو عشر سنوات، عندما بدأت شخصيات تتحدث عن اضطراباتها ثنائية القطب، رأينا سيلاً من طلبات الاستشارة الطبية»، مشيداً بكون الجيل الشاب «يتمتع اليوم بإمكانية الوصول إلى تجسيد مختلف للمشاكل النفسية». 

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة الاستعمار
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة ...
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم