قال الفنان رمضان نصر أبوراس: «إن التشكيل الليبي، ينطلق من سؤال الهوية في هذه التجربة، حاول وما زال عبر مسيرته بعد الحرب العالمية الثانية التخلص من إرث الرسوم التوثيقية الإيطالية لإبراز ملامح البيئة المحلية بتخطيطات الأسود والأبيض في شواطئ وشوارع طرابلس وبنغازي وطقوس الحياة فيها....»، ثم يؤكد أيضا أن: «هذا الخطاب لم يهدأ في مشهديته؛ إذ قفز بإيقاعه اللوني إلى ما يعرف بـ(الفوتورزم) عند الفنانين أحمد الغماري وفوزي الصويعي، في حين تبقى أعمال صلاح الشاردة والحاسي في خصوصيتها المحلية قريبة من أجواء فناني عصر النهضة ليمارس آخرون لعبة التلخيص والتجريد ثم لعبة الخفاء والتجلي».
الفن يسمو فوق الملموس
ويصرح في مقابلة مع «العربية نت» بأنه: «لا أحد من الفنانين التشكيلين – يقصد بالتأكيد التشكيين الليبيين - يجرؤ على رسم الجسد الأنثوي، ليس خوفا من الحركات الجهادية المتطرفة بل احترما منهم لقيمة المرأة». ويرى، بقناعة، أن «للجسد حرمة وعندما يعريه الفنان يسيء إليه، ولن يصبح الغرض من ذلك هو المعالجة الجمالية وإنما الإثارة والإغراء في نظره، ويرى أن الفن وخاصة الرسم يجب أن يسمو فوق الملموس ويبتعد عن المباشرة».
الإنسان هو الروح واللغز والرؤى والإنفعالات
الفنان رمضان نصر يرى ويقرر، ببلاغة أديب وفلسفة فنان، وبوضوح، أن الإنسان بالنسبة له: «هو الروح واللغز المحير، هو ذلك الكم الهائل من الانفعالات والرؤى والأحاسيس المختلفة، وهو الكم الهائل من التجارب والممارسات الإنسانية، هو الأثر العين والأثر الباقي، هو تلك الخطوط والعلاقات الجميلة أثناء حركات الفرح والرقص والعمل والجري والحصاد والجمع والالتقاط، هو حالات البيع والشراء والبناء والعمل، هو الأغاني والموسيقى، هو نتاج الجمال في أعراسنا وأفراحنا وعلاقاتنا الاجتماعية المختلفة، هو التنوع الذكوري السامق والأنثوي الموسيقي البديع، هو الإحساس بالخشونة والنعومة، هو ذاكرة محتشدة برصيد من اللعب على ضوء القمر في ذكريات الطفولة، هو العروس الجميلة بشعرها وبعطرها الفواح، بزي عرسها الجميل، هو كل اللعب وفق طقوس ونواميس الفرح والاحتفال والحياة، هو المعاش الحالي الذي ينبض أملا وفرحا حينا، ويعيش قسوة وألما وفظاعة في أحيان أخرى، ومن هنا يملك قيمته الخاصة».
فنان مثقف، ومن رواد الفن التشكيلي بليبيا
وليس ثمة ما يقال سوى أن التشكيلي رمضان نصر أبوراس ، فنان مثقف يعد من رواد الفن التشكيلي بليبيا، وهو من مواليد مدينة صبراتة 1956، حاصل على دبلوم الفنون الجميلة سنة 1979، شارك في عديد المعارض الشخصية والجماعية، وصمم عديد الملصقات والأعمال الفنية في الكثير من الجهات العامة والخاصة، وله عديد الجداريات والمجسمات الجمالية والفنية، وعديد أعماله المتنوعة اقتنيت محليا ودوليا.
تعليقات