Atwasat

عايدة الكبتي: المرأة الليبية ليست غائبة بل مغيبة

طرابلس - بوابة الوسط: عبد السلام الفقهي الجمعة 22 يوليو 2022, 12:00 مساء
WTV_Frequency

تشغل قضايا المرأة حيزا مهما في دائرة الفعل الإنساني لدى المجتمعات النامية أو المتطلعة للنهوض بأن تجعل الكيان النسوي جزءا من شراكة حقيقية لا مع نصفه الآخر فقط، كصيغة يفترض وجودها في هذه المعادلة، بل لجعل هذه التوأمة لازمة في مسيرة الوعي الجمعي، لكنها في كل هذه التحولات ما زالت المرأة تحمل أسئلتها وتشابكاتها مع ذاتها والمجتمع وصدامها معه، خصوصا في واقعها الشرقي والعربي تحديدا.

ولعل ما تكتبه أو توثقه حواء في بلادها جزء من معركة التنوير المعنية بها، وهو ما حاولت الإعلامية والكاتبة عايدة الكبتي في كتابها «واعدات ومتميزات ليبيات» رصده والتعريف به كامتداد وجزء ثالث لكتابها «رائدات ومتميزات» الصادر عن «الوسط»، وللوقوف على خلفيات هذه المؤلفات كان لـ«الوسط» هذا الحوار مع الكاتبة بالخصوص.

● كيف جاءت فكرة إعدادك لهذه الإصدارات، والتحضير لها؟
برزت فكره تقديم سير الرائدات لديّ عندما طلبت مني ذلك بعض صديقات الصفحة، ممن يقمن بتحضير رسائل الماجستير والدكتوراه عن بعض الشخصيات الليبية النسائية لأنني عاصرت بعضهن وذلك من حسن حظي وطالعي، داعبت الفكرة ذهني ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل استفزتني بعض الأخوات العربيات عندما سألنني عن المرأة الليبية ولماذا هي غائبة عن الساحة؟

في الحقيقة غلت الدماء في عروقي وسارعت بالرد بأن المرأة الليبية سبقت نظيراتها في الكثير من الدول العربية، وهي ليست غائبه عن الساحة بل مغيبة قصدا، إما لهيمنة المجتمع الذكوري ولتعنت بعض المتطرفين، وإما من بعض أعداء نجاحها ولو كانوا من النساء.

- منح حسن الأمين وعايدة الكبتي جائزة الدولة الفخرية للصحافة

وحرصا مني على إظهار دورها الحقيقي الذي عايشته شخصيا وأدركته مبكرا، قررت البدء في هذه السلسلة معتقدة أن العدد ربما يصل إلى عشرين أو ثلاثين على أقصى تقدير، فإذا بالشخصيات تتوالى كعقد المسبحة، كل منها لها رؤيتها وتجربتها الخاصة، وقصة كفاح ملهمة لغيرها، حتى بلغت الرقم مئة، وهو سقف عال بالنسبة لبعضهن.

ولكنني وجدت أن هناك أخريات يجب عدم إغفالهن ويلزم إضافتهن إلى المجموعة، رغم ما عانيته خلال تلك الفترة من انقطاع الكهرباء والإنترنت لساعات طويلة في ليبيا، ما سبب لي إرهاقا وتعبا شديدين لأن كل المعلومات ترد عبر فضاء شبكات التواصل من الأصدقاء أو الشخصية نفسها إن كانت على قيد الحياة.

كانت البداية بالرائدات ولم يحالفني الحظ بالحصول على المعلومات الكافية لغالبيتهن، فدمجت بعض الشخصيات المعاصرة والملهمة لغيرها، وكذا عدم إهمال المتميزات منهن خاصة من تركت بصمه في عملها أو من تفوقت خارج وطنها وسجلت حضورا حقيقيا للمرأة الليبية.

● الكتابة عن التجربة النسائية الليبية بتنوعها ملهمة لكنها تصطدم بعراقيل هل لك أن تحدثينا عنها؟
الكتابة النسائية تواجه الكثير من الصعوبات فجدار العادات والتقاليد ما زال حائلا رئيسا، عدا أن الأسرة قد تمنع الفتاة من الظهور على «فيسبوك» بحكم معارضتها وعدم اقتناعها بالفكرة أساسا، وهو ليس تشهيرا بها بل أقدمها كنموذج يحتذي به غيرها، كما أن منهن من يعتذرن عن نشر صورهن على الشبكة بينما لا تمانع إدراجها في الكتاب.

وتضيف الكبتي «بحكم وجودي خارج الوطن، أضع سيرة الشخصية المعنية في «فيسبوك» أولا لاستقبال مزيد المعلومات عبر أصدقاء الصفحة فالتوثيق تعتريه بعض الأخطاء، فالحاجة للآراء مهمة للإضافة عن الشخصية خاصة من انتقلن إلى رحمة الله، وأسأل الشخص الذي زودني بالمعلومة عن صلة القرابة طلبا لتوثيق أدق.

● هل وُجهت لك انتقادات في اختياراتك لبعض الشخصيات، وعلى ماذا تركزت إن وجدت؟
كثيرا ما أجد بعض النساء يرفضن سيرة البعض، وهناك من تشكك في شهادات الأخرى وليس لديها أي معلومات توثيقية لأتأكد من صحتها، بينما اعتمد على مصداقية الشهادات المعتمدة لديها، قد أكون أخطأت في عدد قليل جدا يكاد لا يذكر، لأنني اعتمد على ما يقدم لي من أوراق وشهادات مستندة على مصداقية الشخصية.

● مُنحتِ جائزة الدولة الفخرية في الصحافة، ما الذي تمثله لكِ ككاتبة وإعلامية وكامرأة ليبية؟
شكري الجزيل لبلدي الحبيب ليبيا على الجائزة التي اعتبرها تتويجا لمسيرتي الصحفية والإعلامية، وسبق لي أن مُنحت وسام الريادة من الدرجة الأولى لعملي في التليفزيون وهما أهم الجوائز التي حصلت عليها طيلة حياتي المهنية، وأعتبر أن الجوائز التي تمنح لك من بلدك أهم من أي شيء فهو اعتراف بأنك قمت بواجبك كمواطن صالح هدفه خدمة بلده والنهوض به.

● هل سنرى أجزاء لاحقة، أم هناك اتجاه لمشاريع جديدة؟
أنا الآن في فترة راحة بعد المجهود الذي بذلته في كتابه الأجزاء الثلاثة، أحاول الاعتناء بصحتي ومعالجة عيوني التي أرهقتها الكتابة من صفحات الجرائد القديمة أو صور لكتابه بخط اليد، والتفرغ بعد ذلك لعمل آخر أو إكمال السلسلة، كل ذلك يعلمه الله سبحانه وتعالى.

أعمل جاهدة على إيصال كتبي إلى جميع فروع الجامعات الليبية، إضافة إلى جامعة الدول العربية التي بعثت لي رسالة شكر وتقدير، حيث اعتمدت إصداراتي ضمن مكتبتها الموقرة للباحثين في شؤون المرأة الليبية، كذلك مكتبة الكونغرس أكبر مكتبات العالم، التي وجهت لي أيضا رسالتي شكر علي مجهودي، كما أرسلت نسخا إلى اليونسكو والأمم المتحدة، وأنا الآن أتباحث مع إحدى الشركات لوضعها على الشبكة العنكبوتية لنشره على نطاق أوسع وعلى مستوى عالمي.

وما يمكنني الإشارة إليه في النهاية شكري الكبير للدكتورة هنية الكاديكي، التي رغم مرضها أسهمت في المعالجة اللغوية للأجزاء الثلاثة الحاوية لأكثر من ثلاثمئة شخصية نسائية، وأيضا الأستاذ خالد القرقوري في الإخراج والطبع الإلكتروني، حتى مراحل إرساله إلى دور النشر للطبع، وأيضا الأستاذ محمود شمام ومؤسسة «الوسط» التي طبعت الكتب.

نقلا عن جريدة «الوسط» الأسبوعية

كتاب «رائدات ومتميزات» لعايدة الكبتي (بوابة الوسط)
كتاب «رائدات ومتميزات» لعايدة الكبتي (بوابة الوسط)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اختتام المؤتمر الدولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم
اختتام المؤتمر الدولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم
مهرجان «كان» تحية قد تكون الأخيرة لمخرجي «هوليوود الجديدة»
مهرجان «كان» تحية قد تكون الأخيرة لمخرجي «هوليوود الجديدة»
جائزة فخرية للأسترالي بيتر وير مخرج «ذي ترومان شو» في مهرجان البندقية
جائزة فخرية للأسترالي بيتر وير مخرج «ذي ترومان شو» في مهرجان ...
الاحتجاجات تخيم على مسابقة «يوروفيجن» الغنائية بسبب مشاركة إسرائيل (فيديو)
الاحتجاجات تخيم على مسابقة «يوروفيجن» الغنائية بسبب مشاركة ...
بيع كتب ألّفها الذكاء الصناعي.. ظاهرة في «أمازون» لتحقيق أرباح عالية
بيع كتب ألّفها الذكاء الصناعي.. ظاهرة في «أمازون» لتحقيق أرباح ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم