في مثل هذا اليوم، وإن اختلفت السنة، رحلت عنا شخصيتان إعلاميتان؛ أحدهما إذاعي متألق والثاني مطرب تميز بصوت عذب استحوذ على إعجاب كل من سمعه، أناشيده ترددت في وقتها وكأنها أغانٍ عاطفية، وأغانيه العاطفية أصبحت نشيدًا للعشاق، ولكنه انتبه مبكرًا وانسحب من المشهد الفني.
الاثنان لم تسحرهما، الأضواء ولم تغرر بهما الشهرة. الاثنان تزاملا في دفعة واحدة من زمن الجامعة الليبية الجميل. أحمد أنور زاده من مواليد درنة سنة، 1946 اجتاز بجدارة خلال دفعته في سنته الثانية بالجامعة 69/70، امتحان القبول كمذيع في تلفزيون ليبيا، وسريعًا ما قدم العديد من البرامج التي أحبها وتابعها المشاهدون، محافظًا في الوقت نفسه على نشاطه الكشفي والإعلامي من خلال مجلة جيل ورسالة، إلى أن خطفَه الموت مبكرًا.
والثاني صار من سنته الأولي بالجامعة 68/69 نجم حفلات الجامعة الترفيهية والغنائية. ومن سنته الثانية أصبح الاسم الفني للطالب الجامعي عطيه فرج العمامي، من مواليد درنه 1942 «عطية محسن» وهو الذي أخبرنا في 1 سبتمبر 1969 أن «مركب الحرية رسا على شواطئنا» ولكن هذا المركب أخذته سريعًا إلى الاعتقال والتحقيق، فطلبا منا ألاّ «نحكي له عن الحب»، ولا عن «كلام الناس». ورحلت هذه الموهبة الغنائية وصمت الصوت الساحر، وكان قد رحل قبله رفيق دفعته المذيع المتميز أحمد أنور، بسبع سنوات، فهما تخرجا معًا في كلية الآداب في بنغازي دفعة 71 / 72. وهما في عزِّ الشباب؛ المطرب عطيه محسن رحل يوم 21/6/1985 والمذيع أحمد أنور زاده رحل في اليوم نفسه ولكن سنة 1992 رحمهما الله، فلقد سافرا الاثنان، مبكرًا، «وما زلت أعيننا تريدهما».
* المعلومات وكذلك الصور عن المطرب عطية محسن قليلة جدا، ولذلك رأينا أن يجمهما موضوع واحد خصوصا وانهما رفاق في الجامعة وايضا في الإذاعة، وهما من مواليد درنة، ثم انهما رحلا في يوم واحد.
تعليقات