في مثل هذا اليوم رحل عنا منذ 24 سنة أبوبكر أبونعامة، وهو من قبيلة الهماملة، من ربع أورد مسلم، وأحد رجالات ترهونة الحاملين كتاب الله ومن المتعلمين النزهاء، وقيل عنه «إنه رجل ترهونة». وهو أحد أعضاء مجلس النواب بالجمهورية الطرابلسية، والتحق بركب دولة ليبيا الملكية منذ قيام حكومة محمود المنتصر فشغل منصب وزير المالية من 26 أبريل 1953 إلى 18 سبتمبر من العام نفسه. ثم وزير المعارف في الحكومة نفسها حتى 18 فبراير 1954، واستمر يشغل المنصب نفسه في وزارة عبد المجيد كعبار من 2 أبريل 1958 إلى 31 ديسمبر 1959.
وفي سنة 1960 شغل وظيفة والي ولاية طرابلس حتى 1961 قبيل إلغاء الفيدرالية إلى نظام الإدارة المركزية لجميع ولايات طرابلس.
وتولى منصب وزير العدل الليبي من 6 إلى 19 مارس 1963 زمن حكومة محمد عثمان الصيد التي لم تعمر طويلا، ثم تولى المنصب ذاته في الفترة من 2 أكتوبر 1965 إلى 4 أبريل 1967، زمن حكومة حسين مازق. ثم كلف بعد بوزارة العمل حتى 25 أكتوبر 1967 في الحكومة نفسها. وطوال زمن خدمته ظل مثالا لرجل الدولة النزيه والحازم الذي يضع مصالح الدولة وشعبها فوق مغريات الحياة كافة. ظل مشهودا له بحسن السيرة والمعاملة.
ويذكر الأستاذ سليمان امنينه أن: "رجل ترهونه هذا ، عندما علم انه لاتوجد قوة كافية تحفظ الأمن والحراسة، عند زيارة الملك إدريس الأولى الى طرابلس، ذهب إلى ترهونه وعاد على راس مائة وخمسين فارس لحفظ الامن! وأنه ظل إلى آخر ايام حياته يسكن في شقة بسيطة بميدان الجزائر".
رحل عنا يوم 24/12/ 1994 ووسد تراب ليبيا، وهو الشخصية التي نحتاج لمعرفة المزيد عنها، فلم نوفق حتى في معرفة تاريخ مولده وسيرة حياته التعليمية، وإن كنا قد وفقنا في معرفة إجماع معارفه ومعاصريه على أنه شخصية خيرة، خدمت البلاد بضمير وإخلاص.
تعليقات