Atwasat

دفعة معهد السينما سنة 1967 يتحدّثون عن كواليس فترة "النكسة"

القاهرة - بوابة الوسط: محمد علوش الأحد 15 يونيو 2014, 03:42 مساء
WTV_Frequency

استضافت الفنانة إسعاد يونس في برنامجها "صاحبة السعادة"، المُذاع على فضائية "cbc two"، كلاً من المخرج داوود عبدالسيد والمخرج محمد راضي، ومهندس الديكور السينمائي أُنسي أبوسيف، والفنان لطفي لبيب، والمخرج على عبدالخالق، بصفتهم الدفعة الرابعة بمعهد السينما سنة 1967، وهي الدفعة التي عاشت مرارة نكسة 1967، للحديث عن هذه الفترة سواء على المستوى السينمائي أو السياسي بمصر.

وأكَّد في البداية المخرج محمد راضي أنَّه قبل نكسة 1967 كان الجميع يحاول التقرُّب من بعضه، كجيل من الشباب الذين تخرجوا في الجامعات، إلى أن حدثت النكسة، موضحًا أنها كانت صدمة كبيرة لكل أجيال مصر، وأن هذه الصدمة أفقدته توازنه تمامًا.
وأضاف: "حينما تنحّى الرئيس جمال عبدالناصر، خرج الشعب كله عن بكرة أبيه يرفض الهزيمة والنكسة وتنحيه، ويطالب باستكمال المشوار، وهو ما كان".

داوود عبد السيد: أُحذر من حكم "العسكر".. ويجب أنْ يخضع الجيش للبرلمان

البطانة تدمِّر دولة
وتابع: "في يوم 5 يونيو استيقظت على الدعاية غير المتعقِّلة الخاصة بنصر مصر، إلى أنْ جاءت الساعة الثانية ظهرًا والتي أذاعت حقيقة ما حدث وأن مصر انسحبت، ليكون الأمر رسميًّا في الساعة الثامنة مساءً، ليدرك الشعب ما حدث، وهو ما يوضِّح أنَّ الإعلام من الممكن أن يدمر شعبًا، وحينها أدركنا أن من هم حول عبدالناصر كانوا مخادعين، وهذه هي البطانة السيئة التي نتخوّف منها، لأنها حدثت أيضًا في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونرجو ألَّا تتكرر في عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأن البطانة هي التي تدمِّر الدولة، وهي أيضًا التي في يدها أن تنهض مصر مرة أخرى".

وتساءل: "عبدالحكيم عامر قال لعبدالناصر برقبتي يا ريس. فهل الحروب تدار بمثل هذه الأحاديث؟! وكان هناك خطأ يقع على عبدالناصر لأنه وثق بمن حوله، على الرغم من الحب الطاغي من الشعب لعبدالناصر، وبالنسبة لفنون السينما، قمنا بعمل تكتل للسينمائيين لعمل جماعة السينما الجديدة وضمت عددًا كبيرًا ومعروفًا من المخرجين والفنانين والسينمائيين، ونقدنا السينما غير الهادفة في ذلك الوقت، وأنتجنا فيلمي "أغنية على الممر" و"ظلال في الجانب الآخر"، للتعبير عن فترة النكسة، وبيّنا أن الجيش به مجموعات كبيرة حاربت واستشهد الكثير منهم للدفاع عن مصر، وربط القضية الفلسطينية بالحرب".

أُنسي أبوسيف: لم يُفكر أحد في أنَّ عبدالناصر سبب النكسة.

الحمار
ومن جانبه، تحدَّث المخرج داوود عبدالسيد عن أنَّ المشروع الفني الخاص به إبان فترة النكسة، كان عن قصة قصيرة اسمها "الحمار"، والتي كانت تتحدَّث عن سلبية المثقف وتردده ولم يستكمل، وتم تصويره بجانب معهد السينما، مشيرًا إلى أنَّه إذا فكرنا الآن في معنى فكرة القصة، سنجد أن هناك نوعًا من أنواع التجني على المثقَّفين، لأنه لو كان المفكرون راجعوا أنفسهم لما حدثت النكسة، وهذه يبيِّن خطورة ما يكوِّنه الإعلام في الرأي العام، لأن النكسة كانت درسًا في أهمية الديمقراطية والرقابة الشعبية.

وأضاف: "لا أعرف إلى أي مدى استوعب المصريون هذا الدرس، ولكن ما أثق فيه أنهم لم يستوعبوه بشكل كامل، وصدمة النكسة كانت كأنها ضربة على رأس شخص، وكابوس فوضوي، لأنَّ الهزيمة لم يكن لها مقدمات، والفهم بدأ بعدها بقليل، والنكسة تركت جرحًا في جيلنا لم يزل بعد، وترك ندوبًا، وأرى أن وجود هذا الجرح مهم سواء لنا أو للأجيال اللاحقة".

وحول تأثير النكسة على أفكاره، قال: "النكسة أولاً قامت بعمل هوة شديدة بيننا وبين السلطة في المصداقية، وثانيًا رأينا ضرورة وجود نظام سياسي مختلف، وهو ما لم يتحقَّق منذ ذلك الوقت وحتى الآن، وثالثًا أن الحكم العسكري التسلُّطي الديكتاتوري لا ينتهي بنهاية سعيدة ولا يصنع نصرًا كبيرًا، وبالتالي فأنا لدي تحذير لحكم العسكر، مع الاعتذار للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يرفض كلمة عسكر، لأني أرى أن الكلمة ليست إهانة ومجرد اسم، ولكن يجب أن نكون حذرين من التسلُّط، وهو ما لا أتمنَّى حدوثه، لأن هزيمة 67 فعلت بنا هذا".

علي عبد الخالق: رأيت بعيني 3 أشخاص ينتحرون في جنازة عبدالناصر.

وتابع: "جيلنا كله تم تجنيده في الجيش، والفرق بين القطاع الخاص والعام هو فرق وهمي؛ لأن الدولة عندما تنتعش ينتعش الجميع، والعكس صحيح، وهذه دروس يجب أنْ ندركها حتى لا تتكرَّر، وأتذكر أننى خرجت في لحظة التنحي الخاصة بعبدالناصر، ورأيت النساء والرجال في حالة هيستيرية، كانت هذه إرادة الشعب، بغض النظر عن تحليل هذا الموقف، لأن المواطن كان يعتبره الأخ الأكبر ويعتمد عليه اعتمادًا كاملاً، لأن الحكم التسلطي يفعل هذا".

وأوضح: "أنه بمجرد أن يخدع رئيس الجمهورية من البطانة الخاصة به، فتقع عليه المسؤولية، بينما لو أنَّ هناك رقابة شعبية فالأمور ستكون مختلفة، والشعب لم يكن في مرحلة كبيرة من النضج حين ذاك، ويجب أن ينضج ليتحكّم فيما يملك، ويجب أنْ نتخلَّص من وصاية الغير، ونمسك بمقاليد الأمور بأنفسنا ويكون هناك مؤسَّسات للدولة، ويخضع الجيش للبرلمان ويُراقب ماليًّا في ميزانيته وأدائه".

عطيل
وفي سياق متصل، قال مهندس الديكور السينمائي أُنسي أبوسيف: "إنَّ مشروعه كان عن قصة (عطيل) لشكسبير"، مشيرًا إلى أن النكسة كانت قاسية علينا جميعًا، واستقبلت الخبر في المعهد، ورفضنا الذهاب لمنازلنا لأننا لم نصدق ما حدث، ورأيت جموعًا رهيبة من الشعب الباكي، وصدقت حينها أنَّ النكسة حدثت، وعرفنا أن عبدالناصر يريد التنحي، ولم يفكر أحدٌ منا في أنه السبب في النكسة".

الكتيبة 26
فيما سرد الفنان لطفي لبيب قصته إبان هذه الفترة، قائلاً إنّه تم تجنيده بعد النكسة، وخرج من الجيش بعد نصر أكتوبر 1973، موضحًا أنه كتب فيلمًا؛ حيث التحق بالكتيبة 26 التابعة للفرقة السابعة أحد مفاصل الجيش الثالث.

وأضاف: "في 5 يونيو كنت في معسكر لطلبة المعهد، وزملائي كانوا من أصحاب الأحجام الضخمة، وهو ما دفع رئيس المعهد لجلب صفيحة جبنة وبلاص عسل، لكي تكفي الزملاء جميعًا، وبعدها انطلقت لإدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلَّحة، وتم ترحيلنا لقناة السويس كمتطوعين، وكان معي نور الشريف وآخرون، وأحب أنْ أشير إلى أن كلاً من نبيل الحلفاوي ومحمد صبحي كانا من دفعتي في المعهد".

لطفي لبيب: النكسة "كسرت مفاصلنا" حتى الآن.

وتابع: "النكسة هي من كسرت مفاصلنا وحتى الآن، وهي السبب في كل شيء، حتى إنَّ 6 أكتوبر لم يؤرّخ لها أحد؛ حيث إن الجبهة كانت مشتعلة ومصر في وادٍ آخر، في النكسة ظهر فيلم "أخطر رجل في العالم"، ومع نصر أكتوبر ظهر فيلم "عودة أخطر رجل في العالم".

وأوضح: "كل الشعب المصري كان يعيش مكسورًا، ولم يكن هناك مثل أعلى، ونصر 6 أكتوبر لم يتغلغل في خلايا المواطن المصري حتى الآن، لأن العمل أضخم بكثير من المعلومات التي وصلت لنا؛ حيث إنّها بالنسبة لأولادي تعتبر يوم إجازة فقط، ولا توجد احتفاليات تليق به، ولكننا نكتفي بالشعراء والفنانين أمام الرئيس فقط".

وشدَّد لبيب على أنه: "نتاج أربع سنوات من التدريب؛ حيث كانوا يذهبون إلى منطقة تُسمّى الخطاطبة، ويتم تدريبهم على مرور ستائر ترابية، وكنا نعتقد أننا لن نحارب، ولم نصدق ما حدث حتى عبرنا في السادس من أكتوبر، وأفخر بأن أكون لطفي لبيب الذي وقف على الجبهة، لأن الجيش علّمني المثابرة، وأبسط دليل على هذا كوني بدأت التمثيل بعدما سقط شعري، وبالفعل الجيش أضاف لي قيمًا لم أكن أحلم بها، وأهدافًا جعلتني أتفاءل".

إنجازات عبدالناصر
وفي سياق متصل، وصف المخرج علي عبدالخالق عام النكسة، بأنه صدمة الجيل التي كانت فظيعة، موضحًا أنَّ الجيل عاش في أحلام رسمها عبدالناصر، وجعل الشعب يشعر بالقوة والثقة، والاعتزاز بمصريته، بالإضافة لإحساسه بأنه شعب مهم وسط شعوب العالم، إلى أن حدثت النكسة.

وتابع: "مهما تحدثت لا يمكن لأحد أن يتخيّل إحساس المصريين في النكسة، وعيد مولدي كان يوم تنحي عبدالناصر في التاسع من يونيو، ولم يتذكّر أحد أنْ يقدم لي التهاني، ولم أتقبلها من أحد، وكنت واحدًا من ضمن 13 مخرجًا قاموا بتصوير جنازة عبدالناصر، وفي ليلة الجنازة ليلاً كان موقعي أعلى كوبري العباسية، وفي الصباح رأيت بعيني ثلاثة أشخاص ينتحرون من أعلى عقار أمامي".

محمد راضي: خطأ عبدالناصر أنَّه وثق بمن حوله.. والإعلام "يمكنه تدمير الشعوب"

وأوضح: "مصر تعيش على إنجازات عبدالناصر حتى الآن، سواء السد العالي أو مصانع الحديد والصلب، وفترة حكمه لم يكن هناك فساد، والتعليم كان جيدًا وبشكل صحيح، سواء في اللغات أو معهد السينما، وكان هناك ثقافة جيدة".

واستكمل المخرج حديثه قائلاً: "قمت بعمل فيلم تسجيلي تحت عنوان (السويس مدينتي)، وهذا الفيلم حصد جائزة الدولة في 1970، ولم يكن بالفيلم تعليق، بل موسيقى فقط، وأخرجت فيلم (أغنية على الممر)، وهو فيلم عن الحرب ومن شارك فيها، وإحساسهم، وكيفية رد الكرامة".

وأكَّد أنَّ ممثلي فيلم "أغنية في الممر" أخذوا 20 % فقط من أجرهم، وتم تنفيذه بإنتاجنا الخاص، وأقمنا عرضًا خاصًا للفيلم لوزارة الحربية، وحضره الفريق محمد صادق وسيد مرعي، وشاهدا الفيلم بأكلمه، وأشادا به، وطلبا مني إرساله إلى ليبيا، وميزانية الفيلم لم تتخط 19 ألف جنيه، ودفعوا تكلفة الفيلم كاملة، وقاموا بشراء ثلاثة أسابيع لأربع حفلات للفيلم، وحصلنا على مبلغ كبير، وتم توزيعه علينا، وكل من كان له أجر حصل عليه.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سعيد حامد يوثق حرب طرابلس وواشنطن.. وتاريخ الصحافة الليبية
سعيد حامد يوثق حرب طرابلس وواشنطن.. وتاريخ الصحافة الليبية
متحف رينا صوفيا يغير اسم أنشطة انتقدتها السفارة الإسرائيلية
متحف رينا صوفيا يغير اسم أنشطة انتقدتها السفارة الإسرائيلية
مسابقة للواقع الافتراضي بمهرجان «كان»
مسابقة للواقع الافتراضي بمهرجان «كان»
عرض مسرحية «عم تبحث» في الخمس
عرض مسرحية «عم تبحث» في الخمس
«كوبولا» يتلقى آراء متباينة حول أحدث أفلامه في «كان» (فيديو)
«كوبولا» يتلقى آراء متباينة حول أحدث أفلامه في «كان» (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم