يوافق اليوم 10 رمضان الذكرى 43 لعبور الجيش المصري قناة السويس وإعادتها للسيادة المصرية بعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلي، وهو النصر الأكبر الذي استطاع العرب تحقيقه على مدى 67 عامًا هي عمر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بعد سلسلة من الهزائم بدأت في 1948 باحتلال جزء من فلسطين لتتوج بالنكسة الكبرى في يونيو 1967 التي أسفرت عن احتلال ما تبقى من فلسطين إضافة إلى الجولان السورية وسيناء المصرية.

واقع عربي مضطرب
ذكرى هذا العام تأتي في ظل حالة من الاضطراب غير المسبوق في المشهد العربي على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية.

وتستدعي ذكرى حرب العاشر من رمضان موقف الدول العربية التلاحمي النادر حين وقفت جميعها في صف واحد من أجل رد الاعتداء وإعادة الكرامة المسلوبة، حينها كان الجيشان المصري والسوري هما واجهة الحدث لكن في الخلفية كان بقية العرب يقومون بأدوار لا تقل أهمية عن دور الجيوش المقاتلة حيث قدم بعضهم السلاح والمال، واستخدم البعض الآخر سلاح البترول كورقة ضغط على الدول الغربية لمنعها من دعم إسرائيل.

لكن ذكرى هذا العام تشهد تغير أوضاع دول عربية واختفاء قوى عربية فاعلة كسورية التي أصبحت دولة ممزقة بين ميليشيات مسلحة ونظام يستخدم قوته في قصف المدنيين، وليبيا التي تمزقها الصراعات والإرهاب والعراق الذي تمزقه نزاعات طائفية بين السنة والشيعة من جهة وعرقية بين العرب والأكراد من جهة أخرى، واليمن الذي استطاعت ميليشيا الحوثي السيطرة على عاصمته وأجزاء كبيرة منه بعد تحالفها مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

القوة العربية المشتركة.. محاولة لاستدعاء تضامن العاشر من رمضان
على الرغم من كل هذه الأوضاع المضطربة يحاول الساسة العرب إحياء التضامن البيني الذي استطاعوا تحقيقه وآتى ثماره في حرب (رمضان – أكتوبر) عن طريق تدشين قوة عربية مشتركة بهدف التصدي للأخطار المحدقة بأغلب دول المنطقة، لاسيما الجماعات المسلحة والإرهاب التي تضرب في أكثر من دولة عربية، فمن تفجير لحسينيات الأقلية الشيعية في شرق السعودية وفي الكويت مؤخرًا لاستهداف سياح أجانب في فندق تونسي، مرورًا بحرب ضروس يخوضها الجيش المصري ضد جماعة أنصار بيت المقدس في شمال سيناء.

وفي هذا الصدد أوضح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال تسلمه البروتوكول الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة الذي قدمه كل من أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الأركان الفريق محمود حجازي، أن هذه القوة تعد نتاجًا لجهد عربي جماعي يستهدف مواجهة التحديات المشتركة، وخاصة الناجمة عن التنظيمات الإرهابية، مشددًا على أنها قوة للدفاع وليست للاعتداء.

قناة السويس الجديدة.. والعبور الاقتصادي
على صعيد آخر تتزامن ذكرى العبور مع إعلان المسؤولين المصريين عن قرب انتهاء العمل في قناة السويس الجديدة، التي من المفترض أن يتم افتتاحها في حفل عالمي خلال أشهر قليلة، وتعتبر من المشروعات القومية التي تعول عليها القيادة المصرية للنهوض بالاقتصاد الذي يعيش حالة تعثر منذ ثورة يناير العام 2011، وقد ساهم المصريون بأموالهم من أجل تمويل أعمال الحفر أملاً في الحصول على عائد مادي يعوضهم عن المعاناة التي عاشوها خلال سنوات الاضطراب الماضية.

المصريون يحتفلون على تويتر
واستطاعت ذكرى العبور الحصول على نصيبها من اهتمام النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث دشن عدد من المصريين هاشتاج «العاشر_من_رمضان» تداولوا خلاله صورًا أرشيفية من مشاهد العبور وصورًا شخصية لقيادات الجيش المصري خلال الحرب وعلى رأسهم الرئيس المصري الراحل أنور السادات والفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان حينذاك ووزير الحربية وقتها المشير أحمد إسماعيل، وأكد المغردون أن معركة العبور هي ملحمة تاريخية لا يمكن نسيانها إذ تشكل جزءًا من تاريخ الكرامة لدى المصريين خاصة والعرب بشكل عام.