قالت جريدة «وول ستريت جورنال» إن الاحتلال الإسرائيلي تورط في حرب أبدية بقطاع غزة، إذ تعتمد حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على أساليب قتالية تجعل من الصعب هزيمتها، مما يطيل أمد الحرب.

وفي تقرير نشرته اليوم الأربعاء، قالت الجريدة إنه «بعد سبعة أشهر من الحرب على غزة، تستخدم حركة حماس شبكة الأنفاق المعقدة، والتأثير الاجتماعي الواسع، وخلايا المقاتلين المنتشرة في أرجاء القطاع، للهجوم بقوة على قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق مزيد من الأسلحة المضادة للدبابات على الجنود الذين يحتمون بالمنازل والمركبات المدرعة يوميًا».

ونقلت عن عسكريين إسرائيليين حاليين وسابقين أنه سواء مضى الاحتلال قدمًا في مخطط الاجتياح البري لمدينة رفح أم لا، ستبقى «حماس» وستواصل الظهور في مناطق أخرى من القطاع.

ومع دخول قوات ودبابات إلى مدينة رفح، التي يعتبرها الاحتلال المعقل الأخير لـ«حماس»، شنت الأخيرة سلسلة من هجمات الكر والفر على القوات الإسرائيلية في شمال غزة، حسبما أفاد شهود. كما تحولت المناطق التي شهدت هدوءًا نسبيًا في الأسابيع الماضية إلى ساحة معارك جديدة، مع استدعاء الاحتلال، أمس الثلاثاء، دبابات جديدة لدعم المعارك في وسط وشمال القطاع.

صمود «حماس» تحدي لنتانياهو
واعتبرت الجريدة الأميركية أن الصمود الذي تبديه حركة «حماس» إلى الآن يمثل معضلة استراتيجية لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن الهدف الرئيسي من الحرب هو القضاء الكامل على القدرات العسكرية لـ«حماس».

وتصاعدت المخاوف داخل تل أبيب، بما في ذلك داخل المؤسسة الأمنية، من غياب أي خطط قابلة للتطبيق لاستبدال «حماس» في غزة، ما يقلل من قيمة أي إنجازات يمكن أن يحققها الجيش. وقال رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هلترمان: «حماس موجودة في كل مكان في غزة».

- «ذا غارديان»: عملية رفح لن تحقق انتصارا حاسما لـ«إسرائيل»
- «وول ستريت»: خسائر «إسرائيل» من اجتياح رفح تفوق مكاسبها

رسائل السنوار
وما يضيف من التحديات، وفق الجريدة الأميركية، هو أن القيادي بالحركة، يحيى السنوار، نجح في الصمود أمام الحرب الإسرائيلية عبر التواجد في شبكة الأنفاق الممتدة تحت القطاع.

وما يعكس اعتقاد «حماس» بقدرتها على النجاة من الحرب على المدى الطويل، أرسل السنوار رسائل إلى وسطاء في محادثات وقف إطلاق النار مفادها أن «حماس» مستعدة للمعركة في رفح، معتبرًا تصريحات نتنياهو بشأن القضاء على الحركة «ساذجة».

شبكة أنفاق معقدة في غزة
وقالت الجريدة: «لقد أثبتت شبكة الأنفاق أنها أكثر اتساعًا مما كان متوقعًا، ومثلت تحديًا كبيرًا بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، الذي حاول القضاء عليها مستخدمًا المتفجرات، بعد أن حاول سابقًا إغراقها بماء البحر»

وأضافت: «استخدمت حماس أنفاقها ومقاتليها ومخزوناتها من الأسلحة للعودة إلى قوة حرب العصابات والعمل في مجموعات صغيرة، والاعتماد على تكتيكات الكر والفر».

وكان مخيم جباليا إحدى المناطق حيث أعاد الاحتلال إرسال قوات خلال الأيام الماضية لمواجهة مقاتلي «حماس»، على الرغم من أنه أعلن سابقًا تفكيك مركز قيادة الحركة في شمال غزة.

وأعرب مسؤولون أميركيون عن القلق بشأن حاجة الجيش الإسرائيلي للعودة إلى الشمال، وقالوا إن «تجدد القتال يؤكد أن الجيش الإسرائيلي لم يفعل ما يكفي للفلسطينيين الذين يعيشون هناك، مما أعطى مساحة لحماس للعودة من جديد».

ويحمل بعض المسؤولين الأمنيين والمحللين الإسرائيليين حكومة نتنياهو مسؤولية الفشل في وضع خطة لتثبيت سلطة تحل محل «حماس» بعد انتهاء الحرب. وتساءل آخرون عما إذا كان من الممكن فرض حكومة فلسطينية بديلة في خضم الحرب.