رأت جريدة «ذا غارديان» البريطانية أن العملية العسكرية البرية التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لشنها في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، ستكون عملية تكتيكية على أفضل تقدير، مؤكدة أنها لن تحقق الانتصار الشامل الذي يرغب به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وأنهى جيش الاحتلال الإسرائيلي أشهرا من «التكهنات المؤلمة»، اليوم الإثنين، إذ تحركت الدبابات الإسرائيلية داخل معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وأعلن سيطرته على المعبر، وانطلاق العملية العسكرية في المدينة الواقعة أقصى جنوب غزة.

واعتبر تقرير نشرته الجريدة البريطانية أن هذا التحرك من قبل الاحتلال «غير حكيم»، لافتا إلى تحذيرات الحلفاء من أن الهجوم البري على رفح سيسفر عن كارثة إنسانية لأكثر من مليون ونص المليون نازح يحتمون داخل المدينة.

المخاوف نفسها أعرب عنها الرئيس الأميركي، جو بايدن، الحليف الأوثق للاحتلال، الأسبوع الماضي، حينما هدد بوقف مبيعات الأسلحة الهجومية إلى الاحتلال إذا أمضى قدما في خطط الهجوم على رفح، وهو ما يمثل التهديد الأميركي الأخطر لـ«إسرائيل» منذ عقود.

لا نتائج مرجوة من عملية رفح
وفي حين يزعم الاحتلال أن العملية البرية في رفح محورية للقضاء على «حماس»، يشكك مراقبون، بينهم خبراء إسرائيليون، في أن العملية ستسهم في تغيير مجرى الحرب، بينما أكد آخرون أنها ستكون «عملية تكتيكية على أفضل تقدير.. وحينما تنتهي، ستعود حماس مجددا كما فعلت في مناطق أخرى من غزة».

- «الأونروا»: 360 ألف فلسطيني نزحوا من رفح خلال أسبوع
- بريطانيا تعارض الهجوم الإسرائيلي على رفح دون «خطة» لحماية المدنيين

وقال التقرير: «لطالما كرر نتنياهو أن عملية رفح ضرورية لتحقيق النصر الشامل، وهو مصطلح بعيد المنال يعني بالنسبة له القضاء على قدرات حماس العسكرية وتحرير الرهائن. لكن إذا اختارت إسرائيل هذا المسار، فعليها أولا تحديد ماذا تعني استراتيجية الانتصار الشامل».

وأضاف أنه حتى الآن لم ينجح جيش الاحتلال في القضاء على «حماس»، مشيرا إلى أن الأرقام التي أعلنتها تل أبيب حول مقتل ما يصل إلى 14 ألف مقاتل من «حماس» في الحرب تقديرات مبالغ فيها إلى حد كبير، كما أن «حماس» لا تزال تتحكم في مصير عشرات الرهائن.

«إسرائيل» أمام عزلة دولية متنامية
كما أشارت الجريدة البريطانية إلى أن سياسة «الانتصار الشامل» التي يصر عليها نتنياهو وضعت الاحتلال أمام عزلة دولية هي الأكبر في تاريخه، وقالت: «أعلنت كندا وإيطاليا، قبل الولايات المتحدة، وقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل. وقطعت كولومبيا العلاقات الدبلوماسية، وأعلنت تركيا حظرا تجاريا. وتواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، مع احتمالات صدور مذكرات اعتقال دولية بحق مسؤولي الحكومة».

كما تشهد عشرات الجامعات الأميركية والأوروبية حراكا طلابيا شارك به مئات أعضاء هيئات التدريس يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وقطع أي علاقات أكاديمية مع الاحتلال وأي تعاون مع الشركات المؤيدة له. وأكد التقرير أن «إنهاء الحرب على غزة بشكل دائم سيكون له منافع للفلسطينيين والإسرائيليين على حد السواء، وسيسهم في تحرير الرهائن».

الإسرائيليون يفضلون وقف إطلاق النار
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، أن 62% من الإسرائيليين يرغبون في اتفاق لإطلاق الرهائن وليس عملية برية في رفح، بينما يفضل 32% عملية في رفح.

وفي استطلاع آخر أجرته (القناة 13)، يعتقد 52% من الإسرائيليين أن العملية لن تحقق «نصرا كاملا». وأظهر استطلاع آخر أجرته هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية أن الجزء الأكبر، ما يقرب من نصف الإسرائيليين، يؤيدون صفقة الرهائن التي تنطوي على إطلاق جميع الرهائن مقابل وقف كامل للحرب وإطلاق آلاف الأسرى الفلسطينيين.