«كابوس، عذبوني كتير ما قادر أوصف لك»، بهذه العبارة الموجزة والمُثقلة بالألم، اختصر الشاب الفلسطيني بدر دحلان شهرًا كاملًا من العذاب داخل زنازين الاحتلال الإسرائيلي، بعدما جرى اعتقاله في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

أمس الخميس، أُطلق سراح بدر، لكن جسده النحيل يحمل آثارًا لا يمكن محوها بسهولة.. بعد إطلاق سراحه، نقل على الفور إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وخضع لفحوص طبية، لتقييم الأضرار التي لحقت بجسده وروحه، وفق ما نقلت وكالة «سند» الفلسطينية للأنباء.

في مقاطع الفيديو التي انتشرت بعد خروجه، بدا بدر وكأنه شبح إنسان، عيناه الجاحظتان تخبرنا بقصص الرعب التي عاشها، وملامح وجهه المشوهة تعكس حجم الألم الذي تعرض له، فيما أثارت صورته تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

لم يكن بدر قادرًا على إكمال كلماته بسهولة، يتلعثم في الكلام، وكأنه يحاول تجميع شتات أفكاره وسط ضباب كثيف من الرعب والهلوسة، هذا المشهد المروع أثار حالة من الصدمة على منصات التواصل الاجتماعي، وتفاعل الناس بغضب وحزن مع صور بدر، متسائلين عن طبيعة التعذيب الوحشي الذي يواجهه الأسرى في سجون الاحتلال.

أساليب قمع وتخويف
وأشار مدونون إلى أن الصورة التي ظهر فيها الشاب بدر، دليل بارز على استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي أساليب قمع وتخويف شديدة مع الأسرى الفلسطينيين، خاصة أسرى قطاع غزة.

بعض المدونين عبروا عن صدمتهم الشديدة من المشهد المروع الذي ظهر فيه دحلان، مشيرين إلى أنه يدمي القلب، في حين رأى آخرون أن شهرًا واحدًا فقط من الاختطاف والتعذيب والتنكيل في السجون الإسرائيلية كان كافيًا لتحول بدر إلى شخصية مختلفة تمامًا.

- استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال

آخرون وصفوا المشهد بأنه مروع لدرجة تدمي القلب، معبرين عن صدمتهم الكبيرة من الحالة التي ظهر فيها دحلان. هذا الوصف يعكس الإنسانية المفقودة في مواجهة التعامل مع الأسرى، ويعزز الدعوات المستمرة لمراقبة وتقييم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأسرى الفلسطينيين.

ويستمر العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، والذي خلف نحو 150 ألف شهيد ومصاب ومفقود، أغلبهم من النساء والأطفال، فضلا عن حصار كامل على القطاع تسبب في مجاعة خلفت نحو 40 شهيدا.

الشاب الفلسطيني بدر دحلان بعد تعذيبه في سجون الاحتلال. (الإنترنت)