Atwasat

الحراك الجزائري يثبت صموده بمسيرات حاشدة في الذكرى الأولى لانطلاقته

القاهرة - بوابة الوسط السبت 22 فبراير 2020, 11:52 مساء
WTV_Frequency

تظاهر آلاف الجزائريين، اليوم السبت، في قلب العاصمة، في الذكرى الأولى لانطلاق حراكهم غير المسبوق، في مؤشر على حيوية هذا الحراك المناهض للنظام الحاكم الذي راهن على خفوت الاحتجاج بمرور الوقت.

وهتف المتظاهرون «أتينا لكي ترحلوا»، في إشارة إلى المسؤولين الجزائريين، إضافة إلى «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«لم نأتِ للاحتفال وإنما لنجعلكم ترحلون»، إلى جانب شعار «الاحتفال سيكون في يوم رحيلكم»، وذلك حسب وكالة «فرانس برس».

اقرأ أيضًا الآلاف يتجمعون بالعاصمة الجزائرية في الذكرى الأولى لانطلاق الحراك

وقال أستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة الجزائر محمد هناد، إن «النظام كان يعول على فقدان الحراك للزخم، غير أن التعبئة القوية أمس الجمعة، أظهرت أن الرهان خاسر»، مؤكدًا أن هذا الحراك سيترك أثرًا على المدى الطويل.

«الاحتفال برحيلكم» 
وخرج جزائريون أمس الجمعة، في مسيرات حاشدة في العاصمة وغيرها من المدن، في مشهد ذكَّر بالمسيرات الأولى لهذا الحراك، احتفالًا بمرور عام على ميلاد حراكهم.

ويعتبر هناد أن السياسيين الحاليين «لن يأتوا بالاستقرار السياسي»، أما بالنسبة إلى الحراك «فلا يزال النظام مكانه وعليه أن يرحل».

وفي ظل التساؤلات عن قدرة الحراك على تحقيق زخم جديد في مطلع عامه الثاني، يشير المتظاهرون إلى أنهم أظهروا تصميمهم على التخلص من نظام سياسي يدير شؤون الجزائر منذ الاستقلال في 1962.

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر رشيد تلمساني أن «الحراك يتمتع بمنطق داخلي لم تفرضه لا قوة خارجية ولا مؤسسة ولا مجموعة أو شخصية سياسية».

محاولات تبون لتهدئة الشارع
وكان عديد الجزائريين الذين بدوا لوهلة مبتعدين عن السياسية ومستسلمين، خرجوا إلى الشوارع في 22 فبراير 2019 رفضًا لنية الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الترشح لولاية خامسة وسط غيابه شبه التام عن المشهد منذ 2013، تاريخ إصابته بجلطة دماغية.

وبعد نحو ستة أسابيع من التظاهرات الواسعة، طالبت قيادة الجيش الذي يمثل ركنًا أساسيًّا للنظام الجزائري، باستقالة بوتفليقة بعدما حكم البلاد 20 عامًا، وحصل ذلك في 2 أبريل.

وبعد انتخابات 12 ديسمبر التي أتت بعبد المجيد تبون رئيسًا للبلاد، لا يزال الحراك يطالب بـ«قطيعة» حقيقية مع النظام القائم. 

وتسلم تبون عدة مناصب في عهود بوتفليقة، ويسعى جاهدًا منذ بداية عهده إلى خطب ود الحراك، وقد وصفه بـ«المبارك»، وفي مقابلة الخميس الماضي مع الصحافة الدولية، أكد أن «الأمور أخذت طريقها إلى الهدوء» في الشارع، وتعهد بتنفيذ مطالب الحراك، غير أن المسيرات الحاشدة عاكست موقفه، وأبرزت عدم الإيمان بتعهداته إجراء «تغيير جذري».

الحراك انطلق ليستمر
والسبت، قالت جريدة «ليبراسيون» الناطقة بالفرنسية: «بعد الشروع بهذه القوة بالعام الثاني لثورة 22 فبراير، فإن الأسبوع الـ53 يمثل لحظة سياسية لا بد من أن تجعل السلطة تكسب لو حللتها بعمق. من أجل ذلك، ينبغي عليها الكف عن التوهم: في 22 فبراير 2019، انطلق الحراك ليستمر».

ومن جانبه، رأى موقع «المغرب الناشئ» أن التعبئة في الذكرى الأولى تثبت أن «قدرة الحراك على التحمل أكبر من قدرة النظام»، فيما رأى النائب السابق عن المعارضة ياسين عيسوان، أنه يتوجب على النظام إدراك أنه «انتهى، فهو يعيش في حالة إنكار»، معتبرًا أن «التعبئة لن تفقد زخمها وسينتهي الأمر بالحراك إلى الانتصار».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
استشهاد سائح تركي بعد طعنه جنديًا إسرائيليًا في البلدة القديمة بالقدس
استشهاد سائح تركي بعد طعنه جنديًا إسرائيليًا في البلدة القديمة ...
نتنياهو: الجيش الإسرائيلي سيهاجم رفح «مع أو بدون» هدنة في غزة
نتنياهو: الجيش الإسرائيلي سيهاجم رفح «مع أو بدون» هدنة في غزة
مسؤول «إسرائيلي»: سننتظر رد «حماس» على مقترح الهدنة حتى مساء الأربعاء
مسؤول «إسرائيلي»: سننتظر رد «حماس» على مقترح الهدنة حتى مساء ...
«يونيسف» تحذر من تداعيات «مدمرة» على الأطفال جراء التصعيد بجنوب لبنان
«يونيسف» تحذر من تداعيات «مدمرة» على الأطفال جراء التصعيد بجنوب ...
«الأونروا» تطلب التحقيق في انتهاكات «إسرائيل» بحق موظفي الوكالة
«الأونروا» تطلب التحقيق في انتهاكات «إسرائيل» بحق موظفي الوكالة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم