قدم مساعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسياسة الخارجية سيباستيان غوركا مقترحًا بتقسيم ليبيا إلى ثلاث مناطق، ورسم مخططًا بكيفية تقسيم البلاد لثلاث مناطق تقوم على الأقاليم التاريخية الثلاثة؛ برقة في الشرق، وطرابلس في الشمال، وفزان في الجنوب، وذلك وفق ما نقلت جريدة «ذا غارديان» البريطانية اليوم الاثنين.

ونقلت الجريدة عن مصدر مطلع أن غوركا قدم هذا الاقتراح لدبلوماسي أوروبي، لم يُذكر اسمه، خلال الأسابيع القليلة التي سبقت تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وكان رد الدبلوماسي الأوروبي أن هذا المقترح «سيكون الحل الأسوأ على الإطلاق».

ويسعى كورغا لنيل منصب المبعوث الرئاسي الخاص إلى ليبيا، لكن إلى الآن لا يزال البيت الأبيض مترددًا حيال هذا المنصب برمته، وفق الجريدة.

وإلى جانب كورغا، يوجد ثلاثة مرشحين في منصب المبعوث الرئاسي إلى ليبيا، بينهم بيتي هويكسترا، وفيليب اسكرافاج.

فيليب إسكرافاج
وفيليب إسكرافاج، وفق الجريدة، هو ضابط مخابرات سابق، عمل في ليبيا لأكثر من 10 أعوام، وهو الأوفر حظًا للحصول على منصب المبعوث الخاص. وقدم مقترحًا لحل الأزمة في ليبيا، يعتمد على تقديم عشرات المليارات من الدولارات من الدعم الغربي لليبيا.

ويدعم كورغا سياسات متشددةً تهدف إلى القضاء على «الإسلام الراديكالي»، ويرى جماعة الإخوان المسلمين «جماعة إرهابية تسعى للتسلل داخل الولايات المتحدة». وهو مقرب من كبير الاستراتيجيين لإدارة ترامب ستيف بانون، الذي يرى بدوره أن الحرب ضد «الإسلام الراديكالي» يجب أن تكون مركز السياسة الخارجية الأميركية.

ورأى الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ماتيا توالدو، أن مقترح كورغا «اختبار لمدى معرفته عن ليبيا، وإذا كان الأمر الوحيد الذي يعرفه هو تقسيم ليبيا إلى ثلاث، فهذا يدل على الجهل بالوضع داخل البلاد».

وكانت دول أوروبية أعربت عن غضبها من عدم وجود مبعوث أميركي رئاسي إلى ليبيا، مع الخوف من زيادة النفوذ الروسي في ليبيا.

وأنزلقت ليبيا في صراع منذ إطاحة معمر القذافي العام 2011، مع زيادة حدة الصراع بين حكومات ثلاث تتنافس على النفوذ لدى واشنطن التي تجاهلت الأزمة حتى الآن، وفق الجريدة.

ولفتت «ذا غارديان» إلى مخاوف لدى بعض الدول الأوروبية من أن تعكس إدارة ترامب السياسات الأميركية السابقة الداعمة حكومة الوفاق الوطني في طرابلس برئاسة فائز السراج.