أوقفت وكالة الأدوية الفرنسية «تجربة سريرية فظيعة» كانت تجرّب في إطارها جزئيات، لا تعرف آثارها، على أكثر من 350 مريضا مصابا بباركسون أو ألزهايمر في أحد الأديرة خارج أي سياق قانوني.

وكانت هذه التجربة «غير القانونية» تجرى بمبادرة من مؤسسة تعرف بـ«صندوق جوزيفا» يتولى نيابة الرئاسة فيها البروفسور هنري جوايو المعروف بمواقفه الجدلية في فرنسا خصوصا بسبب معارضته التلقيح، وفق «فرانس برس».

وقالت وزيرة الصحة الفرنسية، أنييس بوزان: «إنها فضيحة وأحيلت القضية إلى النيابة العامة وستطلق ملاحقات قضائية».

وإضافة إلى حظر هذه الأنشطة، وهو قرار يعود للشرطة الصحية، أعلنت الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية (أنسيم) «إحالة القضية إلى القضاء»، أي القسم المعني بشؤون الصحة في النيابة العامة في باريس.

وقال برنار سيلي مدير التفتيش في «أنسيم» إن كشف النقاب عن «تجربة سريرية فظيعة نادر جدا، ولا سيما عندما تكون بهذا الحجم»، مشيرا إلى أنها «انتهاك خطر لقانون الصحة العامة ولقانون العقوبات» الفرنسي.

دراسة علمية
البروفسور جوايو، فأوضح من جهته في اتصال مع وكالة «فرانس برس» أن «الأمر لا يتعلق بتجربة سريرية».

وأكد لاحقا في تصريحات لمحطة «بي إف إم تي في» أنها «دراسة علمية تسبق تجربة سريرية سيطلب إذن لها في نهاية العام 2019. وأنسيم على علم بذلك».

وأردف «البروفسور جان-برنار فورتيان الذي اكتشف هرمون النوم الفالنتونين راسل الوكالة الوطنية للأدوية بالأمر في 22 يونيو. فهم إما لم يقرؤوا الرسالة أو لم يحسنوا قراءتها. هذا كل ما في الأمر».

وكانت التجربة تقضي بوضع لاصقات على المرضى تحتوي على جزئيتين، هما الفالنتونين و6-ميتوكسي-هرمالان، على أمل معالجة عدة اضطرابات عصبية، مثل مرض باركنسون وألزهايمر واضطرابات النوم.

وأشارت «أنسيم» إلى أن هاتين الجزئيتين قريبتان من الميلاتونين، التي غالبا ما تستخدم لتسحين نوعية النوم لكنه غير موصى بها لبعض الفئات بسبب آثارها الجانبية.

وكان عدة مرضى يمضون الليل في دير قرب بواتييه (الغرب) وتسحب عينة من دمهم في اليوم التالي. وكشفت «أنسيم» أمر هذه التجربة خلال تفتيش دوري أجرته في مختبر كانت ترسل إليه عينات الدم هذه.

ويعاقب القانون على تجربة سريرية غير مرخصة بغرامة قدرها 15 ألف يورو وبالسجن لمدة سنة، بحسب سيلي.