تعرض دار «كريستيز» في لندن ،الثلاثاء، في مزاد نحو مئة من مقتنيات رئيسة الوزراء البريطانية، مارغريت ثاتشر، تتضمن مجموعة من الفساتين والمجوهرات، تعكس «شغفها السري» بالموضة التي سخَّرتها من أجل تثبيت صورتها كسيدة قوية في عالم السياسة.

وتنظم دار المزادات بشكل موازٍ حتى الأربعاء وعبر الإنترنت عملية بيع نحو 200 قطعة كانت ملكًا لثاتشر، السيدة الوحيدة التي تولت رئاسة وزراء في تاريخ بريطانيا، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقال رئيس دار «كريستيز» في بريطانيا، أورلاندو روك: «إن القطع المعروضة ملك لعائلة ثاتشر ويتوقع أن تدر نصف مليون جنيه استرليني (700 ألف يورو)».

و يعد هذا المبلغ متواضعًا مقارنة مع ما تعرضه دار المزادات في العادة من لوحات لكبار الرسامين التي تباع بعشرات ملايين الدولارات.

وأوضح روك: «نحن لسنا معتادين على بيع قطع بأسعار يمكن لكثير من الناس تحملها»، والقطع معروضة للجمهور منذ الجمعة في مقر دار «كريستيز» في لندن.

وتتيح المجموعة اكتشاف جانب مجهول في شخصية مارغريت ثاتشر، السياسية ابنة الخياطة على ما توضح ميريديث أثيرينغتون سميث المسؤولة لدى دار «كريستيز».

 كانت «تمتنع كليًّا عن ارتداء الأحمر في بريطانيا»، إذ أنه لون «الاشتراكية» وكانت هذه المرأة الليبرالية جدًّا تكن لها الكره الشديد

دبلوماسية البزة

وتضيف: «عندما كانت طفلة كانت تخيط الملابس مع شقيقتها، وعندما أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا استخدمت الملابس من أجل تعزيز موقعها».

وتقول:«في كل مرة كانت تعرف فيها أن صورًا ستلتقط لها كانت ترتدي ملابس غاية في الأناقة مع حقيبة يد جميلة، وكانت تبدو على ما هي عليه: شخص نافذ».

بعض القطع المعروضة تشكل بحد ذاتها جزءًا من التاريخ مثل البزة الزرقاء التي ارتدتها العام 1990 خلال خطاب ألقته في البرلمان.

وخلال رحلاتها إلى الخارج كانت ثاتشر تدرس بعناية ألوان ملابسها لكي تتلاءم مع الدول التي تزورها، فخلال زيارة إلى بولندا ارتدت الأخضر الذي يرمز إلى الأمل .

وتؤكد أثيرينغتون سميث: «كل شيء كان مخططًا بعناية، فخلال المؤتمرات السنوية لحزبها كانت ترتدي دائمًا بزات زرقاء (لون المحافظين) صارمة جدًّا» من أجل تجسيد قوة شخصيتها الشهيرة.

وكانت «تمتنع كليًّا عن ارتداء الأحمر في بريطانيا»، إذ أنه لون «الاشتراكية» وكانت هذه المرأة الليبرالية جدًّا تكن لها الكره الشديد.

هدية من ريغن

إلا أنها كانت ترتدي الأحمر كثيرًا خلال زياراتها للولايات المتحدة، وتقول المسؤولة في الدار: «الأحمر لون الحزب الجمهوري حزب رونالد ريغن»، وتحتل «العلاقة المميزة» التي كانت تربطها به حيزًا كبيرًا في هذه المجموعة.

فبين القطع المعروضة تمثالٌ لنسر برأس أبيض اللون هو أحد رموز الولايات المتحدة، أهداه إليها رونالد ريغن، ويقدر سعره بين خمسة آلاف وثمانية آلاف جنيه استرليني.

ومن القطع ذات الرمزية القوية الحقيبة الجلدية الحمراء الشهيرة التي تحوي الوثائق السرية للوزراء، التي يقدر سعرها بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جنيه ونسخ موقَّعة لبعض من أهم خطاباتها، فضلاً عن ملابس منها فستان عرسها وحقائب يد ومجوهرات.

وسيذهب ريع المزاد الى ابن ثاتشر وابنتها، مارك وكارول، وأحفادها، وكانت هذه المجموعة عرضت أولاً على متحف «فيكتوريا آند ألبرت ميوزيوم» في لندن وهو أهم متاحف العالم في عالم الموضة والزينة، إلا أن المتحف رفض عرضها.

وتولت مارغريت ثاتشر رئاسة الحكومة في بريطانيا من العام 1979 إلى العام 1990، وتوفيت في الثامن من أبريل 2013 عن 87 عامًا.