أُقيم بمنتدى السعداوي، السبت، أمسية شعرية نظمتها الجمعية الليبية للآداب والفنون، أحياها الشاعر أحمد بللو، وأدراها الكاتب حسين المزداوي، رافقها عزف على آلة العود للفنان بشير الغريب.
واستمع الجمهور خلالها لقصائد ارتبطت بمواقف وأحداث عايشها بللو، خلال رحلته مع الكتابة انطلاقا من مراتع النشأة بمسقط رأسه درنة، ثم تجربته خارجها حيث الحياة الجامعية وما بعدها.
يقول في نص «اضمد جرحي المفتوح / بشمس بلادي وبأزهار اللوز.. أصارع عطشي / بزغاريد صبايا القرية»، وهنا يحاول الشاعر رسم طيف من ذاكرة الأيام الخوالي مستحضرا الشخوص والأحلام والأمنيات، مشدودا إلى زخم منابته اللوزية بدرنة حيث الخضرة والماء والوجه الحسن.
ولا يجد الشاعر بديلا عن المواجهة التي تفرضها الحياة في تقلباتها، فهنا يتوقف ليقول: «أغالب حزني الضارب في أعماق القلب»، ويحتدم وهج البقاء مهموسا في جملته «هذه ليلتنا ولنا أيضا فجر خلاص» مخاطبا بذلك ذاته ومدينته ومشمولهما الأعلى «ليبيا».
وعلى وقع الانتظار يصير للحظات كما يقول في قصائده «ربيع آخر» تشاكس فضاء آخر يلوح منه خيط الأمل، إنه استعادة لذاكرة زمن تدثر بروح يراها الشاعر مارة من أمامه ويسعى لاستحضارها كلما لاحت له فرصة لذلك، بغية إعادة بث صوتها القار في أعماقه، فيمضي مستلهما جرأته ومخاطبا نفسه قائلا في نص «متاح لك الآن ما لا يتاح.. متاح لك كل الغضب / متاح تحدق في كل شيء / وحتى الفضيحة / في كل شيء / وحتى إلى أمة تغضب».
تعليقات