Atwasat

اجعلوا رسوم النامة دبابة!==

محمد عقيلة العمامي الأربعاء 06 أغسطس 2014, 04:46 صباحا
محمد عقيلة العمامي


(النامة) لعلها كلمة تركية! عرفت أنها تعني عقد الزواج. قال المرحوم الرايس موسى الكعوار أحد أمهر رياس رصيف الصيادين في بنغازي متبرمًا من كثرة مستندات ترخيص مركب الصيد الذي يملكه: "طلبوا مني لتجديد الرخصة شهادات أكثر من شعر رأسي .. ثم ضحك قبل أن يستطرد: "ولكنهم نسوا النامة؟!" وعندما سألته عن النامة، قال ضاحكًا: "رخصة المرا"!

أما الحب، كما نعلم جميعًا كلمة عربية يرى علماء النفس أنها أشد عواطفنا تعقيدًا وأكثرها شغلاً للبال. مجالاتها متعددة للغاية: حب الله، وحب الوطن، وحب الوالدين، وحب الأم، وحب المال، وحب السلطة... غير أن الإحساس الحقيقي بحب الجنس الآخر يكون الأكثر جموحًا لأنه يجمع بين الذل والكبرياء، بين الاعتداد بالنفس والاستسلام لذات من يحب، مع مقدرة هائلة على التوفيق بين عنف الشعور ورقته، بين بركان الرغبة والمتعة، وبين الحنو والخوف والامتثال لأوامر ونواهي البيئة الحاضنة للمحبين.

ماذا لو استبدلنا، في ليبيا، ذيول الفئران، بالرصاص وطلبنا من العرسان الليبيين أن يسلموا 250 رصاصة حية، أو مسدس أو كلاشنكوف، رسومًا لعقد الزواج؟

الحب يأمر فيطاع. أمر الحب في إندونيسيا، مثلاً، كان بالزواج الشرعي، فأمتثل المحب، ولكن المأذون في مدينة (أندرامايو) الإندونيسية أمر بضرورة أن يأتي العريس بعدد 25 ذيل فأر!! تنفيذًا لمرسوم صدر بهذا الشأن، كوسيلة لمحاربة الفئران، والقضاء عليها لأنها كثرت في تلك المدينة، فنفذ العروسان مرسوم الحب هذا! فترى العريس، وهو في طريقه إلى عقد القران، ممسكًا عروسه بيده اليسري، لتكون قريبة من قلبه، فيما تتدلى ذيول الفئران من يده اليمني !!

الحب، إذن، فعال في حل القضايا المعقدة، وفاعليته، أحيانًا، أكثر من فاعلية القوة. فماذا لو استبدلنا، في ليبيا، ذيول الفئران، بالرصاص وطلبنا من العرسان الليبيين أن يسلموا 250 رصاصة حية، أو مسدس أو كلاشنكوف، رسومًا لعقد الزواج؟  أو (أر.بي. جي) رسومًا لعائلة تود أن تزوج اثنين من أبنائها معًا، أو تطلب دبابة، إن كان العريس يريد أن يعقد على أربعة في آن واحد!؟

الأعراس، والحمد لله، لم تتوقف منذ ثورة 17 فبراير، والرصاص والموت أيضًا! والإحصائيات تؤكد أن الموتي ليبيون في عنفوان الشباب، ولو استمر هذا الحال، سنصبح دولة من دون شباب، دولة عواجيز.. ومعاقين ! فلو جعلنا رسوم الزواج سلاح، ورسوم الطلاق سلاح، والدمغة رصاصة، ورسوم جواز السفر صاروخ أرض-أرض. سوف نجمع السلاح  بالحب، وسوف نصدر منه إلى روسيا ذاتها.. وسوف نستقبل ثوار العالم ببناتهم ليتزوجن وفق شريعة سمحة تحفظ حقوقهن، فيما يؤسس ثوار العالم كتائبهم بسلاحنا المبعثر في كل مكان.. والفائض كفيل بتسليح جيشنا وجيش بوركينا فاسو.

لا بد من جمع السلاح أولاً، إن كنا فعلاً ننوي بناء دولة.. دعونا نفكر في وسيلة فعالة في تنفيذ هذه المهمة. إن نجحنا في ذلك سوف تقوم الدولة، وإن لم ننجح في ذلك، سوف نعود إلى مربع المجلس الانتقالي المؤقت، أو المؤتمر الوطني العام.

كان بمقدور الناتو أن يجمع السلاح في سبعة أيام، لو أنه قرر ذلك! ولكن يبدو أن هناك من فكر جديًا في أن ما نسبته من 65 إلى 75% من تعداد دول العالم الثالث شباب، في حين أن النسبة ذاتها هي تعداد سكان أوروبا من الكهول.. فانتبه الحكماء إلى أن السلاح المبعثر كفيل بتعديل هذه النسبة! والأمر لا يحتاج إلى كثير من العناء.

فكروا فقط فمن سقطوا بالرصاص في ليبيا منذ اندلاع ثورة 17 فبراير؟ وستنتبهون أن جلهم من شباب ليبيا، أعمارهم ما بين 19 سنة إلى 30 سنة! فهل من إحصائية دقيقة تخبرنا بعددهم؟ لا أعتقد ذلك؟ وليس بمقدور أحد أن يقلل من عددهم المتزايد إلاّ جمع السلاح بأية وسيلة ممكنة. إن تعذر ذلك فأبشروا بمجتمع من كهول سوف يكون شبابه ما بين 50 و70 عامًا!

لا بد من جمع السلاح أولاً، إن كنا فعلاً ننوي بناء دولة.. دعونا نفكر في وسيلة فعالة في تنفيذ هذه المهمة. إن نجحنا في ذلك سوف تقوم الدولة، وإن لم ننجح في ذلك، سوف نعود إلى مربع المجلس الانتقالي المؤقت، أو المؤتمر الوطني العام.. وحكايات الملابس الداخلية.. والخطف والاقتحام، وإصدار القرارات تحت تهديد السلاح، ولعبة الروليت الروسي!

اجعلوا رسوم النامة دبابة، والرخصة مدفع هاون، وجواز السفر صاروخ سكود، والدمغة رصاص حي.. وهي كما ترون أسهل بكثير من الجري وراء ذيول الفئران، التي ليست بكثرة (القناطش) في بلادنا العجيبة.