Atwasat

الطبيعة بيئة للتعلّم في بلجيكا بسبب المدارس الخارجية

القاهرة - بوابة الوسط السبت 23 مارس 2024, 03:53 مساء
WTV_Frequency

ينهمك أطفال يجلسون القرفصاء في تكوين أشكال هندسية على مساحة من العشب الأخضر قرب إحدى الغابات، وبالأغصان التي جمعوها قبل ذلك بقليل من تحت الأشجار، لا بالقلم والمسطرة، يرسمون مستطيلاً وخماسياً ومسدساً.

في هذا المرج الكبير الواقع على بعد عشر دقائق مشياً من مدرسة بلدة فيزان ضمن نطاق مدينة أندين بوسط بلجيكا، كان 25 تلميذاً يتابعون صباح ذلك اليوم حصة مادة الهندسة وفق مفهوم «المدرسة الخارجية».  وفق وكالة «فرانس برس».

ويشكّل هذا المفهوم توجها تعليمياً تسعى منطقة والونيا الناطقة بالفرنسية في بلجيكا إلى تطويره منذ أزمة جائحة كوفيد، معتمدة في هذه المهمة على شبكة من الجمعيات التي تدرّب وتدعم المعلمين في هذا النوع الجديد من التعلّم في الهواء الطلق، وسط الطبيعة.

وكان معلّم تابع لإحدى هذه الجمعيات الشريكة يتولى الإشراف على الدرس يومها في هذا الفصل الفريد من نوعه في المرج لتلاميذ الصفين الخامس والسادس الذين تراوح أعمارهم بين 11 و12 عاماً. 

توقعات طقس المشاعر
وطلب المعلّم من التلاميذ تشكيل حلقة جلوساً لكي يتسنى له الاستماع إليهم وهم يعرّفون عن أنفسهم ويتمكن من تسجيل «توقعات طقس المشاعر».

وقبل أن ينفرط عقد الدائرة لتبدأ النشاطات الصفّية، يذكّرهم ببعض القواعد الأساسية للنشاط الخارجي، ,أبرزها «احترام الكائنات الحية» وعدم اقتلاع النباتات.

واستغرقت الحصة نحو ساعة ونصف ساعة، وانتهت عند تقديم التلاميذ الموزعين على مجموعات رباعية الإنشاءات الهندسية أو حساباتهم الجبرية، أو غيرها من مسائل الرياضيات التي صممها لهم معلّمهم بما يتناسب مع هذا الإطار التعليمي المميز، الكائن وسط الطبيعة.

وشرحت المعلّمة جولي أوبو أن إعطاء التلاميذ الحصة في الهواء الطلق «يتيح العمل على المواد بطريقة مختلفة».

مخاوف من الازدياد المتسارع في نسبة التعليم المنزلي في بريطانيا
حافلات متنقلة لتعليم أطفال دمّر الزلزال مدارسهم في شمال غرب سورية
مدرّس بوليفي يجوب المناطق الوعرة على دراجته الهوائية لتعليم التلاميذ

ولاحظت أن «الأطفال يرغبون في ذلك، إذ أن الأزمة الصحية دفعتهم إلى المكوث طويلاً أمام شاشاتهم وحرمتهم الخروج بشكل كافٍ»، مشيرة أيضاً إلى صعوبات التركيز في الفصل حيث «يُضطرون إلى الجلوس لساعات».

وبابتسامات عريضة، يعبّر الأطفال عن تأييدهم هذا التوجه. ويقول تيميو «نستنشق بعض الهواء، ونمرح». وترى أناييس أن «البقاء في الخارج أكثر متعة»، وأضافت «نحن أكثر حرية».

وتؤكد السلطات أن أزمة كوفيد وما استتبعته من قيود صحية بين عامي 2020 و2022 كانت بمثابة محفّز لهذه الأساليب التربوية التي توصف بأنها «خارجية»، واختبرتها لمدة عامين نحو 500 مدرسة والونية، وخصوصاً دور الحضانة والمدارس الابتدائية.

وقالت وزير البيئة الوالونية سيلين تيلييه لوكالة فرانس برس «في نهاية الحَجر، لاحظنا أن ثمة نقصاً في الأشخاص المدرّبين على هذا الأسلوب التعليمي، رغم الطلب القوي جداً من المدارس، فعملنا على هذه النقطة بالذات».

ومديرة مدرسة فيزان ساندرين دامسين من بين المتحمسين لهذه الطريقة.

وقد فتحت باب مدرستها واسعاً لجمعية (Empreintes) وتبنت خطابها عن أهمية الارتباط بالطبيعة.

وتقول دامسين «في الطبيعة، يستخدم الأطفال كل حواسهم... اللمس والنظر والسمع والشم. يكونون منتبهين أكثر، ويختبرون ما يتعلمونه بأنفسهم، وبالتالي يحفظونه بشكل أفضل».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاستئناف يؤيد حكم السجن 20 عاما في حق آر. كيلي المدان باستغلال الأطفال لأغراض إباحية
الاستئناف يؤيد حكم السجن 20 عاما في حق آر. كيلي المدان باستغلال ...
واشنطن تُرجئ قرار حظر سجائر المنثول
واشنطن تُرجئ قرار حظر سجائر المنثول
بسبب ملامحها.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر عبر الانترنت
بسبب ملامحها.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر...
مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة
مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم