لاحظ عديد الأشخاص أن الحجارة الملساء في قاع نهر واي، الذي يمتد على مسافة 250 كيلومترا من منبعه في وسط ويلز حتى مصب نهر سيفرن بالمملكة المتحدة، أصبحت «لزجة»، كما انخفضت أعداد الطيور والحشرات، والأسماك أصبحت أصغر، بحسب وكالة «فرانس برس».

 لكن الأمر الأكثر لفتا للانتباه كان اختفاء الحوذان المائي، (وهو نبات مزهر كان يملأ النهر)، واعتقد السكان بداية أن محطة معالجة مياه الصرف الصحي القريبة هي المسؤولة عن ذلك، لكن نظرا إلى أنه لم يتغير شيء في طريقة تشغيلها، استنتجوا في نهاية المطاف أن المشكلة تكمن في مكان آخر. 

واستندوا إلى دراسة تسلط الضوء على العدد الكبير من مزارع الدواجن التي ظهرت على طول النهر في السنوات الأخيرة،

وضع النهر آخذ في التدهور
ألقى الناشط البيئي بات ستيرلنغ زجاجة بلاستيك مربوطة بحبل لأخذ عينات من المياه، سعياً لإنقاذ النهر من كارثة بيئية، وقال ستيرلنغ «وضع النهر آخذ في التدهور. ما سيحصل تاليا هو موته جزئيا ثم سينتهي به الأمر ميتا تماما».

- رسالة طمأنة من الشركة المشغلة لـ«فوكوشيما النووية» بعد تصريف مياهها في المحيط
- دراسة تكشف موعد زوال نصف الأنهر الجليدية في العالم
- نظام جديد عملاق يهدف لإنهاء تلويث نهر التايمز في لندن

بدأ ستيرلنغ يركز على هذه المشكلة بعد الإبلاغ عن حادث تلوث في النهر، واكتشف «رائحة فظيعة» و«مادة مقرفة» في المياه، وسمحت العينات بتحديد مواد آتية من مزرعة قريبة.

يقوم 250 شخصا آخر بالأمر نفسه لاختبار نوعية المياه، ويعتقد هؤلاء المتطوعون أنه بعد تجاهلها لسنوات، ساهمت بياناتهم أخيرا في الإقرار بوجود مشكلة تلوث في النهر ناجمة بشكل أساسي عن السماد من مزارع الدواجن المحلية.

وبحسب ستيرلنغ والناشطين الآخرين، يوجد 20 مليون طائر في مزارع المنطقة، موزعة في أكثر من 760 وحدة، ويرسل الدجاج إلى مصنع الأغذية الزراعية المحلي الذي تديره مجموعة «أفارا فودز»، وهي الشركة التي تزود  متاجر «تيسكو» في المملكة المتحدة.

مستويات عالية من الفوسفور
يحتوي السماد الذي تنتجه حظائر الدواجن على مستويات عالية من الفوسفور الذي يؤثر بكميات زائدة على نوعية المياه، ومع ذلك، فإن السماد المنتشر على الأراضي الزراعية ينتهي به المطاف جزئيا في النهر.

والعام الماضي، قال العالم من جامعة لانكستر للنواب البريطانيين بول ويذر، «إن مستويات الفوسفور في نهر واي كانت "أعلى بنسبة 60% تقريبا من المتوسط الوطني».

وفي مايو، قررت هيئة «نايتشرل إنغلاند» التي تقدم المشورة للحكومة، تصنيف المجرى المائي على أنه نهر في حالة «تدهور».

لكن بالنسبة إلى ستيرلنغ، فإن هذه الهيئة لم تتحرك إلا بسبب ضغوط من ناشطين و«علماء مواطنين» مثله. وأضاف «لم تكن لتفعل شيئا لو لم نشارك في إجراء الاختبارات ويجب على السلطات الآن التحرك بشكل عاجل.

حظر بيع السماد في منطقة النهر
ما زالت هناك بعض المؤشرات الإيجابية، على الرغم من ذلك ففي رسالة إلى المزارعين هذا الشهر، قالت مجموعة «أفارا فودز» إن العقود ستُعدَّل بحيث لا يكون ممكنا بيع السماد في منطقة تجمع مياه النهر.

وأوضحت أن الهدف هو التأكد من أن «سلسلة التوريد لدينا لم تعد جزءا من المشكلة بحلول العام 2025»، وقالت «أفارا فودز» لوكالة «فرانس برس»، إنها تدرك التأثير المحتمل لنشاطاتها.

رد المجموعة جاء بعد صدور قرار قضائي في الولايات المتحدة ضد شركة الأغذية العملاقة «كارغل» ومجموعات أخرى منتجة للدواجن، بعد التأكد من مسؤوليتها عن تدهور نهر إلينوي، على حد قول ستيرلنغ.

في الوقت الحالي، سيواصل ستيرلنغ وفريقه من المتطوعين اختباراتهم على أمل إحداث تغيير جذري وإنقاذ النهر.