Atwasat

المراحيض البدائية خطر يهدد تلاميذ جنوب أفريقيا

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 06 يوليو 2023, 08:33 صباحا
WTV_Frequency

يعجز أوراتيل ديلوان عن التعبير بوضوح. لكن ندبة كبيرة تظهر على جمجمته عند نزع قبعته، إذ لا يزال هذا الفتى ذو السنوات الاثنتي عشرة يتعايش مع آثار حادثة سقوط تعرض لها في المراحيض البدائية بمدرسته في منطقة ريفية بجنوب أفريقيا، وفق تقرير حديث نشرته وكالة «فرانس برس».

لوح خرساني، وفجوة بسيطة في أعلى حفرة بعمق ثلاثة أمتار ليقضي فيها السكان حاجتهم. لا تزال المراحيض البدائية مستخدمة بشكل شائع في المناطق النائية والمحرومة من جنوب أفريقيا، البلد الذي يسجل الهوة الاجتماعية الأوسع بين السكان على صعيد العالم، حسب تصنيف البنك الدولي في العام 2022.

وحسب الوكالة الفرنسية، فإن هذه المراحيض «الموروثة من حقبة الفصل العنصري»، والتي تثير تنديداً واسعاً، لكونها تتسبب في حوادث خطيرة، تشكّل علامة على الفوارق التي لا تزال مستعصية في المجتمع المحلي، بعد 30 عاماً من نهاية النظام العنصري، وفق سيبوسيسو خاسا، من منظمة العفو الدولية.

3300 مدرسة في جنوب أفريقيا تستخدم المراحيض البدائية
لا يزال أكثر من 3300 من أصل 23 ألف مدرسة حكومية في البلاد مزودة بهذه المراحيض، حسب أرقام رسمية. لكن الافتقار إلى البنية التحتية اللائقة هو أيضاً نتيجة فشل الحكومات المتعاقبة في ضمان حقوق متساوية للجميع، وفق خاسا.

وقد قطعت الحكومة وعوداً كثيرة في هذا الاتجاه. ففي العام 2018، أعلن الرئيس سيريل رامافوزا تخصيص نصف مليون دولار للاستغناء عن المراحيض ذات الحفرة في غضون عامين. وفي الآونة الأخيرة، وضعت وزيرة التعليم أنجي موتشيكغا إطاراً زمنياً جديداً لهذه الغاية يحدد المهلة بالعام 2025. وقال خاسا: «عدم الالتزام بالمواعيد النهائية التي يحددونها مؤشر صارخ على غياب الإرادة السياسية».

في المدرسة الابتدائية بقرية كانانا، على بُعد 180 كيلو متر شمال غرب جوهانسبرغ، استُبدلت بالمراحيض ذات الحفرة أخرى حديثة منذ حادثة أورايل. وتشير والدته ريفيلوي ديلوان (46 عاما) لـ«فرانس برس» إلى أن الحادثة تسببت في «كدمات وتورم في الرأس» لدى ابنها الذي نجا بأعجوبة.

الحادث «قتل طفلي»
تستحضر الأم بابتسامة حزينة ذكرى طفلها حين كان لا يزال مفعماً بالحيوية وبصحة جيدة. وتقول: «كان يمكن أن يصبح الرئيس المقبل». وتضيف باكية أن الحادث «قتل طفلي».

يعاني أوراتيل اليوم استسقاء في الرأس، وهو اضطراب يعطل وظائف المخ، ويعاني أيضاً الصرع والتوحد. وقد خضع لعملية جراحية في العام 2018، لكنه لا يزال يعاني فقداناً في الذاكرة.

فهذا الطفل لا يستطيع تذكر عمره، مع ذلك يستذكر ما حدث له قائلاً: «سقطت في المرحاض، وجاء حارس المدرسة ليُخرجني». حاملاً دباً قماشياً بين ذراعيه، يظهر التوتر على أوراتيل، إذ يمشط المنزل ذهاباً وإياباً، يتحدث إلى نفسه، ويضحك أحياناً. يقود إيمانويل مانتلاتي شاحنة صغيرة، يبطئ سرعته في الشارع المغبرّ. يطلق بوق مركبته، ويلوّح في وجه الصبي الصغير الذي اعتاد نقله إلى المدرسة صباح كل يوم.

حوادث متكررة لضحايا جراء المراحيض البدائية
في مارس، توفيت فتاة تبلغ أربع سنوات في حفرة مرحاض في جنوب البلاد. وفي أبريل، توفيت فتاة أخرى دون الثانية من العمر في الظروف عينها بفناء منزل في إقليم آخر.

في السنوات الأخيرة، رفعت مجموعات حقوقية دعاوى قضائية ضد الحكومة. وفي العام 2019، حكمت عليها محكمة بدفع ما يقرب من 75 ألف دولار لعائلة مايكل كوماب، الذي توفي إثر سقوطه في مرحاض العام 2014، حين كان عمره خمس سنوات.

وتقول ليبوغانغ ليبيث (48 عاماً)، وهي أم لأربعة أطفال للوكالة الفرنسية: «نحن خائفون على أبنائنا»، مضيفة: «عندما نترك أطفالنا في المدرسة، نعتقد أنهم بأمان. حصول حوادث مماثلة أمر مدمر».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاستئناف يؤيد حكم السجن 20 عاما في حق آر. كيلي المدان باستغلال الأطفال لأغراض إباحية
الاستئناف يؤيد حكم السجن 20 عاما في حق آر. كيلي المدان باستغلال ...
واشنطن تُرجئ قرار حظر سجائر المنثول
واشنطن تُرجئ قرار حظر سجائر المنثول
بسبب ملامحها.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر عبر الانترنت
بسبب ملامحها.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر...
مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة
مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم