Atwasat

سلوفينيا جنة المنقبين عن الكهوف

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 16 أغسطس 2021, 03:46 مساء
WTV_Frequency

اكتشف المتقاعد السلوفيني لودفيك هوسو المولع بسبر أغوار الأعماق الطبيعية، على مدى نصف قرن الكثير من المغاور بمنطقة كارست الخلابة حيث رُصدت أولى حيوانات الكهوف في العالم قبل حوالى قرنين.

وسبق وضع خرائط لأكثر من 14 ألف كهف في هذا البلد الواقع في وسط أوروبا، وهو صغير بالحجم (20 ألفا و300 كيلومتر مربع) لكنّه يحوي شبكة استثنائية من المغاور والكهوف. ويقول الرجل الستيني لوكالة «فرانس برس»: «أعلى حظوظ للوقوع على موقع غير مستكشف هي في الشتاء»، عندما تكون درجات الحرارة الخارجية أدنى من تلك الموجودة تحت السطح؛ مما يؤدي إلى تصاعد الهواء الساخن. وفي الآونة الأخيرة، اكتشف لودفيك هوسو كهفا بعمق 60 مترا وأطلق عليه اسم ابنه ماتيي.

عالم جديد
وبدفع من «الفضول» الذي لا ينضب لديه، يهوى لودفيك هوسو مسح هذه الأراضي المليئة بالمفاجآت، على الحدود مع إيطاليا، وعيناه مثبتتان على الأرض بحثا عن مؤشرات لوجود كهوف.

ويشبه وضع يديه في مكان مجهول ليحفر ثم ينزل مجهزا بحبال ومصابيح أمامية بالنسبة لهوسو التنقيب عن الكنز. فمن يدري ما الذي تكتنزه الأرض منذ آلاف السنين؟

ويحفر شغف مليوني سلوفيني باستكشاف المغاور عميقا في التاريخ، إذ إن يمكن زيارة فيلينيكا، أقدم كهف في أوروبا، في هذا البلد منذ العام 1633.

كما تضم سلوفينيا أطول كهف في القارة وهي شبكة بوستونيا الممتدة على أكثر من 24 كيلومترا. واكتُشفت هذه الشبكة العام 1818، حين كانت سلوفينيا تحت سيطرة أسرة هابسبورغ، بفضل عامل الإنارة لوكا تشيتش المسؤول عن إعداد الإضاءة لزيارة الإمبراطور النمسوي فرانتس الأول. وهو صاح حينها «ثمة عالم جديد هنا، هناك جنة هنا!».

وفي وقت لاحق، وجد لوكا تشيتش في المكان «أول حيوان كهفي، وهي خنفساء من نوع +ليوبتوديروس هوشنوارتي+»، بحسب ما يوضح المرشد ستانيسلاف غلازار.

مهمة لرواد فضاء
وبات يُعلم أن هذا المهد لعلم الأحياء هو موطن لأكثر من 150 نوعا، بينها جنس شهير من ثعابين البحر تشبه «صغار التنانين» بشكلها الطويل وخطمها المربع ولونها الوردي.

هذا الحيوان المائي «يمكن أن يعيش ما يصل إلى 100 عام، ويصل طوله إلى ما بين 25 و35 سنتيمترا كما يستطيع الصمود من دون طعام لمدة 12 عاما تقريبا. إنه أمر رائع»، وفق غلازار الذي يستفيض في الشرح عن الموضوع.

وشهدت بوستونيا أيضا أول قطار سياحي تحت الأرض العام 1872، والذي يشق طريقه بين الكثير من «الركائز وصواعد الكهوف والنوازل والأروقة».

من الممرات السرية المتصلة بقصور، إلى موقع لتسليم جائزة أدبية، مرورا بحفلات موسيقية كلاسيكية أو حتى مباريات في كرة السلة.. ترضي كهوف سلوفينيا الأذواق والاهتمامات كافة، وهي استحالت نقطة جذب سياحي.

كما أن الرواد في وكالة الفضاء الأوروبية يعيشون مغامرات من خلال دخول هذه الأماكن الضيقة.

ويقول توماز زورمان المسؤول عن مغارات سكوكجان المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث إن هذا الموقع يشكل نقطة تدريب «استثنائية» لرواد الفضاء وهو استضاف مهمة من هذا النوع العام 2019. ويشير إلى أن البيئة التي تتمتع بها منطقة كارست السلوفينية «تشبه بالضبط ما يمكن أن يكون عليه الفضاء: فهي بيئة غير معروفة لا نعلم فيها ما يمكن توقعه في المرحلة التالية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وول ستريت جورنال» تنقل مقرها الإقليمي من هونغ كونغ إلى سنغافورة
«وول ستريت جورنال» تنقل مقرها الإقليمي من هونغ كونغ إلى سنغافورة
مزارعو القطن في جنوب تشاد بين سندان المناخ ومطرقة السياسة
مزارعو القطن في جنوب تشاد بين سندان المناخ ومطرقة السياسة
متطوعون ينقذون حيوانات قرب بركان إندونيسي رغم حالة التأهب القصوى
متطوعون ينقذون حيوانات قرب بركان إندونيسي رغم حالة التأهب القصوى
إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين
إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات ...
الاتحاد الأوروبي يقر أول قانون لمكافحة العنف ضد النساء
الاتحاد الأوروبي يقر أول قانون لمكافحة العنف ضد النساء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم