كشفت شبكة «بلومبرغ» الأميركية عن اختلاس ما يساوي 64.6 مليون دولار من قيمة الأصول الليبية الموجودة في لندن، على يد المصرفي البريطاني المعين لإدارة تلك الأصول لتمويل نمط حياة مترف له ولعائلته.
وتبلغ قيمة الأصول الليبية في لندن 456 مليون جنيه إسترليني (800 مليون دولار»، وفق تقرير «بلومبرغ» نشرته أمس الجمعة.
وتقدمت مؤسسة «إف إم كابيتال بارتنرز» لإدارة الأصول، مقرها لندن، بدعاوى قضائية ضد فردريك مارينو واتهمته بـ«اختلاس» الأصول الليبية وسوء التصرف بها خلال فترة إدارته، إذ وافق على صرف مكافآت كبيرة في الفترة بين العامين 2009- 2014 وصرف أموال لأغراض شخصية وتسبب في خسارة نحو 64.6 مليون دولار من قيمة الأموال الليبية.
ووفقًا للأوراق الرسمية، التي اطلعت عليها «بلومبرغ»، استخدم مارينو الأموال الليبية في تنفيذ مشاريع لإعادة الهيكلة والإدارة ودفع رسوم لرحلات خاصة به، تتضمن استئجار طائرات هليكوبتر ورسوم إقامة في فنادق فاخرة، إذ دفع نحو 230 ألف دولار تكاليف إقامة في فندق «Lanesborough» بينها 42 ألف دولار رسوم ركن سيارته، مستغلاً الفوضى السياسية التي أعقبت إطاحة القذافي وغياب حكومة مركزية في ليبيا.
ووفقًا لـ«بلومبرغ»، ارتفع مرتب مارينو إلى 240 ألف دولار سنويًا ابتداء من مايو 2011، من 100 ألف دولار، وتلقى مكافآت تصل إلى نحو ثلاثة ملايين جنيه إسترليني، فضلاً عن مصاريف شخصية تصل إلى 225 ألف جنيه إسترليني خلال شهر يناير 2014 فقط، إلى جانب دفع أموال لزوجته وأحد أقاربه.
ومن جانبه قال مارينو إن «قرار الموافقة على زيادة راتبه ومكافآته جاء بالإجماع من قبل مجلس إدارة الشركة وبحضور ممثلين عن الحكومة الليبية».
ورفض محامي مارينو وكذلك محامي مؤسسة «إف إم» التعليق أو إعطاء مزيد من التفاصيل حول مجريات القضية.
وأُنشأت مؤسسة «إف إم» في يوليو 2009، بعد اجتماع عقده مارينو مع نائب الرئيس التنفيذي لمحفظة «ليبيا - أفريقيا» للاستثمار، التابعة لهيئة الاستثمار الليبية، عبدالفتاح شريف، وضعت الهيئة بعدها ما قيمته 800 مليون جنيه لأغراض استثمارية. وعقب قيام ثورة 2011، توقف المديرون الليبيون عن إدارة الأصول الليبية وتركوا لمارينو حرية التصرف في الأموال الليبية.
تعليقات