أبرزت الصحافة العالمية البريطانية والأميركية في متابعتها تطورات الأوضاع داخل ليبيا، خصوصًا تغطية مستجدات المعارك ضد تنظيم «داعش» مع تركيز انتباه المجتمع الدولي على تقدم التنظيم داخل المدن الليبية.

«داعش» والنفط
قالت جريدة ««وول ستريت جورنال» الأميركية في تقرير أعدته عن تنظيم «داعش» في مدينة سرت إن تقدم التنظيم داخل ليبيا دليل على قدرته على النمو والتكيف، مشيرة إلى أن لمدينة سرت أهمية خاصة له لقربها من حقول نفطية رئيسة ومصافٍ شرق ليبيا، فضلاً عن موقعها من السواحل الإيطالية، إذ يمكنه العبور منها إلى الاتحاد الأوروبي.

وأضافت أن قدوم عدد من مقاتلي التنظيم من سورية والعراق برفقة عائلاتهم دليل آخر على نية التنظيم التوسع داخل ليبيا وتقوية وجوده.

وأكدت الجريدة أن التنظيم استطاع استغلال الانقسامات الشديدة داخل ليبيا والاشتباكات بين الفصائل المختلفة لإنشاء معاقل له قرب شواطئ البحر المتوسط وقرب إيطاليا، لافتة إلى تحقيق التنظيم عدة انتصارات أمام جماعات مسلحة مختلفة بينها مصراتة.

وعن الأوضاع داخل المدينة، قالت الجريدة إن التنظيم يعجز عن توفير الضروريات الأساسية للسكان من وقود وكهرباء، مما دفع السكان لتهريب الوقود من خارج المدينة.

وخلت مراكز الصحية من الأطقم الطبية والأدوية ولهذا يضطر المرضى إلى السفر مسافات طويلة للحصول على العلاج، رحلة تستغرق وقتًا طويلاً بسبب نقاط التفتيش الصارمة التي أنشأها التنظيم.

ليبيا معقل «داعش» الأخير
ومن جانبها وصفت جريدة «يو إس إيه توداي» نهج تنظيم «داعش» في إنشاء قاعدة ثابتة له في ليبيا بـ«الخطير»، مع زيادة الحملة العسكرية ضده في سورية والعراق.

وأكدت الجريدة أنه سيكون من الصعب حشد قوات ضد تنظيم «داعش» دون وجود حكومة موحدة. وأضافت أن المخططات الأميركية لإعادة بناء ليبيا عقب ثورة 2011 فشلت وسط العنف والفوضى التي عصفت بالدولة.

فأكثر ما يقلق الحكومات الغربية هو تمكن التنظيم من توجيه مزيد من الموارد والمقاتلين إلى ليبيا، وفق ما ذكره الباحث في مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي فريدريك ويهري.

وقال الباحث في مؤسسة «جونز هوبكينز» دانيال سوير: «مستوى التزام واهتمام الولايات المتحدة بالأوضاع في ليبيا كان متوسطًا، فنحن نعتقد أن ليبيا مسؤولية أوروبا».
إجدابيا هدف «داعش» التالي
وأبرزت شبكة «سي إن إن» الأميركية تقريرًا لمجموعة مراقبة تابعة للأمم المتحدة، قالت فيه إن تنظيم «داعش» يضع مدينة إجدابيا ضمن أهدافه التالية داخل ليبيا، محذِّرة من «التواجد الكبير» للتنظيم، لكنها قالت إنه سيواجه عددًا من العقبات قد تحد من توسعه في المستقبل.

وأوضح التقرير أن التنظيم أنشأ خلية تابعة له تضم مقاتلين سابقين في تنظيم «أنصار الشريعة» داخل إجدابيا، وقدرت المجموعة أعداد مقاتلي «داعش» في سرت بثلاثة آلاف مقاتل.

وتحدث التقرير عن تمكن التنظيم من تأمين مصادر دخل ثابتة له داخل ليبيا تكفي لتمويل عملياته، مستبعدًا نجاح التنظيم في استغلال مصادر وآبار النفط مثلما فعل في سورية والعراق، وذلك لافتقاره إلى القدرة على تأمين وإدارة حقول النفط والمنشآت المرتبطة بها في ليبيا، وغياب سوق سوداء محلية لتهريب النفط، بالإضافة إلى بعد التنظيم عن أسواق النفط في المنطقة.

التدخل الأجنبي في ليبيا
ومن جانبها أوردت وكالة «سبوتنيك» الروسية تصريحات وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لجريدة «ذي إندبندنت» البريطانية، والتي قال فيها إن التدخل الأجنبي في ليبيا منع الليبيين أنفسهم من تبني حلول أكثر سلمية، مثل تلك التي اقترحها الاتحاد الأفريقي، وهو انتقال سلمي للسلطة، وبالتالي استفادت التشكيلات المسلحة من الفوضى التي أعقبت التدخل العسكري، محذرًا من أن التدخل العسكري الخارجي يهدد بزعزعة الاستقرار وزيادة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن «التدخل العسكري في ليبيا ن جزء من المشكلة وليس بداية الحل ويزيد الأنشطة الإرهابية».

وفيما يخص المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة أكد لعمامرة دعمه عمل المبعوث الأممي مارتن كوبلر، وقال إن الجزائر تريد دورًا أكبر لدول جوار ليبيا في المحادثات، مضيفًا: «دول جوار ليبيا هي الأقدر على فهم العادات والتقاليد والثقافة».
طائرات استطلاع فرنسية فوق سرت
وأورد موقع «ميدل إيست آي» الإعلان عن قيام مقاتلات حربية فرنسية بتنفيذ طلعات جوية للاستطلاع فوق المواقع التي يسيطر عليها «داعش» خلال شهر نوفمبر الماضي.

ونقل الموقع عن بيان صحفي إن طائرات نفذت مهمتين استطلاع فوق سرت وطبرق أواخر الشهر الماضي. وأضاف البيان: «نخطط للقيام بمزيد من الطلعات الاستطلاعية فوق ليبيا».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تقر فيها فرنسا بتنفيذ عمليات فوق مناطق «داعش» في ليبيا، وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قال: إن «ليبيا هي أكثر ما يقلقنا لأن (داعش) استطاع تثبيت وجوده مستغلاً الصراعات المحلية».

اجتماع روما عن ليبيا
أبرز موقع هيئة الإذاعة الأميركية «فويس أوف أميركا» الأنباء عن عقد مؤتمر دولي عن ليبيا في روما بإيطاليا لتعزيز اتفاق السلام بين الفصائل الليبية، ومناقشة طرق مواجهة «داعش».

ونقل الموقع عن وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إن «إيطاليا تعمل على جمع المجتمع الدولي معًا لإعطاء دفعة للعملية السياسية، والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة داخل ليبيا»، ومن المتوقع أن يضم المؤتمر حكومات دول إقليمية، وأن يقام في 13 ديسمبر الجاري.

وتخشى الدول الأوروبية من استغلال «داعش» أزمة الهجرة غير الشرعية في الوصول إلى أوروبا.