رصدت «بوابة الوسط» جانبًا من الحياة اليومية لحرس المنشآت النفطية المتمركزين في جبهة السدرة فيما يُعرف بمنطقة الهلال النفطي، خلال الساعات التي يتوقف فيها إطلاق النار وتهدأ جبهة القتال.
عند أول بوابة استيقاف في اتجاه السدرة وقف مقاتلون تابعون لحرس المنشآت النفطية يحملون أسلحة خفيفة، ويشيرون للسيارات التابعة لهم بالعبور، وعند عبور البوابة، بدت عشرات السيارات رباعية الدفع وشاحنات تحمل حاويات ضخمة.
حصص الحياة اليومية
وقال سائق السيارة عن سبب وجود الشاحنات الكبيرة: «أغلبها قوافل مساعدات من القبائل يتم تجميعها داخل مخازن، ومن ثم توزع هذه المساعدات على شكل حصص يحتاج إليها أفراد حرس المنشآت النفطية في معيشتهم اليومية، مثل الحليب المجفف والشاي والسكر والأرز والدقيق، وبعض المساعدات توزع أسبوعيًا خاصة عندما يتعلق الأمر بالخضراوات، والمواد القابلة للتلف التي لا يمكن الاحتفاظ بها طويلاً خارج البرادات الكبيرة».
ظلال المنازل كانت تبدو من بعيد مثل أشباح كبيرة تظهر تم تختفي مع اهتزاز السيارة، وأخيرًا توقفت السيارة أمام خيمة صغيرة منصوبة فوق تلة (يسمونها قارة)، قال عنها السائق: «هذه آخر نقطة لتواجد حرس المنشآت النفطية، ولا تبعد عن بلدة بن جواد سوى عشرين كيلومترًا».
شواء وتنور وأغانٍ وطنية
قدم لنا آمر الاستطلاع نفسه، وهو رجل هادئ قليل الكلام، ثم دلفنا إلى داخل الخيمة التي حوت عددًا من أفراد المنشآت النفطية، وكانت أدوات القهوة والشاي جاهزة والنقاش لا يرسى على موضوع واحد، ومع هدوء الليل خيّم الصمت على المكان الذي تلفه الظلمة من كل ناحية، ومع البرد انقطع نباح الكلاب، ولا سبيل للتدفئة أو الطبخ وصناعة الخبز سوى الاعتماد على حطب نبات السدر والطلح والرتم والرمث الذي يتم تجميعه خلال النهار.
وتنبعث رائحة الشواء الطازج في المكان، وإعداد خبز التنور الطيني وغيره من الأكلات الشعبية، وهو ما يؤكد كلمات الجنود أنّهم لا يكترثون لقوات «فجر ليبيا»، ويبدأ أحدهم في استغلال الوقت الذي تبقى على نضوج اللحم في تنظيم وترتيب مكان الأكل على نغمات الأغاني الوطنية.
تعليقات