"الميلشيات المسلحة تقوض الجهود الليبية لتحسين ظروف السجون"، هكذا وصف ناصر الهواري، رئيس منظمة ضحايا حقوق الإنسان ومؤسس المرصد الليبي لحقوق الإنسان، الوضع الحالي بليبيا، مضيفًا أن السجناء يتعرضون للتعذيب إذا ما وقعوا في أيادي هذه الجماعات المسلحة غير المقننة، فيما اعتبر أن التعذيب في السجون الليبية حاليًا يتجاوز بمراحل ما كان عليه الحال في عهد النظام السابق.

وشدد على أن أغلب المحاكمات تفتقد لضمانات المحاكمة العادلة، وأن السجناء فى ليبيا يعيشون في ظروف اعتقال صعبة للغاية، بسبب سيطرة المليشيات على السجون، حيث اتخذت هذه المليشيات من التعذيب وسيلة مثلى وسريعة لانتزاع الاعترفات من السجناء بطريقة لقي عشرات السجناء حتفهم إثرها، بينما أصيب البعض الآخر بعاهات وإعاقات، حسب هواري.

وأضاف هواري أنه بصفته رئيسا لمجلس إدارة منظمة ضحايا حقوق الإنسان رأى ما قال إن "الأقلام تعجز عن وصفه".

وانتقد هواري علاقة وزارة العدل بالسجون موضحا أنه تم وضع بعض السجون بصفة صورية تحت إدارة الوزارة لكن السيطرة الفعلية لمدراء السجون والمجالس العسكرية للمدن التي تقع السجون فى نطاقها. وقال إن زير العدل الحالي، صلاح المرغني، بذل العديد من المحاولات والجهود لكن رفض ومراوغة قادة المليشيات والقائمين على السجون حال دون إتمام ما سعى ويسعى إليه.

تصفية الحسابات
أكد هواري أن المليشيات هي التي تتولى حراسة السجون وإدارتها، موضحا أن الكثير ممن يقومون بإدارة هذه السجون كانوا معتقلين سابقين أيام الحقبة القذافية، لذا فهم يقومون بتصفية حسابات مع قيادات نظام القذافي وجنوده.

 ناصر الهواري: عناصر المنظمات الحقوقية ملاحقون من قبل الميليشيات وبعض قادة السجون بسبب نشر انتهاكاتهم

"أغلب هذه الميلشيات تنتمي للتيار الإسلامي المتطرف، وبعضها ينتمي لعصبيات قبلية كما في مدينة الزاوية ومدينة مصراتة ومدينة زليتن"، على حد قول هواري، الذي أكد أن هذه المليشيات لا تتعاون مع المنظمات الحقوقية، بل "نحن ملاحقون ومهددون بالقتل من قبل المليشيات وبعض قادة السجون بسبب قيامنا بفضح ونشر الانتهاكات والتجاوزات".

وأضاف: "يجب أن تخضع كل السجون لإدارة وزارة العدل حتى تتوفر فيها المعايير الدولية لإدارة السجون، وأن تتمكن المنظمات الحقوقية المحلية والدولية من الزيارة الدورية للسجناء للوقوف على أحوالهم والاستماع لشكاواهم، وإخضاع القائمون على السجون لدورات تأهيلية ونفسية حتى يستطيعوا التعامل مع السجناء بآدمية".

وعن دور منظمة ضحايا حقوق الإنسان في التعاطي مع أوضاع السجون، قال هواري: "قمنا بتوثيق عشرات الحالات من الانتهاكات وأصدرنا ثلاثة تقارير، ونظمنا مائدة مستديرة حول التعذيب في السجون الليبية".