Atwasat

جوناثان واينر: حل الأزمة السياسية في ليبيا مفتاح صد التوغل الروسي في أفريقيا

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام السبت 22 يونيو 2024, 02:53 مساء
WTV_Frequency

قال المبعوث الأميركي السابق إلى ليبيا، جوناثان واينر، إن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدأت أخيرا في الانتباه إلى حجم التوغل الروسي في ليبيا وأفريقيا عبر ما بات يعرف بـ«الفيلق الأفريقي»، وبدأت في الاستعداد للرد عن طريق تكثيف المشاركة داخل ليبيا.

ويؤكد واينر، في مقال نشره معهد الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، أنه دون إرساء الاستقرار في ليبيا، وتوحيد الحكومة المنقسمة، وتشكيل هيكل أمني موحد لن تستطيع القوى الغربية صد التوغل الروسي في القارة الأفريقية، مشيرا إلى أهمية ليبيا في استراتيجية موسكو للتوغل في القارة السمراء، واعتبرها محورا رئيسيا في نجاح المساعي الروسية المستقبلية.

وقال: «أدرك الرئيس فلاديمير بوتين مبكرا أهمية القارة الاستراتيجية، واستغل فرصة غياب الغرب، واستخدم أدوات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية لإبرام شراكات مع أمراء الحرب في ليبيا والقيادات العسكرية بدول منطقة الساحل».

وبعد أربع سنوات من القمة الروسية – الأفريقية الأولى، تساءل واينر ما إذا يستطيع «ناتو» صد النفوذ الروسي، الذي وصفه بـ«الخبيث»، ومواجهة تيار «الديكتاتوريات والانقلابات العسكرية ومنتهكي حقوق الإنسان في أفريقيا، أم سيظل النفوذ الروسي دون عوائق، مما يعني مزيدا من انعدام الأمن والصراعات».

«ناتو» يتجه لصد التوغل الروسي في ليبيا
وأمام تنامي الدور الروسي في ليبيا وعديد الدول الأفريقية، لفت واينر إلى أن دول «ناتو» أخذت زمام المبادرة، وتوجهت لتنفيذ أول استراتيجية رسمية لجناحها الجنوبي، التي تشمل دول شمال أفريقيا، وبينها ليبيا. وقدم الحلف توصيات لمواجهة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن والإرهاب وغياب الاستقرار في المنطقة، تبدأ بتغير المناخ والمؤسسات الهشة وحالات الطوارئ الصحية وانعدام الأمن الغذائي.

وتبدأ استراتيجية «ناتو» بدعم العملية السياسية في ليبيا وجهود توحيد السلطة المنقسمة، وتشكيل جيش وطني موحد، واستعادة سيادة البلاد على كامل الحدود، إلى جانب تقديم المشورة بشأن بناء مؤسسات الدفاع والأمن.

كما تقترح الاستراتيجية أن يدعو الحلف المزيد من الشخصيات والقادة من أفريقيا لحضور مؤتمرات قمة «ناتو»، وتعزيز الثقافة الإعلامية، فضلا عن إطلاق مبادرة «الحقائق من أجل السلام»، التي من شأنها توفير التعليم والتدريب للصحفيين الإقليميين والناشطين السياسيين.

وهناك حاجة كذلك، حسب المقال، لتمكين الحلف من القيام بأنشطة عسكرية عبر أفريقيا، ولا سيما في البلدان المستهدفة ذات الصلة لمواجهة أنشطة «الفيلق الأفريقي» الذي يقع تحت الإشراف المباشر من وزارة الدفاع الروسية.

غياب استراتيجية ملموسة لـ«ناتو» في ليبيا
وانتقد واينر الافتقار إلى أي إجراء ملموس من قِبل «ناتو» فيما يتعلق بليبيا، معتبرا أنه «أمر محير، خاصة أن موطئ قدم روسيا هناك كان أساسا لنجاح الكرملين في أنحاء أفريقيا».

وأضاف: «كما يتجلى في نشر المدمرات الروسية بمنتصف يونيو في الموانئ الليبية، حيث إن استخدام موسكو لليبيا في تطوير شبكة لوجستية عابرة للقارات بين الشمال والجنوب مستمر في النمو بكثافة».

- الخارجية الأميركية: قلقون من تفريغ سفن روسية معدات عسكرية في ليبيا
- تقرير فرنسي: الحدود الليبية منصة جديدة لتوسيع الإستراتيجية الروسية في المنطقة
- خبراء يحذرون: النفوذ الروسي في ليبيا يصل «مستويات خطيرة»

ويؤكد واينر أنه «لن يستطيع ناتو أو القوى الغربية التصدي للتوغل الروسي في ليبيا دون التصدي للمشكلة التي يفرضها الانقسام السياسي في ليبيا ونفوذ المجموعات المسلحة المتنافسة، وسيتطلب ذلك من الحكومات الغربية أن تتبنى استراتيجية حازمة وعاجلة ومركزة، لدعم إجراءات ملموسة واضحة لتوحيد ليبيا، وطرد القوات الأجنبية، سواء الروسية أو التركية أو غيرها».

واستطرد: «تلك أحد المجالات التي يمكن أن لناتو أن يقود زمام المبادرة بها، فالتخلص من الوجود العسكري الروسي في ليبيا يخدم بلا شك المساعي الغربية لمواجهة صعود الحكم العسكري في منطقة الساحل وانعدام الأمن وعدم الاستقرار الناتج عنه».

توغل روسي يبدأ من ليبيا
وأوضح واينر أن التوغل الروسي في أفريقيا على مدى العقد الماضي بدأ من ليبيا، التي تظل محورا أساسيا لنجاحه في المستقبل، وهو ما انعكس في موافقة موسكو على طباعة أكثر من عشرة مليارات من العملة الليبية المزيفة لمصلحة قائد قوات «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر.

وقال: «استخدم حفتر تلك المليارات، إلى جانب الدعم العسكري من مجموعة فاغنر، لتجنيد منتسبيه ودفع رواتبهم، والزحف ببطء للسيطرة على الساحل الشرقي للبلاد، قبل التحرك جنوبا. وقوبلت مساعي حفتر للسيطرة على طرابلس وسائر البلاد بمقاومة قوية من مصراتة ومدن الغرب، الذي حظوا بدعم عسكري تركي».

في الوقت نفسه، جرى نشر قوات «فاغنر» في السودان دعما للرئيس السابق عمر البشير مقابل حقوق التنقيب عن الذهب، ثم بدأت موسكو في توفير الدعم العسكري لطرفي القتال في الحرب الأهلية المشتعلة بالبلاد. ومن المتوقع أن يوافق قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، على صفقة تمنح روسيا قاعدة لوجستية بحرية تطل على البحر الأحمر مقابل توفير الكرملين الدعم العسكري والأسلحة له.

وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، منذ أواخر العام 2017، وفرت مجموعة «فاغنر» الأسلحة والخدمات الأمنية مقابل حقوق التنقيب عن الذهب والماس، وجرى بناء ما تصفه حكومة الولايات المتحدة بـ«شبكة أمنية وتجارية واسعة تعزز أنشطة روسيا المزعزعة للاستقرار على حساب سيادة جمهورية أفريقيا الوسطى».

وقد تسارع الوجود العسكري الروسي في أفريقيا بشكل أكبر بين عامي 2020-2023 في أعقاب الانقلابات العسكرية التي شهدتها مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وما أعقب ذلك من طرد للقوات الفرنسية والغربية الأخرى، لتحل محلها القوات الروسية.

ففي مايو الماضي، سمح المجلس العسكري في النيجر لعسكريين روس بدخول قاعدة «101» الجوية النيجرية التي تستضيف القوات الأميركية، قبل أن تسحب واشنطن منها قرابة ألف 1000 عسكري، كانوا ينفذون مهمة لمكافحة الإرهاب. ووُصف هذا التحول الاستراتيجي في نيامي بـ«المحرج»، وجاء كرد فعل مباشر على مساعي واشنطن لتثبيط العلاقات الوثيقة بين النيجر وموسكو.

وتتواصل المسيرة الروسية أيضا في تشاد التي استقبلت، حتى نهاية أبريل الماضي، 130 مدربا عسكريا روسيا بعد رحيل 75 مدربا أميركيا، مما يمهد الطريق لما وصفه معلقون بـ«محمية روسية» في البلاد.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
هل يقصد «الفيلق الأوروبي»؟.. مسؤول أميركي ينفي التخطيط لنشر قوات في ليبيا
هل يقصد «الفيلق الأوروبي»؟.. مسؤول أميركي ينفي التخطيط لنشر قوات ...
%18 من إجمالي اللاجئين في ليبيا سودانيون.. والكفرة وجهة أولى
%18 من إجمالي اللاجئين في ليبيا سودانيون.. والكفرة وجهة أولى
شاهد.. عون: مؤسسة النفط وراء عدم تعيين خريجي الهندسة
شاهد.. عون: مؤسسة النفط وراء عدم تعيين خريجي الهندسة
الدبيبة يبحث مع رئيس وزراء مالطا التعاون الاقتصادي وفي ملف الهجرة
الدبيبة يبحث مع رئيس وزراء مالطا التعاون الاقتصادي وفي ملف الهجرة
الكيلاني تشارك في مؤتمر «اقتصاد الرعاية الاجتماعية» العربي بالمغرب
الكيلاني تشارك في مؤتمر «اقتصاد الرعاية الاجتماعية» العربي ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم