Atwasat

جريدة روسية: نفوذ الكرملين في ليبيا و«المتوسط» يعتمد على الانتصار الشامل في أوكرانيا

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الأربعاء 12 يونيو 2024, 02:29 مساء
WTV_Frequency

ربط مقال نشرته جريدة «نوفايا غازيتا» الروسية المستقلة، ومقرها لاتفيا، بين مخرجات الحرب الروسية في أوكرانيا واستمرار النفوذ الروسي في ليبيا و منطقة البحر المتوسط ، مرجحًا أن تلجأ موسكو إلى تطبيق الاستراتيجية نفسها التي تتبعها داخل ليبيا في باقي المناطق التي تسعى لإنشاء موطئ قدم لها في شرق المتوسط.

وقال الباحث في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني، غالب دالاي، إن «التواجد البحري الروسي في ليبيا وشرق المتوسط يتوقف على قوة الأسطول في البحر الأسود، ولهذا فإن الحرب بأوكرانيا، التي تستنفذ الموارد الروسية، سيكون لها تأثير مضاعف».

وتمكَّن الرئيس فلاديمير بوتين من بناء تواجد قوي في شرق المتوسط بفضل إحكام السيطرة على البحر الأسود، ما مكَّنه من تحريك الأصول بين المنطقتين. ونتيجة لذلك، حسب المقال، اندمجت المنطقتان إلى فضاء جيوسياسي موحد، له ديناميكيات أمنية متشابكة بشكل متزايد.

موسكو تتجه لإعادة تحديد دورها في شرق المتوسط
ونتيجة لذلك، يشير الكاتب إلى عزم موسكو إعادة تحديد دورها في شرق البحر المتوسط ومنطقة البحر الأسود، لا سيما وأن الحرب في أوكرانيا قوضت قدرتها على استعراض النفوذ.

وقال: «بينما حافظ الكرملين إلى حد كبير على دوره في السياسة الإقليمية والعلاقات مع زعماء الشرق الأوسط، وهو ما يعتبره مظهرًا لمكانة بلاده كقوة عظمى، فإن الصراع الملتهب في أوكرانيا، إلى جانب حرب غزة، قد يغير في نهاية المطاف موقف روسيا».

ورأى أنه «دون تحقيق النصر الكامل في أوكرانيا، فمن المرجح أن يتراجع نفوذ روسيا في البحر الأسود والبحر المتوسط والشرق الأوسط بمرور الوقت».
 
تعميم استراتيجية الكرملين في ليبيا
ورجح الكاتب أن يلجأ الكرملين إلى تعميم الاستراتيجية التي يتبعها في ليبيا في باقي المناطق التي يتوق لتعزيز نفوذه بها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي استراتيجية ذات تكلفة منخفضة وتأثير استراتيجي كبير.

وقال إن «الحرب في أوكرانيا أجبرت الصناعة العسكرية في روسيا على التركيز بشكل أساسي على تلبية احتياجات الحرب بدلًا من تصدير الأسلحة إلى الحلفاء».

وأضاف: «بالنظر إلى أن تواجد روسيا العسكري ونفوذها في المتوسط يتوقف على قوة أسطولها في البحر الأسود، فإن تداعيات الحرب في أوكرانيا سيكون لها تأثير مضاعف على نفوذ ومكانة موسكو في المتوسط والشرق الأوسط في المستقبل القريب».

- دراسة تقارن بين «فاغنر» والفيلق.. استمرار الاستعانة بمرتزقة سوريين وإنشاء مركز تدريب روسي في بنغازي
- خبراء يحذرون: النفوذ الروسي في ليبيا يصل «مستويات خطيرة»

وأضاف: «عطلت الحرب في أوكرانيا ما يقرب من ثلث السفن الحربية الروسية في البحر الأسود. علاوة على ذلك، منذ أن أغلقت تركيا مضيق البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية في فبراير 2022، لم يتمكن الكرملين من تناوب الأصول البحرية بين المنطقتين».

تغيير ميزان القوى في القوقاز
ونجحت روسيا في تغيير ميزان القوى في البحر الأسود، وتعزيز نفوذها في منطقة غرب البلقان وجنوب القوقاز، في العام 2014 بعد ضم شبه جزيرة القرم ذات الأهمية الاستراتيجية. جاء ذلك بعد سيطرتها على أبخازيا الانفصالية الجورجية في أعقاب حرب قصيرة بالعام 2008، بعدها تمكنت من السيطرة على ما يقرب من ثلثي ساحل جورجيا على البحر الأسود.

ومنذ وقتها، عمل الكرملين على تحديث قاعدة بحرية في ميناء طرطوس في سورية حتى يستوعب سفنًا عسكرية أكبر، والتوسع في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، ثم توجهت إلى تعزيز نفوذها في قاعدة الجفرة في ليبيا، وتحويلها إلى نقطة إنطلاق رئيسية لعملياتها في أفريقيا.

واعتمدت رؤية بوتين باستعادة موضع روسيا باعتبارها قوة عالمية طويلًا على الهيمنة على البحر الأسود، وممارسة النفوذ في البحر المتوسط والشرق الأوسط. وربما حقق بوتين نجاحًا كبيرًا في السنوات التي سبقت الحرب الشاملة على أوكرانيا بالعام 2022.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«هذا المساء» يناقش: حُمّى الاجتماعات.. استشعار بالانفراج أم مبادرات كالسابقة؟
«هذا المساء» يناقش: حُمّى الاجتماعات.. استشعار بالانفراج أم ...
خوري تبحث مع وزيرة العدل حالة حقوق الإنسان في ليبيا
خوري تبحث مع وزيرة العدل حالة حقوق الإنسان في ليبيا
استمرار فتح مسار الدائري الثالث من «كوبري إتش» إلى جزيرة معيتيقة
استمرار فتح مسار الدائري الثالث من «كوبري إتش» إلى جزيرة معيتيقة
مجلس الدولة: تكالة قدم لستيفاني خوري «رؤية شاملة» بشأن الانتخابات
مجلس الدولة: تكالة قدم لستيفاني خوري «رؤية شاملة» بشأن الانتخابات
مصابان في حادث مروري بطرابلس
مصابان في حادث مروري بطرابلس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم