قدمت وكالة أممية تشخيصًا لوضع النازحين الفارين من نيران الحرب السودانية إلى الأراضي الليبية وتحديدًا مدينة الكفرة التي تشهد تدفقًا كبيرًا للسودانيين منذ أشهر، فيما أصبحت الأسر تقيم في أكثر من 50 مخيمًا غير رسمي في مزارع الضواحي بالمدينة.

وأجرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» في أواخر أبريل الماضي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وجمعية الهلال الأحمر الليبي والهيئة الليبية للإغاثة الإنسانية تقييمًا للاحتياجات المتزايدة للوافدين السودانيين وفق ما نقل تقرير عن الهيئة اليوم الأحد.

تحديات هائلة تواجه النازحين السودانيين في الكفرة
وأكد مسؤول الصحة والتغذية في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» مواجهة السودانيين الوافدين إلى الكفرة تحديات هائلة في الوصول إلى خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي الأساسية.

كما عبر أخصائي الصحة والتغذية لدى «يونيسف» عن صدمته من الظروف القاسية التي تواجهها تلك الأسر. وأشار: «عندما وصلنا إلى الكفرة، كانت درجة الحرارة مرتفعة، وربما تزيد عن 40 درجة مئوية. وكانت الحرارة شديدة ورؤيتي لهم وهم يعيشون في ملاجئ موقتة، ويعانون من ندرة المياه بعد فرارهم من النزاع، أثرت بعمق في نفسي. لقد كان أمرًا محزنًا».

- بدء حصر النازحين السودانيين في الكفرة
- «الأغذية العالمي»: ليبيا تعاني سوء التغذية والفقر.. و21 ألف نازح سوداني في الكفرة
- مساعدات غير غذائية لدعم النازحين السودانيين في الكفرة

وشدد على الحاجة الملحة لخدمات الرعاية الصحية، حيث هناك خطر كبير للإصابة بسوء التغذية خاصة عند الأطفال دون سن الخامسة والحوامل والمرضعات. وحذر من تفاقم هذا الوضع أكثر بسبب محدودية الوصول إلى خدمات صحة الطفل الأساسية.

أكثر من 50 مخيمًا غير رسمي للنازحين السودانيين في الكفرة
وكشفت المنظمة الأممية أن سودانيين في الكفرة، يقيمون بشكل رئيسي في أكثر من 50 مخيمًا غير رسمي في مزارع الضواحي والمنتشرة في مختلف المرافق الحكومية وغير الحكومية، وهو ما يشكل تحديات حرجة.

وسلَّط التقييم السريع الضوء على النقص الحاد في إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب النقص في الإمدادات الطبية والعاملين في مرافق الرعاية الصحية الأولية الثلاثة عشر المتوفرة والمستشفى الريفي الوحيد المثقل بالأعباء الذي يستقبل أكثر من 400 مريض يوميًا، 40% منهم من السودانيين. في حين تعد المياه والصرف الصحي الأساسي مشكلة رئيسية، حيث أن 10% فقط من الكفرة تغطيها شبكة الصرف الصحي العامة إلى جانب ممارسات النظافة السيئة في المخيمات غير الرسمية مما يشكل مخاطر كبيرة على الصحة العامة لتتفاقم المشكلات بسبب محدودية فرص كسب العيش ومحدودية توفير السكن مع زيادة أسعار الإيجارات بمقدار ثلاثة أضعاف منذ بداية الأزمة.

وفي مجال التزود بالمياه الصالحة للشرب تعتمد الكفرة في المقام الأول على 32 بئرًا صالحة للاستخدام، على الرغم من أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر يعطل التدفق. وفي المخيمات غير الرسمية، تتعرض النظافة للخطر بسبب الوصول إلى صعوبة الوصول إلى المراحيض وشبكة الصرف الصحي التي تغطي 10% فقط من المدينة، ومشاكل المياه الراكدة وعدم كفاية إدارة النفايات الصلبة.

وتوضح «يونيسف» أن التعليم والدعم النفسي والاجتماعي نادران، حيث تعطُّل العديد من الأطفال عن الدراسة ومحدودية فرص الوصول إلى الفرص التعليمية، في وقت يعاني الكثيرون من الصدمات النفسية الناجمة عن الصراع في السودان وظروف نزوحهم. مشيرة إلى أنها تعمل وشركاؤها على تعزيز الاستجابة المنسقة للتخفيف من التحديات المباشرة والاستعداد للعدد المتزايد من اللاجئين المتوقع وصولهم في الأشهر المقبلة.

40 ألف نازح سوداني في ليبيا بحاجة لتمويل بقيمة 4 ملايين و300 ألف دولار
ونبهت المنظمة الأممية إلى أن عدد الوافدين السودانيين آخذ في الارتفاع، ولدى الهيئة الأممية تقارير عن زيادة تزيد عن 200% في عدد الأسر والأطفال المسجلين في طرابلس والجنوب. وقدرت «يونيسف» الفجوة التمويلية لمواصلة جهودها بقيمة 4 ملايين و300 ألف دولار لدعم وتوسيع الاستجابة الإنسانية في جميع أنحاء ليبيا لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لحوالي 40 ألف شخص سوداني.

وتسبب تصاعد العنف في السودان إلى أزمة إنسانية وخيمة، مما أجبر أكثر من 1.8 مليون شخص على البحث عن ملجأ في البلدان المجاورة مثل ليبيا.