Atwasat

جوناثان واينر: بناء روسيا قاعدة بحرية في ليبيا خطر على الأمن القومي الأميركي

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 26 أبريل 2024, 02:06 مساء
القاهرة - بوابة الوسط

حذر المبعوث الأميركي السابق إلى ليبيا جوناثان واينر من نياتت روسيا في ليبيا، ومساعيها لـ«بناء قاعدة بحرية» على ساحلها الشرقي، قائلا إن هذا التطور خطر على الأمن القومي الأميركي إلى درجة أنه يجب أن يحظى باهتمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتحدث واينر، في مقال تحليلي مطول نشره معهد الشرق الأوسط أمس الخميس، عن الدور الذي لعبته روسيا في دعم «القيادة العامة» والمشير خليفة حفتر، معرجا على إخفاق الأمم المتحدة في حل الأزمة الليبية، وغياب الولايات المتحدة عن لعب دور فعال في المشهد.

ودعا واينر إلى استغلال ما قال إنه «خلاف بين نجل حفتر صدام الذي يحظى بدعم موسكو، وأخيه الأكبر سنا خالد الذي تدعمه الإمارات»، متابعا أنه «في هذه الصراعات يمكن تستغلها الولايات المتحدة».

فشل أممي في ملف الانتخابات
وتحدث الدبلوماسي الأميركي المخضرم عن الفشل المستمر لبعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا منذ تأسيسها عقب ثورة فبراير، التي لم تتمكن سوى من تحقيق أهداف محدودة، مشيرا إلى استمرار حالة الانقسام السياسي في ليبيا.

وقال واينر إن استقالة رئيس البعثة السنغالي عبدالله باتيلي من منصبه تعني أن الجهود الأممية لإجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية في البلاد وصلت إلى طريق مسدود، مضيفا أن فرص النجاح في هذا الملف على المدى القريب «معدومة».

وأشار إلى إحاطة باتيلي الأخيرة التي حمل فيها الأطراف الأساسية في ليبيا مسؤولية الإخفاق، وعدم تلبية رغبة الليبيين في الانتخابات. كما عرج على ملف المقاتلين الأجانب والمرتزقة قائلا إن خروجهم من ليبيا يتطلب اتحاد أعضاء مجلس الأمن وراء هذا الهدف.

الوجود الروسي المدمر
ويرى واينر أن روسيا هي الجهة الفاعلة الأكثر فعالية في الأزمة الليبية على مدى عقدين من الزمن، مشيرا إلى تزويدها حفتر ومجلس النواب والحكومات التي تشكلت شرق البلاد بمليارات الدنانير، التي وصفها بـ«المزيفة».

وعاد للحديث عن نقطة إخراج المرتزقة، قائلا إنه ما دام الرئيس فلاديمير بوتين يقود روسيا، فلا يمكن انتظار نجاح هذا المسعى، لافتا إلى الدعم الروسي لحفتر بمساعدات عسكرية واستخباراتية عبر مجموعة «فاغنر»، وهو ما شجعه على شن حملة على العاصمة طرابلس في أبريل العام 2019، التي لم تتوقف إلا بعد تدخل تركي. وأردف أن المقاتلين الروس وقوات «القيادة العامة» انسحبت من محيط العاصمة مخلفين وراءهم عددًا لا يحصى من الألغام الأرضية والأفخاخ المتفجرة، بما في ذلك الأجهزة المتفجرة المرتبطة بألعاب الأطفال مثل دمى الدببة.

تحرك عسكري روسي «غامض» في ليبيا
«ذا تايمز»: روسيا تعمل على تشديد قبضتها في أفريقيا بمساعدة حفتر
- «رويترز»: نائب وزير الدفاع الروسي طمأن حفتر على بقاء «فاغنر» في ليبيا
- كيف تستفيد روسيا من ليبيا كبوابة للعبور إلى أفريقيا؟
- مؤسسة أميركية: الانقسام السياسي في ليبيا مهَّد الطريق أمام توسع النفوذ الروسي

ونبه إلى تمركز المقاتلين الروس في قاعدة الجفرة الجوية وسط ليبيا، حيث أنشئت شبكة واسعة من المواقع التي يقال إن روسيا تستخدمها في السيطرة على البنية التحتية الاستراتيجية من خلال توفير المعلومات الاستخبارية والمشورة والدعم العملياتي، مكملا: «بالاعتماد على ليبيا كقاعدة عسكرية لها، تمكنت روسيا من توسيع نفوذها ودعمها العسكري للحكومات في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى».

غياب الولايات المتحدة المدمر
وانتقد المبعوث الأميركي السابق لليبيا غياب الولايات المتحدة عن المشهد الليبي مقابل الحضور الروسي القوي، مشيرا إلى أن هذا الملف أُهمل خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أيد المشير حفتر بينما كان يحاول الاستيلاء على طرابلس، مما تسبب في «شل سياسة البلاد وإبطال النفوذ الأميركي».

وتابع: «في عهد الرئيس جو بايدن، ظل جوهر السياسة دون تغيير عن فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي دعم عملية الأمم المتحدة لتأمين الانتخابات حتى مع توقف تلك الجهود، مرارًا وتكرارًا، في مواجهة المعارضة، العلنية والسرية من شخصيات مثل حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح».

وأشار إلى أن عدم عودة عمل السفارة الأميركية من طرابلس لا يعني فقط مخاوف تكرار واقعة مقتل السفير السابق كريس ستيفنز ومسؤولين آخرين في بنغازي، بل أيضا تُظهر عدم منح الحكومة الأميركية أولوية لليبيا منذ نهاية إدارة أوباما، مكملا: «في الآونة الأخيرة طلبت إدارة بايدن من كونغرس توفير التمويل لإعادة فتح السفارة، ومن الجيد أن نرى الولايات المتحدة تتجاوز صدمة بنغازي».

واختتم بالدعوة إلى تغيير سياسة الولايات المتحدة الحالية بشأن ليبيا، فبدلا من الاعتماد على الأمم المتحدة لـ«تحمل ملف الانتخابات الليبية الثقيل» يتعين على الولايات المتحدة أن تفكر في الأدوات التي تحتفظ بها لممارسة نفوذها في ليبيا بطريقة تعود بالنفع على شعب ليبيا، وتساعد في استقرار المنطقة من خلال مواجهة ما يفعله الروس بها.