Atwasat

«لوفيجارو»: بعد 13 عاما.. طريق الأمم المتحدة في ليبيا مسدود

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني السبت 20 أبريل 2024, 02:13 صباحا
WTV_Frequency

سلط تقرير فرنسي الضوء على تاريخ بعثة الأمم المتخدة للدعم في ليبيا بعد استقالة المبعوث الأممي الأخير عبدالله باتيلي.

ورصد تقرير جريدة «لوفيغارو» التغييرات التي شهدها مقعد رئاسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على مدى 13 عامًا منذ تشكيل البعثة إبان الثورة على نظام العقيد معمر القذافي (2011).

وجرى اعتماد البعثة، بالتحديد في 16 سبتمبر 2011، في خضم الحرب المندلعة آنذاك، وقبل نحو شهر من وفاة القذافي.

وتحدثت الجريدة عن باتيلي وأسلافه السبعة، ثلاثة منهم استقالوا قبله بسبب العقبات والصعوبات التي تتخبط فيها البلاد، مشيرة إلى اتهامات باتيلي للقادة الليبيين قبل استقالته، وحديثه عن أنايتهم ورفضهم الشديد إجراء الانتخابات من أجل البقاء في مناصبهم.

وتلخص البعثة مهمتها في: المساعدة ودعم الجهود الوطنية الليبية لاستعادة الأمن والنظام العام، وتعزيز سيادة القانون، بينما حدد قرار إنشاء البعثة مدة عملها بفترة أولية مدتها ثلاثة أشهر.

وفي مواجهة تعثر حل الأزمة الليبية، تمدد قوم الأمم المتحدة تدريجيا بتمديد مدة بعثة الأمم المتحدة للدعم.

التدابير اللازمة.. والمسارات الوعرة
وحسب «لوفيغارو»، كان الدبلوماسي الإنجليزي المستقل إيان مارتن أول من واجه التحدي، بعدما عُين في 11 سبتمبر 2011. لكنه لم يمكث لأكثر من عام. وبعد عشر سنوات من ترك منصبه الأممي، نشر كتابا تحت عنوان «كل التدابير اللازمة»، وفيه استعرض دور الأمم المتحدة، والتدخل الدولي في ليبيا، وفشل البعثة خلال ولايته. كما يذكر الكتاب، على وجه الخصوص، الحكومات المتعاقبة التي فشلت في بسط سلطتها على الجماعات المسلحة المنتشرة باستمرار في البلاد.

وخلّف مارتن وزير الخارجية اللبناني السابق طارق متري، الذي تولى المنصب، وشغله عامين. وفي وقت لاحق، نشر أيضا كتابا عن ولايته بعنوان «المسارات الوعرة»، الذي تحدث فيه عن المحن والتجارب المتعددة التي واجهتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ومن بينها صعوبة إعادة بناء نظام سياسي متين، مع الاضطرار إلى إدارة المصالح المتضاربة، محليا ودوليا.

جدل ولاية برناردينو ليون ومارتن كوبلر
في 14 أغسطس 2014، جاء دور الإسباني برناردينو ليون ليجرى تعيينه على رأس البعثة، ولم تدم فترة شغله المنصب سوى 14 شهرا، وكانت ظروف رحيله مثيرة للجدل إلى حد كبير، ولا سيما بسبب رسائل البريد الإلكتروني المسربة التي كشفت وجود مفاوضات سرية كان سيجريها -آنذاك- مع سلطات دولة الإمارات.

بعد ذلك، جرى تعيين الألماني مارتن كوبلر الذي شغل سابقا مناصب عدة، أهمها نائب للممثل الخاص في بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، ثم رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق.

ودامت فترة رئاسة كوبلر للبعثة عامين تقريبا. وفي العام 2016، بينما كان لا يزال في منصبه، أعلن كوبلر أن الوضع في ليبيا وصل إلى طريق مسدود، ليغادر بعدها.

أصعب وظيفة في العالم!
في يونيو 2017، أصبح غسان سلامة ثاني لبناني يجرى تعيينه ممثلا خاصا في ليبيا. ومثل سلفه، ذهب من خلال بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق قبل أن يتولى منصبه في ليبيا. وبعد ولاية لثلاث سنوات تقريبا، وهو رقم قياسي لم يسبق له مثيل من قبل، استقال لأسباب صحية، أبرزها «الإجهاد» الذي أصيب به نتيجة ممارسة واحدة من أصعب الوظائف في العالم، وهذا ما قاله في ذلك الحين.

وحتى الآن لا تزال ليبيا في طريق مسدود بسبب التدخل الأجنبي الذي سبق ذكره في شهادة كتاب إيان مارتن.

كوبيش: لا يوجد دعم كاف
ومع بداية العام 2021، جرى تعيين الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيش ليحل محل غسان سلامة. مع ذلك، استمر الخط المظلم لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، حيث قدم استقالته بعد ثمانية أشهر فقط من توليه منصبه. وقال مصدر دبلوماسي في ذلك الوقت إنه يشعر بأنه لا يتمتع بالدعم الكافي.

الاستقالة هذه المرة جاءت مفاجئة، وحدثت قبل شهر واحد من الانتخابات التي كان مخططا لها أن تجرى في ليبيا نهاية العام 2021، حيث اقترح الدبلوماسي لسلوفاكي البقاء في منصبه حتى إجراء الانتخابات الرئاسية. وبسبب التأجيل المستمر للانتخابات، ترك الدبلوماسي مهامه بشكل نهائي.

- الأزمة الليبية تطيح بالمبعوث الأممي رقم «8».. ماذا بعد؟
- خوري قد تخلف باتيلي.. هل تحل الأزمة على يد الأميركية؟
- نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا

ووفق التقرير الفرنسي، فشل كوبيش في الوصول إلى النتائج المرجوة. ومن بين أمور أخرى قوضت المهمة، أوضح أنه واجه صعوبة في أداء مهمته من مدينة جنيف السويسرية، التي فضّل ممارسة عمله منها بدلا من مزاولة مهامه من العاصمة طرابلس.

المهمة الأخيرة.. أنانية القادة الليبيين تُنهي مشوار باتيلي
بعد ذلك، بقي منصب الممثل الخاص شاغرا لعام تقريبا، حيث تأخر التصويت على قرار الأمم المتحدة الذي يجيز تمديد البعثة. وفور تقرر الحفاظ على بعثة الأمم المتحدة، جرى تسليم رئاسة البعثة لمواطن من دولة أفريقية، وهو السنغالي عبدالله باتيلي.

في سبتمبر 2022، جرى تعيين باتيلي مبعوثا أمميا. وبعد عام ونصف العام فقط، استقال أيضا بعد جولات شاقة خاضها، لإيجاد حل للأزمة مع الأطراف المتنارحة، التي سعى إلى جمعها إلى طوالة حوار واحدة، ولكنها لم تتفق، واتهم بعضها بالتحيز حتى ترك المنصب، الثلاثاء الماضي، وهو مصاب باليأس على الرغم من أن خبرته السياسية تفوق الأربعين عاما.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
هل يقصد «الفيلق الأوروبي»؟.. مسؤول أميركي ينفي التخطيط لنشر قوات في ليبيا
هل يقصد «الفيلق الأوروبي»؟.. مسؤول أميركي ينفي التخطيط لنشر قوات ...
%18 من إجمالي اللاجئين في ليبيا سودانيون.. والكفرة وجهة أولى
%18 من إجمالي اللاجئين في ليبيا سودانيون.. والكفرة وجهة أولى
شاهد.. عون: مؤسسة النفط وراء عدم تعيين خريجي الهندسة
شاهد.. عون: مؤسسة النفط وراء عدم تعيين خريجي الهندسة
الدبيبة يبحث مع رئيس وزراء مالطا التعاون الاقتصادي وفي ملف الهجرة
الدبيبة يبحث مع رئيس وزراء مالطا التعاون الاقتصادي وفي ملف الهجرة
الكيلاني تشارك في مؤتمر «اقتصاد الرعاية الاجتماعية» العربي بالمغرب
الكيلاني تشارك في مؤتمر «اقتصاد الرعاية الاجتماعية» العربي ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم