Atwasat

جريدة ألمانية: «معدات ثقيلة» تقلق ألمانيا من التوسع الروسي في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 04 أبريل 2024, 10:14 مساء
WTV_Frequency

نقلت جريدة ألمانية معلومات أوروبية تشير إلى خطط محتملة لإنشاء قاعدة بحرية روسية في ليبيا، حيث تستغل موسكو عدم الاستقرار السياسي في البلاد لتوسيع نفوذها.

وأشارت جريدة «tagesschau» الألمانية، في تقرير لها اليوم الخميس، إلى معاناة ليبيا منذ العام 2011 من عدم الاستقرار السياسي والقتال المتكرر وعواقب الفيضانات المدمرة في 2023، وهو ما تستغله روسيا لتوسيع نفوذها في ليبيا، بحسب رسالة داخلية من وزارة الخارجية الألمانية في نهاية مارس المنقضي.

وجود روسي متزايد في ليبيا
وتقول الجريدة إن الحكومة الألمانية تشعر بالقلق إزاء الجمود السياسي في ليبيا و«الوجود الروسي المتنامي»، مشيرة إلى معلومات أوردتها خدمة العمل الخارجي الأوروبية «EEAS»، وهي الخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، أكدت مؤخرًا «زيادة في تسليم المواد الثقيلة والخطط المحتملة لإنشاء قاعدة بحرية روسية».

وأضافت أن القاعدة البحرية الروسية ستكون على الساحل الليبي، كخطوة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا؛ فبالإضافة إلى ميناء طرطوس في سورية، ستكون هذه القاعدة العسكرية الثانية للسفن الحربية الروسية على البحر الأبيض المتوسط مباشرة على الحدود الجنوبية الجغرافية لحلف شمال الأطلسي «ناتو».

وأشار التقرير إلى أهمية ليبيا؛ بسبب استخدام أراضيها لطرق الهجرة لأوروبا، في ظل تنامي دور المجموعات المسلحة، والانقسام السياسي بين غرب البلاد وشرقها، وكل منهما يحظى بدعم دول خارجية.

- كيف تستفيد روسيا من ليبيا كبوابة للعبور إلى أفريقيا؟
- مؤسسة أميركية: الانقسام السياسي في ليبيا مهَّد الطريق أمام توسع النفوذ الروسي
- تقرير أميركي يفكك أبرز ما يميز «الفيلق الأفريقي» عن «فاغنر»

الدعم الروسي لحفتر
وتحدثت الجريدة الألمانية عن الدعم الروسي لقائد قوات «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر، الذي سافر إلى موسكو عدة مرات خلال السنوات الماضية؛ لإجراء محادثات، كان آخرها لقاء فلاديمير بوتين في أكتوبر 2023.

وتفترض السلطات الأمنية الغربية أن روسيا أكدت لحفتر المزيد من الدعم العسكري وترغب في توسيع وجودها في ليبيا، بينما يلعب الوصول إلى المواد الخام مثل الذهب والنفط دورًا في العلاقة، بحسب التقرير.

ووفقا للوثيقة الصادرة عن وزارة الخارجية الألمانية، فإن قيمة تهريب النفط من ليبيا وحدها تبلغ نحو 12.8 مليار دولار أميركي سنويا، مشيرة إلى نشاط المجموعة العسكرية الروسية «فاغنر» في ليبيا منذ عدة سنوات، معتبرة أن وجودهم سيجرى توسيعه بشكل أكبر هذا الربيع. ومؤخرًا، أنشأ حفتر، بدعم من المستشارين العسكريين الروس، قاعدة عسكرية جديدة في سرت وسط ليبيا.

يقول التقرير إن الجيش الروسي يمكنه استخدام العديد من المطارات الليبية الخاضعة لسيطرة قوات حفتر، حيث تخطط موسكو لاستخدام ليبيا كمركز ليس فقط لنقل المواد الخام، ولكن أيضًا الأسلحة التي يجرى جلبها إلى السودان، على سبيل المثال.

دور أفيريانوف في أفريقيا
وبعد وفاة زعيم «فاغنر» السابق يفغيني بريغوجين في أغسطس 2023، تولى الجنرال الروسي أندريه أفريانوف قيادة قوة المرتزقة، التي تعمل الآن في ليبيا ودول أفريقية أخرى تحت اسم «فيلق المشاة» أو «فيلق أفريقيا». وفي العام الماضي، سافر أفيريانوف إلى عدة دول أفريقية، بما في ذلك ليبيا، بحسب التقرير.

تقول الجريدة إن الاجتماعات مع المسؤولين المحليين كانت حول المزيد من التعاون العسكري والاتفاقيات، بالنظر إلى أن أفريانوف عمل عضوًا منذ فترة طويلة في جهاز المخابرات العسكرية الروسية، ويقال إنه قاد الوحدة 29155 «سيئة السمعة»، والتي يشتبه في قيامها بتنفيذ اغتيالات وأعمال تخريب خارج روسيا.

وبحسب جريدة «tagesschau» الألمانية، أفادت وسائل إعلام معارضة أن أعضاء وحدة 29155 نفذوا هجمات على مستودع ذخيرة في التشيك، بالإضافة إلى هجمات على تاجر أسلحة بلغاري وهجوم على الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال في بريطانيا العظمى.

وفقًا لبحث أجرته وسائل الإعلام «The Insider» و«CBS News» و«Spiegel»، يُقال إن هؤلاء الجواسيس العسكريين الروس مسؤولون أيضًا عن الهجمات الصوتية في جميع أنحاء العالم على مسؤولي الحكومة الأميركية وأفراد أسرهم، والتي جرت مناقشة العواقب المفترضة لها، تحت عنوان «متلازمة هافانا»، بحسب التقرير الألماني.

الولايات المتحدة تريد العودة
في هذا السياق، تشير الجريدة إلى خطط أميركية للعودة إلى ليبيا، من أجل مواجهة النفوذ الروسي، بعدما أغلقت سفارة الولايات المتحدة في طرابلس في يوليو 2014، بعد مقتل السفير الأميركي آنذاك جيه كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي شرق ليبيا.

وأشار التقرير إلى طلب وزارة الخارجية الأميركية 12.7 مليون دولار لإعادة فتح سفارة في ليبيا وخدمات الدعم اللوجستي.

وجاء في البيان الذي نقلته شبكة «سي إن إن» مؤخرًا: «بالنظر إلى نفوذ روسيا المتزايد على الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي، فإن الوجود الأميركي في ليبيا أمر بالغ الأهمية لحماية مصالحنا الأمنية على المدى الطويل». وردا على طلب مفصل، قالت السفارة الروسية في برلين إنها لا تعلق بشكل عام على «التكهنات والشائعات في الصحافة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مقتل طفلة عمرها 6 سنوات في طبرق جراء تعرضها للتعذيب
مقتل طفلة عمرها 6 سنوات في طبرق جراء تعرضها للتعذيب
البنك الأفريقي يرصد تناقضات الاقتصاد الليبي: تضخم منخفض.. وعملة منهارة.. وميزانية للرواتب وبلا استثمار
البنك الأفريقي يرصد تناقضات الاقتصاد الليبي: تضخم منخفض.. وعملة ...
الغاوي يبحث التعاون مع شركات صينية في مشروعات البنية التحتية
الغاوي يبحث التعاون مع شركات صينية في مشروعات البنية التحتية
«الصحة» تصدر تعميمًا بشأن استيراد الأدوية المراقبة دوليًا
«الصحة» تصدر تعميمًا بشأن استيراد الأدوية المراقبة دوليًا
انتشال 14 جثة خلال إزالة مبانٍ مدمرة في سرت
انتشال 14 جثة خلال إزالة مبانٍ مدمرة في سرت
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم