Atwasat

جريدة «الوسط»: توتر أمني وارتباك اقتصادي ينذران برمضان ساخن

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 22 مارس 2024, 10:12 صباحا
WTV_Frequency

يبدو أن الأزمة الليبية ستسجل رمضان ساخناً هذا العام على خلفية تداعيات أزمة معبر رأس اجدير، وقرار فرض الرسوم الضريبية على بيع النقد الأجنبي، وعودة حدة لهجة الخطابات الصادرة عن قائد قوات «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر التي تهدد باتخاذ «قرارات جريئة وأوامر صارمة للتصدي للمعرقلين» وفق ما جاء في تصريحاته مؤخراً.

غلق معبر رأس اجدير
وجاءت أحداث معبر رأس اجدير الحدودي بين تونس وليبيا وغلقه «لأسباب أمنية» لتشكل امتحاناً آخر للسلطات في طرابلس حول مدى قدرتها على مواجهة سطوة المجموعات المسلحة المحلية؛ حيث تحاول حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» فرض السيطرة على المعابر الحدودية مثلما وقع أواخر ديسمبر 2023 حين تحركت أرتال عسكرية من العاصمة تتبع وزارة الداخلية للاستحواذ على معبر غدامس الرابط مع الجزائر وسط اعتراض من سكان المنطقة، ما أجل فتح المنفذ المغلق منذ سنوات إلى أجل غير معلوم.

واليوم شهد المعبر الرئيسي لتنقل الليبيين والتونسيين توتراً حاداً بلغ حد الاشتباك المسلح، والتسبب في إصابات، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، في تعبير ميداني عن الخلاف بين حكومة عبدالحميد الدبيبة والمجلسين البلدي والعسكري بزوارة حول السيطرة على المعبر وإدارته، وبررت وزارة داخلية حكومة الدبيبة خطوتها الجديدة للسيطرة على المعبر الحدودي بتعرض التجار لمضايقات من قبل مجموعات مسلحة تفرض عليهم دفع إتاوات غير قانونية، وأخرى متورطة في عمليات التهريب التي تنشط في المنطقة.

- للاطلاع على العدد 435 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

ووصف المجلس البلدي لمدينة زوارة هذه الخطوة بـ«تجاوزات واستفزازات صريحة تصدر من وزير الداخلية»، مهدداً في بيان متلفز بالعصيان المدني، وبأن «قوى المدينة المسلحة مستعدة لمواجهة أي طارئ» في حال لم تتدخل حكومة «الوحدة الوطنية» بشكل عاجل وتضع حداً لـ«تجاوزات» وزير الداخلية في حكومة الدبيبة المكلف عماد الطرابلسي الذي صعّد بدوره، مؤكداً عزم وزارته استعادة السيطرة على المنفذ الحدودي «حتى لو اضطر الأمر لاستخدام القوة».

وشدد بيان زوارة على ضرورة تحمل المجلس الرئاسي والحكومة في طرابلس «مسؤوليتهما الرسمية والأخلاقية لمنع انجرار المنطقة لنزاع مسلح» متهماً الطرابلسي باتخاذ إجراءات «غير مدروسة وفردية كادت أن تؤدي إلى كارثة» لكن الأخير ردّ بقرار سحب الأعضاء العاملين بمديرية الأمن ومركز الشرطة ومصلحة الجوازات والجنسية من منفذ رأس اجدير «حفاظاً على الأرواح والممتلكات بعد قيام مجموعات مسلحة خارجة عن القانون بتحشيدات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما شكل تهديداً مباشراً للأعضاء العاملين بالمنفذ»، بحسب بيان نشرته وزارة الداخلية عبر صفحتها على «فيسبوك»، ما جعل حركة العبور تتجه إلى معبر «ذهيبة وازن» في محافظة تطاوين وفق وزارة النقل التونسية.

جدل حول قرار «ضريبة الدولار»
على جانب آخر لا يزال تأزم المسار الاقتصادي يشكل عنصر تهديد للاستقرار في البلاد، وهو ما انعكس في ردود الفعل الواسعة المحتجة على قرار رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بزيادة الرسوم الضريبة المفروضة على بيع النقد الأجنبي استجابة لطلب محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير.

ولم يتأخر رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة عن رد الفعل تجاه القرار ليخرج في خطاب متلفز ويقول لليبيين إن وضع البلاد الاقتصادي جيد، وإن حكومته أنهت الدين العام من واقع مخصصات بيع النقد الأجنبي بالضريبة السابقة والتي فرضت العام 2021 لهذا الغرض، كاشفاً أن الدين العام الذي يقصده عقيلة هو «الإنفاق الموازي من قبل حكومة مجلس النواب»، وتجاهل المصرف المركزي مطالبات التراجع عن الخطوة عندما طلب الثلاثاء من مديري المصارف تطبيق إجراءات فرض الرسوم على سعر الصرف.

حفتر يتوعد «المعرقلين»
وبعد مضي أكثر من أربع سنوات على الهجوم الذي شنته قوات «القيادة العامة» على طرابلس بمبرر القضاء على «الميليشيات والإرهاب» فيما عرف بحرب العاصمة، عادت لهجة الوعيد لتطل من جديد، ومرة أخرى على لسان المشير حفتر الذي أعلن أثناء حضوره مناورات عسكرية بمدينة سرت قبل أيام أن قواته جاهزة لإصدار «قرارات جريئة وأوامر صارمة للتصدي لكل ما من شأنه أن يعبث بمصير البلاد.. وأن مسار العملية السياسية أعطي من الفرص أكثر مما ينبغي»، مضيفاً: «نبشر المعرقلين أن مجال منح الفرص أصبح ضيقاً، وأن الصبر صار على حافة النفاد، وأن عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم قبل أن تفاجئهم الأحداث بما لا يشتهون أو يتوقعون».

- للاطلاع على العدد 435 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

باتيلي يحاول إعادة الروح لمبادرته
وتقلل التوترات الحاصلة من فرص تحقيق اختراق في العملية السياسية لحل الأزمة عن طريق الحوار، ويبدو أن ذلك أقلق المبعوث الأممي عبدالله باتيلي الذي حاول أن يعيد الروح إلى مبادرته بعقد الحوار الخماسي بين الأطراف الرئيسية التي حددها سابقاً، وهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيسا مجلسي النواب والأعلى للدولة عقيلة صالح ومحمد تكالة، ورئيس حكومة «الوحدة الوطنية» عبدالحميد الدبيبة، وقائد«القيادة العامة» المشير خليفة حفتر.

باتيلي التقى رئيس الحكومة المكلف من قبل مجلس النواب أسامة حماد الذي لم تشمله الدعوة إلى الطاولة الخماسية في مدينة بنغازي الأربعاء في أول لقاء مباشر معه بعد أسابيع من انتقاد الثاني له واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، وفي وقت يطالب حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح بانضمام حكومة حماد إلى الحوار الخماسي.

وقال المبعوث الأممي إنه اتفق مع حفتر على «ضرورة أن تكون جميع المبادرات منسقة سلفاً» في لقاء جمع الرجلين مساء الثلاثاء في بنغازي.

كل ذلك ألقى بظله الثقيل على الحالة العامة في البلاد، وولد لدى الكثيرين قلقاً متزايداً وتخوفاً من أي تصعيد هنا أو هناك يجعل الليبيين ينتظرون أياماً ساخنة مما تبقى من شهر رمضان، وقد تتعداه.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«هنا ليبيا»: استثمار نفطى صيني في طبرق.. وتواصل إعمار درنة
«هنا ليبيا»: استثمار نفطى صيني في طبرق.. وتواصل إعمار درنة
«استئناف العملية السياسية» محور محادثات تكالة والسفير الفرنسي
«استئناف العملية السياسية» محور محادثات تكالة والسفير الفرنسي
عقيلة يطالب البرلمان العربي بتوجيه رسالة لمجلس الأمن بشأن غزة (فيديو)
عقيلة يطالب البرلمان العربي بتوجيه رسالة لمجلس الأمن بشأن غزة ...
اتحاد نقابات العمال يدعو إلى وقفة أمام «القيادة العامة» في 1 مايو
اتحاد نقابات العمال يدعو إلى وقفة أمام «القيادة العامة» في 1 مايو
هذا المساء: إثيوبيا بعد السودان.. هل أصبح الدبيبة لاعبا إقليميا بالوكالة؟
هذا المساء: إثيوبيا بعد السودان.. هل أصبح الدبيبة لاعبا إقليميا ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم