كشفت استطلاعات رأي تضاؤل الاهتمام بالسياسة أو الرغبة في الانضمام إلى المظاهرات بليبيا بعد مرور 13 سنة على ثورة فبراير، وفق ما كشف مؤشر الديمقراطية العالمي الصادر عن «وحدة الاستخبارات الاقتصادية» التابعة لمجموعة «إيكونوميست» البريطانية.

وتناول تقرير المؤشر، الصادر أمس الخميس، وضع الديمقراطية في العالم، بما فيه ليبيا خلال العام 2023، منبها إلى تزايد الصراعات العنيفة، ما أضعف مستويات الديمقراطية بشكل كبير على المستوى الدولي.

تعثر العملية السياسية في ليبيا
وأوضح التقرير أن هذه هي الحال في ليبيا التي عاشت تحولات سياسية متعثرة بعدما جُمدت جهود عملية انتقال البلاد إلى تشكيل حكومة موحدة في العام 2023، مشيرا إلى أنه منذ ديسمبر 2021 ظلت الانتخابات مؤجلة إلى أجل غير مسمى.

وصنفت ليبيا الأخيرة مغاربيا في المؤشر، إذ تعاني انقساما دام أكثر من عقد من الزمن، ما وضعها في خانة الدول السلطوية بمعدل متدنٍ للغاية، وهو 1.78 من أصل 10، وفي أسفل الترتيب العالمي بالمرتبة الـ157 من أصل 167 دولة. وقد تراجعت مقارنة بتقييمات المؤشر في العام 2022 بواقع ست مراتب، حين حصلت على المرتبة الـ151 عالميا.

دول الساحل تسجل أسوأ أداءات في المؤشر
وغير بعيد عن ليبيا، سجلت دول منطقة الساحل وغرب أفريقيا أسوأ أداءات في المؤشر بسبب الانقلابات المتواترة والصراعات المختلفة في جميع أنحاء المنطقة.

ويقيس المؤشر حالة الديمقراطية في 167 دولة على أساس خمسة معايير، ويعطي لكل دولة تقييما بحد أقصى 10 درجات، وهذه المعايير هي: العملية الانتخابية والتعددية، وأداء الحكومة، والمشاركة السياسية، والثقافة السياسية الديمقراطية، والحريات المدنية.

مؤشر الديمقراطية يقسم الدول ضمن أربع فئات 
ويقسم المؤشر الدول إلى أربع فئات: الديمقراطيات الكاملة، والديمقراطيات المعيبة، والأنظمة الهجينة، والأنظمة الاستبدادية. ولا توجد فيه دولة مغاربية تعد ديمقراطية كاملة.

- سقوط حر للديمقراطيات في نصف دول العالم

وحسب التقرير الأخير، فإن أقل من 8% من سكان العالم يعيشون في ديمقراطيات كاملة، و39.4% منهم يخضعون لحكم استبدادي، مقارنة بـ36.9% في العام 2022. وسجلت أيضا منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تدهورا عاما، حيث انخفض متوسط درجاتها من 3.41 في العام 2021 إلى 3.34 في العام 2022، بينما تظل أوروبا الغربية المكان الأكثر ديمقراطية على وجه الأرض، حيث إن 71% من دول أوروبا الغربية المدرجة في المؤشر هي ديمقراطيات كاملة، وبقيت النرويج الدولة الأكثر ديمقراطية كما في المؤشرات السابقة، بينما تحتل أفغانستان المركز الأخير للسنة الثالثة على التوالي.