Atwasat

تركيا تعيد النظر في مذكرة تفاهم مثيرة للجدل مع ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 18 أكتوبر 2023, 03:42 مساء
WTV_Frequency

كشف الموقع الاستقصائي السويدي «نورديك مونيتور»، إعادة البرلمان التركي النظر في سلسلة من الاتفاقات الدولية التي لم يصادق عليها من العام التشريعي السابق، من بينها مذكرة التفاهم الموقعة في 3 أكتوبر 2022 بين طرابلس وأنقرة بشأن التعاون في مجال المحروقات، بعدما أثار هذا الاتفاق ردود فعل قوية من كل من اليونان ومصر.

وتبين أن الاتفاقية التي أعاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تقديمها إلى البرلمان لاستكمال الإجراءات التشريعية، قد أحالها رئيس المجلس إلى اللجنة المختصة في يونيو الماضي وفق الموقع السويدي الأربعاء.

مخاوف قانونية وسيادية من مذكرة التفاهم
وأفاد موقع «نورديك مونيتور» أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون بين شركات النفط والغاز لاستغلال موارد الطاقة في ليبيا، حيث تغطي الاتفاقية المؤلفة من أربع صفحات حقول النفط والغاز الحالية والمستقبلية.

وفي رأي مراقبين فإن الاتفاقية تثير أيضًا مخاوف قانونية وسيادية، لا سيما فيما يتعلق باتفاق العام 2019 بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني السابقة بشأن ترسيم الحدود البحرية وتأثيرها المحتمل على شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف التقرير، أن مذكرة التفاهم الأخيرة لم تذكر صراحةً اتفاق 2019، إلا أن ديباجتها أشارت بشكل غير مباشر إلى الاتفاق السابق. وذكر أن كلا البلدين يدركان إمكانية مثل هذا التعاون لتعزيز العلاقات الثنائية وأعربا عن رغبتهما في مواصلة تطوير العلاقات القائمة في مجال الطاقة.

انتقادات حادة من مصر واليونان لمذكرة التفاهم
وفي الماضي، وجهت مصر واليونان انتقادات حادة للاتفاق. وذكرتا أن مذكرة التفاهم تشير إلى تصعيد مقلق من جانب تركيا بهدف زعزعة استقرار شرق البحر الأبيض المتوسط وأنها تمثل استمرارًا لاتفاقية 2019، التي يعتقدون أنها تنتهك القانون الدولي. وحسب التقرير، قالت أثينا والقاهرة إن هذا ينتهك أيضًا حقوقهما السيادية المنصوص عليها في اتفاقية أغسطس 2020 التي حددت حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة.

- بعد حكم قضائي بوقف تنفيذها.. تشاووش أوغلو: الدبيبة أبلغ تركيا بتمسكه بالاتفاق الخاص بالهيدروكربون
- وزير الخارجية اليوناني: لا يحق لحكومة الوحدة منح تركيا حق استكشاف الغاز بينما هي لا تتمتع بالسيادة
- جريدة «الوسط»: «مذكرة التفاهم» تعزز حالة «اللاتفاهم» بين الليبيين
- ارتياح يوناني للمواقف المعارضة لمذكرة التفاهم الجديدة بين حكومة الوحدة وتركيا
- الحويج: لم نتنازل عن الأرض.. والشركات التركية سوف تستثمر أسوة بالأميركية والمصرية
- حمودة يكشف تفاصيل مذكرة التفاهم الموقعة مع تركيا في مجال الطاقة

وتضمن اتفاق 2020 مناطق ذات مطالب متداخلة من قبل تركيا وليبيا والتي جرى تحديدها في البداية في اتفاق 2019. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه التصريحات جرى الإدلاء بها بشكل مستقل عن محتوى الاتفاقية نظرًا لأن تفاصيل مذكرة التفاهم لم يجر الكشف عنها.

وتحدث الموقع السويدي عن رسالة مشتركة موجهة إلى الأمم المتحدة في ديسمبر 2022، وسط تنديد تركيا وليبيا باعتراضات اليونان على اتفاقاتهما بشأن موارد الطاقة والحدود البحرية، وأكدتا أن الاتفاقات تمتثل بالكامل للقانون الدولي وشددتا على أن مطالبات اليونان تنتهك حقوقهما السيادية. ودعت الرسالة اليونان إلى «التخلي عن مزاعمها التي لا أساس لها وخطابها العدائي» حسب تعبيرهما، وحثت على احترام سيادتها وقراراتها وإنهاء الإجراءات التي تؤدي إلى تصعيد التوترات في البحر الأبيض المتوسط.

البرلمان التركي يؤجل المصادقة على مذكرة التفاهم الليبية
وللعلم مذكرة التفاهم التي كان من المتوقع أن يصادق عليها البرلمان التركي في يناير، جرى تأجيلها بشكل مفاجئ، متأثرة برغبة أنقرة في تجنب إثارة أزمة جديدة مع الاتحاد الأوروبي. وتحتفظ تركيا بسفن الحفر الخاصة بها في مياهها الإقليمية منذ العام 2020 لتخفيف التوترات مع الاتحاد الأوروبي.

وتعتزم تركيا أيضًا تهدئة التوترات مع اليونان، التي أثارت ردود فعل بسبب عمل سفنها للتنقيب عن النفط في المياه المتنازع عليها في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط.

وخلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر، أجرى الرئيس إردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مناقشات واتخذ قرارًا بزيادة الحوار. وأعلن أن إردوغان سيزور البلاد في نوفمبر، وشدد الجانب التركي على أهمية التقدم في القضايا المتعلقة بخطوط أنابيب الطاقة في شرق البحر المتوسط وأهمية استفادة البلدين اقتصاديا من هذه الموارد.

وفي 4 أكتوبر، خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية شمال قبرص التركية، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه يجب على الجانبين التركي واليوناني الاستفادة من موارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط دون الحاجة إلى انتظار اتفاق الحل السياسي للقضية القبرصية القائمة منذ فترة طويلة بينهما.

استئناف العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر
وفي الوقت نفسه، فإن الجهود المبذولة لتحسين العلاقات بين تركيا ومصر مستمرة منذ فترة. وبعد مصافحة ودية بين الرئيس إردوغان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر في نوفمبر 2022، اتخذ البلدان سلسلة من الخطوات المهمة.

وقد بدأت هذه التطورات بمحادثات رفيعة المستوى على مستوى وزراء الخارجية، واستمرت باتخاذ إجراءات لتسهيل الحصول على التأشيرة المصرية للمواطنين الأتراك في أبريل، واكتسبت المزيد من الزخم بعد إعادة انتخاب أردوغان في مايو. وفي يوليو، حققت تركيا ومصر انفراجة من خلال رفع علاقاتهما الدبلوماسية إلى مستوى السفراء، مما يمثل مصالحة بعد توقف دام عقدًا من الزمن.

كما استقبل الرئيس المصري السيسي في القاهرة فيدان في إطار مناقشات تهدف إلى التوسط في وقف إطلاق النار في أعقاب هجمات حماس على دول الكيان الصهيوني ورد الأخير القوي على غزة، والذي أدى إلى مقتل آلاف المدنيين.

ويتوقع التقرير أن تكون مذكرة التفاهم على جدول أعمال الاجتماع الأول للجنة الشؤون الخارجية البرلمانية في تركيا، وسيجري إحالتها قريبا للموافقة عليها.

وختم المصدر بالقول إن غياب الإشارة إلى الاتفاقية البحرية المثيرة للجدل للعام 2019 في مذكرة التفاهم للعام 2022 بين تركيا وليبيا يمكن أن يمنع ظهور أزمة جديدة بين تركيا واليونان ومصر والاتحاد الأوروبي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عودة الكهرباء إلى غريان
عودة الكهرباء إلى غريان
انتشال 7 جثث من شاطئ صبراتة
انتشال 7 جثث من شاطئ صبراتة
«الأغذية العالمي»: ليبيا تعاني سوء التغذية والفقر.. و21 ألف نازح سوداني في الكفرة
«الأغذية العالمي»: ليبيا تعاني سوء التغذية والفقر.. و21 ألف نازح ...
نصية يوضح لـ«فلوسنا» أسباب تأخر إقرار الموازنة.. ويرفض لوم «النواب»
نصية يوضح لـ«فلوسنا» أسباب تأخر إقرار الموازنة.. ويرفض لوم ...
محلل سياسي لـ«وسط الخبر»: الكبير يقود حراكا لعزل الدبيبة.. ويتطلع لقيادة الحكومة
محلل سياسي لـ«وسط الخبر»: الكبير يقود حراكا لعزل الدبيبة.. ويتطلع...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم