شارك المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، الطاهر الباعور، في أعمال الدورة العشرين لاجتماع وزراء الخارجية لدول أفريقيا - شمال أوروبا، المنعقدة في الجزائر خلال الفترة من 16 إلى 18 أكتوبر 2023، ممثلًا عن ليبيا.

واستهل الباعور كلمته، خلال الاجتماع، بالإشادة بكرم الضيافة وحسن الاستقبال وتنظيم أعمال الدورة من قِبل الأشقاء الجزائريين، ناقلًا امتنان حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» للمواقف الإنسانية التي قامت بها الدول الشقيقة والصديقة تجاه الشعب الليبي في محنتهم التي سببتها كارثة الفيضانات والسيول التي اجتاحت مناطق شرق البلاد في سبتمبر الماضي.

العلاقات بين أفريقيا وشمال أوروبا
وأشار الباعور إلى أن الحدث الدبلوماسي الذي تستضيفه الجزائر «يمثل امتدادًا للعلاقات المتينة التي تربط دول شمال أوروبا بالقارة الأفريقية»، مؤكدًا أن انعقاد الاجتماع في هذا التوقيت الذي تعيش فيه مناطق واسعة من العالم تصاعدًا خطيرًا في مستوى العنف، وتنامي التهديدات التي تطال جميع الشعوب على كل المستويات، الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، «يفرض على الجميع طرح تصورات أكثر فاعلية ومرونة، للتعامل مع التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة والمحيط الإقليمي والدولي».

- الباعور يبحث مع وفد أميركي استراتيچية منع الصراع
- الباعور يبحث مع المبعوث الألماني مخرجات مؤتمر «برلين 2»
- الباعور: قواسم مشتركة مع إيطاليا في مجالي الطاقة والأمن لمواجهة التحديات بمنطقة المتوسط

وقال الباعور: «هذا الاجتماع يمثل شعارًا وفرصة لتقوية الحوار على أسس القيم المشتركة المرتبطة بالعدالة والحرية والإنسانية من أجل أن نؤسس لتعاون عابر للقارات والحدود، وداعم التنوع وإرساء السلام والاستقرار»، مؤكدًا أن ليبيا «تواصل بكل إصرار جهودها، لتتجاوز مرحلة الانقسام والحروب، وأن تستعيد موقعها الحيوي في خارطة التنمية، ومسارات إرساء السلام في البلدان الأفريقية».

استقرار ليبيا مصلحة لأفريقيا وأوروبا
وشدد كذلك على أن استقرار ليبيا «هو مصلحة لأفريقيا، وأوروبا أيضًا»، لافتا إلى أن منطقة شمال أفريقيا «تمثل عمقًا استراتيجيًا لجيراننا في أوروبا، وكذلك جزء أساسي من جهود وخطط إرساء السلام، بما في ذلك بلدان أفريقيا»، ومعربًا عن تطلع أفريقيا إلى أن يكون لدى الشركاء في شمال أوروبا «توجه استراتيجي نحو فهم مسببات التوتر والنزاع بالقارة الأفريقية، وأن يكونوا داعمين للرؤى التي تتعامل مع مشكلات التعليم والفقر والاضطرابات السياسية والنزاعات المتجددة داخل القارة الأفريقية أو بين الدول الجارة».

ونوه المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية بأن «ليبيا تخطو خطوات متقدمة في اتجاه حماية وحدتها، وإنهاء المراحل الانتقالية عبر انتخابات وطنية وفقًا لقوانين عادلة ونزيهة»، داعيًا «الدول الراسخة في الديمقراطية وصاحبة التاريخ الممتد في حماية الحريات والحقوق ألا تناقض نفسها، وتتخذ ازدواجية المعايير نهجًا عنيفًا تجاه منطقتنا ودولنا»، ومشيرًا إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداء من قِبل قوات الاحتلال.

تداعيات الصمت الدولي حيال الاعتداء على الفلسطينيين
واعتبر الباعور أن ما يجري في فلسطين «يضع العالم أمام موقف تاريخي لم ينحاز فيه إلى قيم العدالة والسلام أمام نزاع لم تجر تسويته على الرغم من كل قرارات الشرعية الدولية، وعلى الرغم من معاناة الشعب الفلسطيني على مدى عقود ماضية»، محذرًا من أن «سيادة الظلم على الحق، وتجاهل تحقيق العدالة سينهيان أي فرص لإيجاد نماذج حقيقية لتعاون الشعوب ودول الجنوب والشمال، وسيؤديان إلى فقدان الثقة بين الهيئات الدولية، وسيعرقلان فرص العبور نحو عالم عادل ويكون قادرًا على الاستجابة للتحديات التي يفرضها التغير المناخي والتي يبدو أنها ستزيد من سطوة الفقر والتصحر ونضوب الموارد لسكان الجنوب في أفريقيا، وبالتالي ستضيع فرصة تاريخية لإصلاح ما أفسدته عقود من السياسة الخاطئة تجاه المنطقة وشعوبها في قارة أفريقيا».

وزير الخارجية أحمد عطاف متحدثا في اجتماع وزراء خارجية أفريقيا - شمال أوروبا في الجزائر. (بوابة الوسط)