Atwasat

كيف يقرأ الفرنسيون زيارة حفتر لموسكو؟

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الجمعة 29 سبتمبر 2023, 03:20 مساء
WTV_Frequency

أثارت زيارة قائد قوات «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، موسكو، ولقاؤه الرئيس فلاديمير بوتين ووزير دفاعه الكثير من التساؤلات لدى المراقبين الفرنسيين حول أسباب الزيارة وما وراءها، خاصة في ضوء وجود اتجاه لفرض حلول سياسية في ليبيا بقيادة أميركية.

وبحث حفتر مع المسؤولين الروس جهود الإنقاذ وإعادة الإعمار بعد العاصفة المتوسطية «دانيال»، إلى جانب الشؤون الداخلية الليبية. ووصل حفتر موسكو الثلاثاء الماضي، وكان في استقباله نائب وزير الدفاع الروسي الزعيم السابق لجمهورية أنغوشيا ذات الغالبية المسلمة، يونس بك يفكيروف، الذي سبق أن زار الشرق الليبي، للقاء حفتر، حسب إذاعة «مونت كارلو» الفرنسية، أمس الخميس.

وأشارت الإذاعة إلى آخر لقاء جمع الرجلين في 17 سبتمبر ببنغازي في مقر القيادة العامة، بعد أيام قليلة على العاصفة التي ضربت الشرق الليبي في العاشر من سبتمر الجاري، مخلفة آلاف القتلى والمفقودين ودمارا واسعا في الممتلكات.

تعزيز موقعه في أي معادلة سياسية قادمة بليبيا؟
ووفقا للكثير من المتابعين، تأتي زيارة حفتر موسكو في وقت تبدو فيه الأمور متجهة نحو فرض حلول في ليبيا، بقيادة أميركية، الأمر الذي برز عقب لقاء حفتر قائد القوات الأميركية في ليبيا قبل أيام. وتساءلت الإذاعة الفرنسية هل يسعى حفتر لمزيد الدعم من روسيا، للحفاظ على موقعه في أي معادلة سياسية قادمة بليبيا؟.

وذكّرت الإذاعة بإقامة موسكو علاقات وثيقة مع حفتر، الذي لجأ إلى مرتزقة مجموعة «فاغنر» في أثناء هجومه على العاصمة طرابلس بين أبريل 2019 ويونيو 2020، الذي باء بالفشل، كما تقول.

ومذّاك، ما زال مئات من عناصر «فاغنر» ينشطون في الشرق ومنطقة المصافي النفطية والجنوب الليبي، بعدما توجه قسم من المجموعة إلى مالي أو إلى أوكرانيا، للقتال إلى جانب القوات الروسية، وفق «مونت كارلو».

دخول «أفريكوم» على خط الأزمة الليبية
وقبل أيام قليلة، التقى حفتر قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، مايكل لانغلي، في بنغازي، حيث بحثا «تشكيل حكومة وطنية منتخبة، وإعادة توحيد الجيش الليبي»، على ما أعلنت السفارة الأميركية لدى ليبيا. هذا الإعلان عدّه مراقبون محاولة أميركية للضغط على حفتر من أجل إنهاء الانقسام الحالي في البلاد، وإعلان دخول واشنطن على خط الأزمة الليبية.

وهذا ما قد يكون قد دفع حفتر، حليف روسيا في ليبيا، لإجراء هذه الزيارة، بحثا عن دعم إضافي، وفق الإذاعة الفرنسية.

وشهدت العلاقات بين الطرفين منذ العام 2017 تطورا مستمرا، خاصة عندما رست حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنتسوف» قبالة بنغازي. ولاحقا، استقبلت موسكو حفتر مرتين، في 2018 و2020، والتقى خلالهما وزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف.

وأكدت روسيا مرارا وقوفها على مسافة واحدة من كل أطراف الصراع الليبي. كما أعادت فتح سفارتها في طرابلس، وأبدت استعدادها لدعم جهود الحوار بين الأطراف المختلفة. لكنها في الوقت نفسه قدمت دعما عسكريا مباشرا لحفتر، خاصة بعد محاولته السيطرة على طرابلس.

القيادة العامة: حفتر يلتقي بوتين ووزير الدفاع الروسي في موسكو
حفتر يزور «مسجد موسكو الجامع» بناء على دعوة رئيس مجلس الإفتاء الروسي
حفتر يصل روسيا لإجراء محادثات حول تطورات الأوضاع فى ليبيا

وأضافت «مونت كارلو» أنه لطالما نفت روسيا سعيها لتكريس وجودها العسكري في ليبيا، ولكن التقارير التي تحدثت عن دور «فاغنر» في الشرق الليبي أثبتت عكس ذلك. ولم يقف الأمر عند ذلك، إذ اتهمت أطراف دولية عدة، من بينها الولايات المتحدة، «فاغنر» بالإسهام في الصراع بالسودان من خلال دعم قوات «الدعم السريع».

موسكو غير متحمسة لعودة المرتزقة إلى بلدهم
وفي السياق نفسه، أثارت قناة «فرانس 24» الناطقة باللغة العربية نقاط استفهام أخرى حول الأسباب والدوافع وراء زيارة حفتر روسيا، ونقلت عن متابعين بأنه سافر لموسكو سعيا لجمع بعض الأموال من أجل إعادة إعمار مدينة درنة المنكوبة، بينما هناك من يعتقد بأنه ذهب ليبحث إنهاء وجود مقاتلي «فاغنر»، متسائلة عن قدرة قائد «القيادة العامة» على تحقيق أهدافه في ضوء عدم تحمس موسكو لعودة المرتزقة إلى بلدهم.

وجاءت زيارة حفتر بعد أقل من أسبوع على زيارة وفد عسكري روسي رفيع المستوى، بقيادة نائب وزير الدفاع، بنغازي بهدف «تكثيف التعاون في مجال محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود».

وقالت متخصصة في الشؤون الليبية، رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، لـ«فرانس24» إن زيارة حفتر تدخل في «إطار المحادثات بشأن مصير مقاتلي مجموعة فاغنر الموجودين في شرق ليبيا».

ضغوط أميركية وتركية على حفتر
وقالت المتخصصة: «يبحث حفتر عن سبل التخلص من مرتزقة فاغنر الذين أصبحوا يشكلون تهديدا له في الشرق الليبي. لذا يسعى إلى فتح محادثات مع موسكو»، مشيرة إلى أنه «في وضع صعب، إذ يواجه ضغوط من عدد كبير من الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وتركيا». وأوضحت أن عدد أفراد «فاغنر» في ليبيا حاليا لا يتخطى الألف مقاتل، بعد نقل غالبيتهم للقتال في أوكرانيا.

واستبعدت المتخصصة في الشؤون الليبية اندلاع قتال بين قوات «القيادة العامة» ومقاتلي «فاغنر» حال رفضت موسكو انسحابهم، قائلة: «لا يمكن أن يقع الاقتتال بين الجبهتين». وأضافت: «ما دام لم تسحب تركيا قواتها من الجهة المقابلة، أي من طرابلس، فالرئيس الروسي لن ينهي مهام فاغنر»، حسب تصريحها للقناة الفرنسية.

وتابعت: «حفتر طلب الدعم العسكري من عديد الدول الغربية في حربه ضد الإرهاب، لكن دون جدوى، مما جعله يتوجه إلى روسيا في نهاية المطاف. فها هو بين مطرقة فاغنر وسندان الدول الغربية التي سحبت دعمها، ولم يتبق له سوى دعم الإمارات».

وحسب «فرانس 24»، فإن ما يزيد من الوضع تعقيدا بالنسبة لحفتر هو «التنافس السياسي القائم بين أولاده الستة حول خلافته، علما بأن قبائل الشرق الليبي غير مستعدة لقبول مثل هذا الخيار. كما شكل تعيين نجله صدام على رأس الهيئة المكلفة بإدارة الكوارث الطبيعية استفزازا لسكان درنة المنكوبين الذين نظموا احتجاجات، تنديدا بقلة المساعدات الإنسانية التي وصلت إليها وبطئها»، حسب تعبير القناة الفرنسية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
%18 من إجمالي اللاجئين في ليبيا سودانيون.. والكفرة وجهة أولى
%18 من إجمالي اللاجئين في ليبيا سودانيون.. والكفرة وجهة أولى
شاهد.. عون: مؤسسة النفط وراء عدم تعيين خريجي الهندسة
شاهد.. عون: مؤسسة النفط وراء عدم تعيين خريجي الهندسة
الدبيبة يبحث مع رئيس وزراء مالطا التعاون الاقتصادي وفي ملف الهجرة
الدبيبة يبحث مع رئيس وزراء مالطا التعاون الاقتصادي وفي ملف الهجرة
الكيلاني تشارك في مؤتمر «اقتصاد الرعاية الاجتماعية» العربي بالمغرب
الكيلاني تشارك في مؤتمر «اقتصاد الرعاية الاجتماعية» العربي ...
شاهد في «اقتصاد بلس»: عدد سكان ليبيا وحجم استهلاكهم من الكهرباء
شاهد في «اقتصاد بلس»: عدد سكان ليبيا وحجم استهلاكهم من الكهرباء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم