Atwasat

«من هو ابن القذافي؟».. وثائقي فرنسي يفتح ملف سيف

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 22 سبتمبر 2023, 11:58 مساء
WTV_Frequency

يقتفي فيلم وثائقي جديد رحلة الابن الثاني للعقيد معمر القذافي، وسعيه إلى استعادة السلطة في ليبيا على الرغم من أوامر القبض عليه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وبثت قناة «Arte» الفرنسية - الألمانية، في 19 سبتمبر الجاري، تحقيقا يحاول معرفة مصير ومكان وجود سيف الإسلام القذافي (مواليد 1972)، الذي كان خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أحد مبعوثي «الجماهيرية» في أوروبا.

الجانب الأقل توثيقا في المعادلة الليبية
وبعد مقتل والده، وقع سيف الإسلام أسيرا في يد «ميليشيا» من الزنتان، فأصبح معزولا ومجردا من الحرية عدة سنوات. وفي نوفمبر 2021، نظم سيف عودته الإعلامية من جنوب ليبيا، وكان الحدث المهم هو إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا.

وبهذا المشهد الشهير من عودة نوفمبر 2021، افتتح الفيلم الوثائقي عن القذافي الابن، محاولا فك رموز الشبكة التي ترافق طموحاته، وهو يكشف جانبا مخفيا والأقل توثيقا في المعادلة الليبية الحالية.

وحسب صانعي الفيلم، فإن ترشح سيف الإسلام كان سيتيح إمكان الحصول على مقابلة معه، وتأشيرة دخول إلى الموقع الذي يتحصن فيه بفضل الحملة الانتخابية. لكن إلغاء التصويت بدد هذه الآمال.

في هذا السياق، عاد التحقيق إلى ما قبل العام 2011 بنقل شهادات ملياردير أميركي ووسطاء مختلفين تحدثوا، دون ذكر أسمائهم، عندما كان الوجه الودي لـ«الجماهيرية العظمى». وفي إنجلترا، حيث التحق بكلية لندن للاقتصاد، كانت لديه مهمة، وهي طمأنة الغرب في وقت كان فيه نظام والده يريد تخليص نفسه من سمعته السيئة كدولة راعية للإرهاب. لذا كان من الضروري إقناع القوى الأوروبية بأن ليبيا بدأت في تجسيد الإصلاحات، وأنها تتحرك نحو الديمقراطية بالوتيرة التي تناسبها.

وشارك سيف من خلال مؤسسة القذافي العالمية للأعمال الخيرية والتنمية التابعة له في إطلاق الرهائن في الفلبين، والتفاوض بشأن تعويض ضحايا هجومين تورطت فيهما ليبيا. وتساءل الفيلم عن الهدف من هذه التحركات التي ترمي إلى رفع ليبيا من قائمة الحظر المفروض عليها، بعد سنوات من الحصار والعقوبات الدولية.

موجة «الربيع العربي» في 2011 بددت وهم الإصلاحات
وتابع التحقيق التليفزيوني أنه في العام 2007، ومع زيارة معمر القذافي باريس، بدا أن سيف الإسلام نجح في المهمة. لكن في العام 2011 تغير كل شيء عندما اندلع الربيع العربي في ليبيا، الدولة التي تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، ويبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة فقط، وهي واحدة من أغنى الدول في أفريقيا بفضل غازها ونفطها. ومفاجأة العالم كانت اختيار سيف الإسلام دعم والده في القضاء على الثورة.

ويتضمن الفيلم الوثائقي أيضا صورا للمقابلة التي أجراها سيف الإسلام مع قناة أوروبية، التي قال فيها أمام الكاميرا: «أول شيء نطلبه من هذا المهرج هو إعادة الأموال إلى الشعب الليبي. لدينا كل التفاصيل والمستندات وعمليات النقل، وسوف نكشف كل شيء قريبا»، في إشارة إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الذي دأب على دحض هذه الاتهامات التي، بحسب قوله، ليس لها أي أساس ملموس على الرغم من مرور أكثر من أحد عشر عاما على التحقيقات.

وبددت موجة «الربيع العربي» في 2011 الوهم، وأعادت البلاد إلى العنف، وذلك عندما ظهر سيف الإسلام مهددا بأنهار من الدماء في نهاية فبراير، وكشف للعالم حقيقة هذه الخرافة الإصلاحية، وفق ما يذكر الفيلم، مما كلفه غاليا عبر لائحة اتهام من المحكمة الجنائية الدولية، وعارا بعد انتصار الثورة. لكنه نفذ بجلده، لأن الميليشيات التي تحتجزه في الزنتان، بجنوب غرب طرابلس، جعلت منه بيدقا وورقة ورهنا مفيدا جدا للتفاوض.

سيف الإسلام في قبضة سجّانين أم ملائكة حراسة؟
وطول هذه السنوات، كان مصير سيف يلفه الغموض، فهل هؤلاء سجانوه أم ملائكة حراسة؟. ونقلت القناة التليفزيونية أنه متأثر نفسيا. وبعد عودته المفاجئة، التي ربما دبرها الروس، اختفى مرة أخرى، لأسباب أمنية.

وتتابع القناة: «من المؤكد أن سيف الإسلام، الذي يحمل الكثير من أسرار نظام والده، لديه بعض الأسباب التي تجعله حذرا، بينما يغذي المقربون منه أسطورة عودته الحتمية، فالخطاب جاهز، وحتى لون بدلته ونوع الكرسي الذي سيجلس عليه».

- بينهم صدام حفتر وسيف.. «يديعوت أحرونوت» تكشف تواريخ اللقاءات السرية بين مسؤولين إسرائيليين وليبيين
- رسائل من السفيرة البريطانية بشأن سيف القذافي ونتائج لجنة «6+6» وإدارة الموارد
- شاهد في «وسط الخبر»: هل تعيد أفريقيا سيف القذافي من نافذة المصالحة؟
- الولايات المتحدة تتعهد بمواصلة رصد الإجراءات القانونية ضد عبدالله السنوسي وسيف القذافي

كما يتضمن الفيلم الوثائقي صورا وشهادات لم تُنشر من قبل لفاعلين غربيين خلال فترة ما قبل القبض عليه، مثل السفير الأميركي في ليبيا من 2009 إلى 2012 جين كريتز، الذين التقوه في فيينا ولندن وتونس والزنتان، حيث يُعتقد أن سيف الإسلام موجود هناك. ووفق مستشاره السابق محمد الهوني، فإن سيف القذافي «أراد أن يحكم في ظل والده، وهو أمر مستحيل».

ماذا يفعل نجل القذافي لو عاد إلى السلطة؟
وحكمت عليه محكمة في طرابلس بالإعدام غيابيا في العام 2015. لكن الجماعة المتمردة التي ألقت القبض عليه في الزنتان رفضت تسليمه إلى السلطات، وأُطلق بعدها من السجن في يونيو 2017، بعد اعتماد قانون العفو من قِبل البرلمان الذي يتخذ من شرق ليبيا مقرا له.

ويتساءل الفيلم: «إذا عاد سيف الإسلام القذافي إلى السلطة فهل سينفذ تهديداته، وينتقم لعشيرته، ويقضي على أعدائه أم سيختار العفو أو الصمت أو الديكتاتورية أو الديمقراطية؟».

ويستنتج الفيلم أنه بالنسبة للغرب و«الثوار» الليبيين على حد سواء، فإن عودة القذافي إلى السلطة ستكون على أي حال رمزا لفشل ثورة 2011 التي أنهت 42 عاما من الديكتاتورية. لكن الآن بعد أن أصبح حرا، يمكنه أن يلعب دورا في ليبيا المستقبلية، كما فعل في الماضي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وليد اللافي يبحث في واشنطن التعاون في أمن المعلومات
وليد اللافي يبحث في واشنطن التعاون في أمن المعلومات
«هنا ليبيا» يتابع: نقص فصائل الدم في البيضاء.. ومؤتمر عن العدوى بسبها
«هنا ليبيا» يتابع: نقص فصائل الدم في البيضاء.. ومؤتمر عن العدوى ...
الهجرة وخروج المرتزقة في مشاورات العقوري والقنصل اليوناني
الهجرة وخروج المرتزقة في مشاورات العقوري والقنصل اليوناني
«المالية» تستحوذ على 45% من إجمالي المرتبات .. تليها الشؤون الاجتماعية و«الداخلية»
«المالية» تستحوذ على 45% من إجمالي المرتبات .. تليها الشؤون ...
توقيف 3 أجانب تورطوا في إخفاء جثة بطرابلس
توقيف 3 أجانب تورطوا في إخفاء جثة بطرابلس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم